رسالة غانتس الى "القيادة" ورسالة بركة الى "الشعب"!

حجم الخط

كتب حسن عصفور

خلال 24 ساعة وصل الى الفلسطينيين رسالتين، واحدة من رئيس حكومة الاحتلال بالإنابة ووزير جيشها بيني غانتس، وأخرى، من القائد الوطني الكبير الفلسطيني محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العربية لأهلنا في أرض 48.

رسالة الإسرائيلي غانتس خاطب بها "القيادة الرسمية" بعد مهرجان أريحا بأنهم "لن ينتظرونها" لرفضها التفاوض، قائلا (إنهم "يتكئون على مأزق عميق. بقدر ما يريدون، سنطرح الخطة على أرض الواقع معهم").

رسالة تكشف أن التهديد السياسي لم يعد "حكرا" على الفاشي نتنياهو، بل هو جزء من موقف حكومة الكيان بكل أركانها، بعد ان حاولت أطرافا محلية وعربية، بل ودولية ان تبحث عن مظهر خلافي لجوهر فكرة الضم بين الليكود وأزرق أبيض.

غانتس في رسالة التهديد يؤكد بلا أدنى مواربة، ان الضم قادم وسيكون، لكنه ليس كما هي رغبات اليمين الفاشي المتطرف، الباحث عن تهويد ما يقارب الـ 60% من الضفة والأغوار، بل سيكون وفق " الصيغة الأكثر مسؤولية بروح برنامج ترامب" مضيفا " "ما هو جيد في برنامج ترامب، الذي ينظر للمرة الأولى بواقعية إلى الواقع على الأرض. نحتاج إلى البدء في تشكيل تسوية مستقبلية بالنظر إلى الحقائق في هذا المجال". ويؤكد، أن حزبه يشارك ومؤثرا في اتخاذ القرار "مهما فعلنا، سيكون لذلك سعر، وحتى إذا لم نفعل شيئا، فستكون هناك أسعار".

رسالة غانتس أطلقت رصاصة الرحمة على البعض المنتظر رهانا، ولا تحتاج الى ارهاق العقل بان مسالة اعلان الضم بات وقتا وليس موقفا، وعلها الأكثر ارباكا للمترددين بعد أن ظنوا غير ذلك، (وظنهم أصبح إثما سياسيا)، وكل حديث عن احباط وتأجيل أصبح كلاما في الهواء.

في مقابل تلك الرسالة الإسرائيلية، توجه القائد محمد بركة برسالته الى الشعب الفلسطيني من "مهرجان أريحا"، أن كل نضالنا لن يترك أثرا والانقسام قائم، لخص الكلام بأن الانقسام عار.

ما أشار له بركة، ليس وصفا لحدث، بل كشفا، مع وجود "عار الانقسام"، لا مجال لمواجهة هذا الخطر الكبير الذي يهدد الهوية والأرض في ذات الوقت، ما لم يتم وضع نهاية لهذا العار السياسي الذي ينخر في جسد الشعب الفلسطيني.

وليت الأمر، توقف عن حدود "انقسام سياسي افقي"، بل ان حركة حماس، ومع دخول خطة المشروع التهويدي للتنفيذ، سارعت كي يصبح "انقساما عاموديا" على طريق تشكيل "البديل التمثيلي" كياني في قطاع غزة ومنظمة حيث أمكنها ذلك، واخذت حركتها الانقسامية ابعادا جديدا، تنقبت بأحدها خلف مسألة انتخابات المجلس الوطني، والتي يشكل جوهرها "هدم القائم" لبناء جديد وفق مقاس حماس في المرحلة القادمة، بعد الضم والتهويد.

رسالة بركة التي أطلقها من منصة "مهرجان اريحا"، يبدو انها ستذهب وسط عمق أغوار فلسطين، تحجبها "تلال البلادة السياسية" التي باتت سائدة، فيما ستعرقل وصولها قطاع غزة "حواجز شهوة السلطة الانفصالية".

رسالة غانتس تأخذ مسارها الى التطبيق، ورسالة بركة تأخذ مسارها الى "التاريخ"... مع تجاهل الكتلة الوطنية الفلسطينية لصرخة كان لها أن تفرض حراكا سريعا لعدم الاستسلام العام...رسالتان تلخصان مشهد ما سيكون بعد الأول من يوليو / تموز، ضم وعار.

ملاحظة: وزير خارجية قطر، ابلغ مسؤول إسرائيلي، أن بلده لن تقوم بإرسال دفعات مالية جديدة الى حماس، كي لا تتهم أنها تساعد إسرائيل في تنفيذ خطتها... كلام يكفي لكشف المستور والباقي في شنطة أرغمان!

تنويه خاص: يتساءل البعض الفلسطيني، لماذا تصر حماس عبر إعلامها وصغار إعلامييها، وخلاياها "غير النائمة" في مواقع التواصل الاجتماعي، على بث "رسالة كذب" ونشر فتنة وطنية الآن اكثر مما كان..صحيح ليش!