وقَّع مساء يوم الخميس، 400 شابًا وشابة إسرائيليين، على عريضة تطالب حكومة رئيس الوزراء زعيم حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو، وزير جيش الاحتلال زعيم حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس، بوقف خطة ضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية تحت سيادة الاحتلال.
وأشارت العريضة التي حملت عنوان "شباب ضد الضم"، لنتنياهو وغانتس وعدد من الوزراء، إلى العواقب المدمرة التي يمكن أن يحدثها الضم على كل من الفلسطينيين والإسرائيليين.
وجاء في العريضة: "تنفيذ قرار الضم سيحوّل واقع الفصل العنصري في الأراضي المحتلة إلى قانون رسمي ويجعله أكثر تطرفا وصعوبة"، متابعين: "اليوم، مع وصولنا إلى العمر الذي تطلب فيه منّا دولة إسرائيل القيام بدور نشط في السياسات العنصرية والعنيفة، فإننا ملتزمون بمقاومة الضم بشكل فاعل وحازم".
ومن الموقّعين على العريضة، شباب إسرائيليون يخططون لرفض الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال، وآخرون ممن يتجهون للالتحاق بالجيش.
وجاء في العريضة: "العام المقبل، سينضم الكثير منّا إلى الجيش، وسيُطلب منهم تنفيذ سياسات الضم التي تهدد بإلحاق الأذى الشديد بالسكان الفلسطينيين ورؤية السلام، ولهذا السبب نناشد نحن الشباب الجمهور الإسرائيلي وصناع القرار بإيقاف الضم في أقرب وقت ممكن".
وحذر الموقعون من أن "هذه الخطوة ستستأنف بلا شك الاشتباكات العنيفة في منطقتنا، والتي سيكون ضحاياها من الفلسطينيين والإسرائيليين، ما يعني تعميق الصراع، وتوسيع دائرة الدم والموت، مع ترسيخ الاحتلال والعنف والعنصرية".
وأطلق المبادرة عدد من الشباب الإسرائيليين الذين اجتمعوا لمناقشة رسالة سنوية ينشرها اساتذة كبار في المدارس الثانوية الإسرائيلية، للإعلان عن رفض الخدمة في الجيش بسبب معارضتهم للاحتلال، وانضم إليهم آخرون، وتمكنوا من جمع 150 توقيعًا خلال التظاهرة الكبيرة ضد الضم، التي جرت في تل أبيب أوائل يونيو الجاري.
وقال عدد من الموقعين على العريضة: "لقد تجاوزنا الخط الأحمر منذ فترة طويلة والضم ليس أمرا جديدا، ولكنه يشير إلى شيء يتعلق بنوايا إسرائيل، والاتجاه الذي تسير فيه، وأين تضع طاقتها، هل يتم استخدام تلك الطاقة من أجل السلام أم للاحتلال؟".
وأكدوا على أنه إذا كان الاحتلال يعني الظلم، فإن الضم سيعمق الظلم أكثر، متسائلين "إن إسرائيل تتجاهل حقيقة أن الطرف الآخر يعارض ذلك، كيف يمكن أن يحدث من جانب واحد؟".
يشار إلى أن عددا من الموقّعين على العريضة تظاهروا، مساء يوم الخميس، أمام منزل وزير جيش الاحتلال بيني غانتس، حاملين اللافتات المعارضة للضم.
ويذكر أن نتنياهو سبق وحدد الأول من يوليو المقبل موعدا لبدء ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، وفقا لخطة الإدارة الأمريكية المعروفة بـ "صفقة القرن"، رغم موجة الإدانات التي أطلقها المجتمع الدولي لهذه الخطوة.