تهديد؟ غانتس يستجدي الفلسطينيين لينقذوه

حجم الخط

هآرتس – بقلم نوعا لنداو

لفترة طويلة جدا تمتم بني غانتس بكلمات غير مفهومة عندما أراد أن يشرح بدون نجاح، موقف حزبه من الضم في الضفة الغربية. لا لضم أحادي الجانب، نعم لضم أحادي الجانب. فقط بالموافقة “غير الممكنة” للمجتمع الدولي، فقط بالموافقة “غير الممكنة” للاردن، فقط ضم في الغور، فقط في الكتل الاستيطانية، فقط في اطار خطة ترامب الواسعة، فقط خطوة رمزية ضيقة، فقط مع تقديم بادرات حسن نية للفلسطينيين، ولكن في الأصل يريد الفلسطينيين، فقط لا تطلبوا منا التوسع في ذلك. هكذا تقريبا ظهر. في ازرق ابيض لم ينجحوا في القول حتى الآن أي شيء حاسم وواضح في هذه المسألة. هم ليسوا مع وليسوا ضد ايضا. توجد لهم قائمة شروط غير ممكنة لتطبيق هذه الخطوة. ولكن اذا كانت هذه الشروط رغم ذلك ستتحقق، فهيا الى الأمام – ليكن ضم. سياسة الغموض هذه ظهرت غريبة بشكل خاص على خلفية تصريحات شركائهم في الحكومة الذين يعتبرون الضم مهمتهم السامية.

​عمليا، أمس ايضا لم يقدم غانتس أي رد واضح على مسألة هل هو ضد أم مع. اقواله في المحادثة مع مراسلين عسكريين ظهرت وكأنها تهديد للفلسطينيين الذين يرفضون انقاذه من هذه الفوضى. وفي الاسبوع الماضي قال اعضاء في ازرق ابيض للصحيفة بأن الفلسطينيين يمكنهم انقاذ الوضع اذا وافقوا فقط على اجراء المفاوضات. فعندها لن تكون هناك خطوة احادية الجانب، وعلى الاقل كل هذه العملية المعقدة ستؤجل الى موعد غير معروف.

​في الوقت الحالي يعلن غانتس نفسه بأنه اذا لم يكن الفلسطينيون مستعدين للعودة الى طاولة المفاوضات، فان اسرائيل ستضطر الى “التقدم بدونهم”. لن نواصل انتظار الفلسطينيين. الفلسطينيون يواصلون رفض التحادث والبقاء في حالة سبات عميق، قال. فعليا، من يوجد في حالة سبات هو غانتس نفسه. فهو غير قادر على تأييد الضم أو معارضته. وكل ما تبقى لديه هو استجداء الفلسطينيين. استجداء على شكل تهديد. هيا الى طاولة المفاوضات وإلا ستخسرون كثيرا. لأنهم فقط لا يعرفون إلا لغة القوة فقط. كما يبدو هكذا علموه في الجيش.

​غانتس قدر في نفس اللقاء بأن الضم “لن يؤثر” على روتين حياة الاسرائيليين والفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة، وأن هذه الخطوة ستذيب “الجمود السياسي”. هذه التفسيرات أخذت مباشرة من رسائل ادارة ترامب. ومن اجل تليين الاقوال عاد الى صفحة الرسائل المشوشة للحزب التي بحسبها سيعمل “على تقليص خطر تحويل دولة اسرائيل الى دولة ثنائية القومية بقدر الامكان، مع الحفاظ على أمن الدولة، من خلال حوار وطيد مع الولايات المتحدة ودول العالم والفلسطينيين، اذا أرادوا أن يكونوا جزء من الحوار”. هذا منطقي: غانتس يريد اذابة الجمود السياسي بمساعدة ابعاد الفلسطينيين عن المعادلة. السلام يبدأ وينتهي في داخلنا. ونحن لسنا بحاجة الى شركاء.

​حسب غانتس، لا يمكن فقط القيام بالضم بسهولة بموافقة العالم والمنطقة كلها، والدفع قدما بالسلام بدون الطرف الثاني، بل يمكن ايضا تنفيذ الضم الاخلاقي جدا في العالم: “لن نأخذ فلسطينيين الى داخل اراضينا، ولن نمس بحقوق الانسان وحرية الحركة”، وعد. وكأنه لم يكن في أي يوم موجود في المناطق.

​مؤخرا قلب ازرق ابيض نظام المتحدثين بلسانه. فقد قام بابعاد اشخاص قدامى وجند اشخاص جدد. “توجد مشكلة في الدعاية”، قالوا في الحزب. لا يوجد لازرق ابيض بالضبط مثلما يوجد لدولة اسرائيل، أي مشكلة مع الاعلام. المشكلة هي في الواقع. فمن لا توجد له ايديولوجيا واضحة لا يمكن شرحه، يجب اختراع ايديولوجيا كهذه وتسويقها له. وعلى ذلك تدل أكثر من أي شيء آخر، جملة قالها غانتس في اللقاء وهي أن حكومة اسرائيل يجب عليها “عدم ادارة الصراع فقط، بل ايضا يجب عليها تشكيله ايضا”. ليس غانتس، بل حكومة اسرائيل يجب عليها انهاءه. الادارة والتشكيل تتركها للتلاميذ.