بعد "قنبلة" الأمم المتحدة .. الكشف عن الخطوة التالية للرئيس "أبو مازن"

abbas_she
حجم الخط

بعد أن فجر الرئيس الفلسطيني محمود عباس "قنبلته" في مقر الأمم المتحدة بالأمس، وأعلن عن عدم التزام السلطة بأي اتفاقيات سياسية واقتصادية مع الاحتلال الإسرائيلي حال عدم التزام الأخير بها، وأن يتحمل مسؤوليته الكاملة تجاه الفلسطينيين، تتجه الأنظار كافة إلى الخطوة التالية التي سيتجه لها عباس.

ويبدو وبحسب مسؤولين فلسطينيين، أن الخطوة المقبلة ستكون نحو الوضع الفلسطيني الداخلي، والبدء بتجهيزات وتحركات رسمية مع الفصائل والقوى الوطنية، للاتفاق على اجتماع عاجل للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، ومن ثم عقد جلسة المجلس الوطني في نهاية العام الجاري، حيث ستبدأ مشاورات السلطة مع حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة التي يقيم فيها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة.

- تحركات عاجلة

صرح مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، أن "الرئيس عباس أبلغ عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" بالتحرك في هذا الجانب، وإجراء لقاءات مكثفة مع كل الفصائل بما فيهم حركة "حماس والجهاد الإسلامي، للاتفاق على موعد عقد اجتماع الإطار المؤقت لمنظمة التحرير".

وأوضح المسؤول أن "وفداً فلسطينياً من حركة فتح برئاسة عزام الأحمد، سيتوجه إلى بيروت الأسبوع المقبل للقاء قادة حركة الجهاد الإسلامي، ومن ثم سيغادر باتجاه قطر للقاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، لبحث ملفات المصالحة".

وذكر المسؤول الفلسطيني أن "عزام الأحمد تلقى تطمينات من حركة حماس بالمساعدة في تحريك عجلة المصالحة، وأنها مستعدة للتوجه للقاهرة للمشاركة باجتماع الإطار القيادي متى دعت مصر لذلك".

وشهدت الآونة الأخيرة توتراً كبيراً بين حركة "حماس" والجانب المصري، على خلفية اعتقال أحد قادتها في مطار القاهرة الدولي، واختطاف أربعة فلسطينيين قبل أكثر من شهر في سيناء وتحميل حماس لمصر المسؤولية الكاملة عن حياتهم.

- تفعيل المصالحة

صائب عريقات، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، أكد أن "خطوة الرئيس عباس المقبلة ستكون على الصعيد الفلسطيني الداخلي، وستكون هناك تحركات جديد لتحريك ملف المصالحة المتوقف".

وأوضح عريقات، أن "الأمور اتضحت الآن للجميع، وخطاب الرئيس عباس كان واضحاً، وحمل فيه الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع الفلسطينية، وزيادة الحصار والاعتداء على المقدسات".

وأضاف: "سنبذل كل جهودنا من أجل إنجاح التحرك الداخلي، الذي يسعى بشكل أساسي إلى الاتفاق على موعد عقد اجتماع الإطار القيادي لمنظمة التحرير في العاصمة المصرية القاهرة، خلال الفترة المقبلة".

وأوضح عريقات أن "الجانب المصري لم يعارض عقد اجتماع الإطار القيادي المؤقت على أراضيه، وما زالت مصر تلعب دورها في رعاية ملفات المصالحة الداخلية، ولم ترفع يدها عنها"، مشيراً إلى أن الأمر الآن هو داخلياً".

وذكر عريقات أن "كافة الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس يجب أن تدعم توجهات المصالحة الداخلية، والتحرك الذي يجري على الأرض لإتمام هذا الأمر بأسرع وقت"، مؤكداً أن المخاطر التي تحيط بالقضية والمشروع الوطني الفلسطيني بحاجة لجسم فلسطيني موحد لمواجهتها.

وكشف عريقات أن "الأيام المقبلة ستكون هامة وتحمل خطوات إيجابية على صعيد الوضع الفلسطيني الداخلية، وتحريك ملف المصالحة"، مؤكداً أن هناك مؤشرات إيجابية تدفع نحو هذا الاتجاه.

- حماس تدعم

بدوره، أكد حسن يوسف القيادي البارز في حركة حماس، أن "حركته ستدعم وبكل قوة أي تحرك فلسطيني من أجل استعادة الوحدة الوطنية الداخلية، وإنهاء حالة الانقسام التي أصابت بالضرر الكبير للمشروع الوطني".

وقال يوسف "حسب ما سمعنا، ستبدأ تحركات جديد في ملف المصالحة، وتلك الخطوات تهدف بشكل أساسي لعقد اجتماع عاجل للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومن ثم اجتماع المجلس الوطني".

وأضاف: "أي جهود من قبل أي طرف فلسطيني بهذا الجانب، هي محل ترحيب، بل وبدعم كبير من قبل حركة "حماس". سنقدم كل التسهيلات من أجل إنجاح حالة التوافق الوطني الداخلي، وتفويت أي فرصة من شأنها أن تطيل عمر الانقسام القائم".

ولفت القيادي في حركة "حماس" إلى أن "المصالحة الداخلية وتحقيقها يتطلب خطوات جدية من قبل حركة "فتح" تتمثل بوقف الاعتقالات على الخلفية السياسية، والإفراج عن المعتقلين ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، لتكون هناك نية صادقة من أجل إتمام المصالحة".

وأشار يوسف، إلى أن "الفرصة الحالية هي الأنسب من أجل إتمام المصالحة، خاصة بعد الخطاب "الجيد" الذي ألقاه الرئيس عباس في مقر الأمم المتحدة في نيويورك أمس"، موضحاً أن "المطلوب الآن هو التحرك داخلياً من أجل طي صفحة الانقسام خلف ظهورنا والبدء بتنفيذ اتفاقات المصالحة دون شروط وعقبات".