مناورة لامعة جدا

حجم الخط

إسرائيل اليوم– بقلم يوسي بيلين

المزيد فالمزيد من اصوات التحذير تنطلق في قيادة الليكود وتقول انه اذا حاول أزرق أبيض برئاسة غانتس عرقلة “استغلال الفرصة التاريخية” لضم جزء من الضفة الغربية فسيكون في هذا ما يبرر توجه اسرائيل الى انتخابات اخرى.

​تذكرت”المناورة اللامعة” لاسحق رابين، على خلفية الاستقبال الاحتفالي لطائرات اف 15 في كانون الاول 1976. ومع أن الطائرات وصلت يوم الجمعة قبل دخول السبت، الا ان بعضا من الضيوف اضطروا للعودة الى بيوتهم في ظل تدنيس السبت. “اغوداتيسرائيل” و “عمال اغوداتيسرائيل” من المعارضة تقدموا بمشروع حجب ثقة عن الحكومة التي وان لم تسقط الا ان اثنين من وزراء المفدال امتنعوا عن التصويت فرأى رابين في ذلك، لسبب ما، فرصة ممتازة للتخلص من وزراء المفدال. فقد اقالهما وبعد ذلك استقال بنفسه، وحول حكومته الى حكومة انتقالية بدونهما، استعدادا لانتخابات تقررت في 17 ايار 1977.

​في البداية بدت خطوة رئيس الوزراء ذي التجربة السياسية القصيرة كخطوة لامعة، تمهيدا لانتخابات يمكنه فيها أن يظهر دون “السنام” الديني، وغمز الاغلبية العلمانية. في نهاية المطاف، كانت هذه انتخابات التحول السياسي الاكبر، الذي نقل الحكم الى الليكود. واصبحت “المناورة اللامعة”، في نظرة الى الوراء، احد الاخطاء الاكبر في تاريخ السياسة الاسرائيلية.

​موضوع الضم، الذي اصبح منذ نهاية كانون الثاني هدفا يبرر المخاطر في المجال الديمغرافي، السياسي والامني، والارث المركزي المستقبلي لنتنياهو، سيكون بحاجة الى الكثير من العلاقات العامة كي يقنع الناخبين باهميته. هذا ليس نوعا من المواضيع التي تنقل المصوتين من كتلة الى اخرى. فالانقسام في اليمين كفيل بان يدفع رجاله الا يصوتوا على الاطلاق او ان يصوتوا لاحزاب يمينية تعارض الضم. في اليسار – الوسط معقول الافتراض بان المعارضة للضم، التي لا يشكل جزءا من اتفاق مع الفلسطينيين، كفيلة بان تؤدي الى المغفرة عن انضمام أزرق أبيض الى حكومة نتنياهو والى تأييد الاحزاب التي تعارض الخطوة التي ليست جزءا من اتفاق سلام.

​ومثلما لم تمس لائحة الاتهام الخطيرة ضد نتنياهو به على الاطلاق، ولم تمنع الليكود من الارتفاع في الاستطلاعات في الاسابيع الاخيرة هكذا أيضا لم ينجح نتنياهو في ايقاظ الحماسة في معسكره من اجل الضم. واذا أضفنا الى ذلك تفاقم الكورونا وانعدام الوسيلة القيادية في وجه الارتفاع في الاصابة، فان تهديد الليكود بجولة رابعة من الانتخابات كفيلة بان تكون كالسهم المرتد.

​من ناحية غانتس ليس هذا، بالضرورة، اضاعة لفرصة تاريخية ان يشارك في القيادة وان يصبح هو نفسه رئيسا للوزراء. من الصعب أن نجد مسؤولين كثيرين في أزرق أبيض يصدقون بان نتنياهو لن يجد ذريعة ما كي لا ينقل صولجان رئاسة الوزراء الى يد بنيامين الثاني، في ختام الـ 18 شهرا. وعلى اي حال، فان موقفا قاطعا في موضوع ايديولوجي مركزي جدا، كفيل بان يخلق تقديرا لزعامة غانتس ويمنحه فرصة لان يقود معسكر الوسط – اليسار. من ينجح في خلق   كتلة مانعة، كفيل أيضا بان يشكل ائتلافا في ظروف معينة، مثلما كاد يفعل لولا التفافة حدوة حصان من هاوزروهيندل.

ان الخلاف حول الضم يعبر عن الجدال الحقيقي الجاري في هذا الموضوع ليس فقط منذ 1967 بل ومنذ 1948، وحتى منذ 1937. هذا جدال بين بلاد اسرائيل الكاملة حتى عندما لا تكون اغلبية يهودية، وبين دولة يهودية تستند الى اغلبية يهودية وتضمن بشكل كامل حقوق مواطنيها العرب. هذا ليس جدالا على بند في الميزانية ولا على تصريح غبي لسياسي ما. هذا لب الموضوع، واذا شخص غانتس كمن يواصل رفع العلم اليهودي  – الديمقراطي، فانه كفيل بان يجد نفسه يحظى باصوات الاغلبية، ويبعث باليمين الى المعارضة. ان “المناورة اللامعة” لنتنياهو في  2020 كفيلة بان تكون، من ناحيته، تكرارا لـ “المناورة اللامعة” لرابين في  1976. أكثر بكثير مما هو هذا تهديد على كتلة الوسط – اليسار، هو كفيل بان يتحول ليصبح فرصة.