إسرائيل تلعب في النار السورية

afp-9def4f0b9c23c08c621fa2306954cd97277f9eef
حجم الخط


بقلم: ران ايدليست

من خلال تصرفات الحكومة يبدو أنها لم تتعلم درس حرب «يوم الغفران». أُذكّر من قرأ أو سمع أو رأى الكثير من المقالات في الجولة الاخيرة: لم يكن الموضوع مفاجأة، إنها حكومة اسرائيل التي قررت برأس بارد الذهاب الى الحرب. وأن تستوعب الضربة الاولى بدلا من الذهاب الى المفاوضات للسلام مقابل الارض مع السادات، الذي كان يحظى بمظلة سوفييتية عسكرية ودبلوماسية. وترفض حكومة نتنياهو أن تفهم مغزى دخول الروس إلى سورية ومغزى الطلب العربي بالمفاوضات والاتفاق مع الفلسطينيين.
الضفة والقطاع ليستا مصر، لكن الحريق هناك قد يشعل احدى الجبهات الشمالية. قال عباقرة «يوم الغفران» إن السادات لن يفتح الحرب بدون مظلة جوية. ويقول عباقرة اليوم إن «حزب الله» لا يستطيع القتال في جبهتين وإن سورية غير قادرة على الرد على ضربات سلاح الجو. لا يدور الحديث عن الحرب ذاتها. الحرب اليوم عبارة عن صواريخ وقذائف، حيث إن الروس في سورية هم الجبهة الداخلية العسكرية واللوجستية لخط الشيطان – إيران، سورية، و»حزب الله».
آمل أن لا يتعامل أحد بجدية زائدة مع محادثة بوتين ونتنياهو. فلهذين الشخصين لا توجد عظمة مستقيمة في جسديهما، وهما لا يثقان ببعضهما ولا يوجد أحد معتدل يثق بهما. التنسيق الذي تم الاتفاق عليه هو كلام فارغ. يصمم بوتين على وضع وتد شرق اوسطي حتى لو كلفه ذلك حياة الجنود، ولا يهمه اذا سقطت الصواريخ في اسرائيل أو سورية أو لبنان.
اهتمام حكومة نتنياهو بما يحدث في سورية ليس من اجل الدفاع عن اسرائيل فقط بل من اجل استمرار السيطرة على هضبة الجولان والرهان على سورية ما بعد الاسد. كفكرة وطموح هذا هو الامر الصحيح لكل اسرائيلي، سواء من اليسار أو اليمين، إلا أن فرصة هذا ضعيفة. فاذا لم يكن الاسد فسيكون هنا علوي آخر.
عندما يقصف سلاح الجو موقعا سورية للقذائف في القنيطرة لمصلحة المتمردين على الاسد فان هذا لعب بالنار. أو كما قال وزير الدفاع: «سقوط القذائف داخل اسرائيل التي يطلقها الجيش السوري هي اخلال بالسيادة وتجاوز للخط الاحمر. لن نسمح بذلك». لو كنا في محادثات مع الاسد لكان يمكن التحدث عن اخلاء خلال 99 سنة. في الوضع المستقبلي، عندما تهدأ المنطقة، فانه لا توجد فرصة لأن يتنازل الاسد أو وريثه أو المتمردون عن شبر واحد من الهضبة.
ليس واضحا ما يحدث اليوم في المحادثات السرية بين القوى العظمى. يمكن الفهم بأن اوروبا على الأقل تستجيب لبوتين. أنجيلا ميركل التي في عنقها مليون لاجئ أعلنت أنه يجب الحديث مع الاسد. الاميركيون، بعد فشل دعم المتمردين، يبحثون عن مسار جديد. الرئيس اوباما وجون كيري يجريان حوارا استراتيجيا مفتوحا مع بوتين والايرانيين. وبالنسبة لاسرائيل؟ ليحترق العالم. هذه الحكومة لها حساباتها.

عن «معاريف»