نتنياهو سيختار ضم رمزي وأبو مازن لن يقلب الطاولة

حجم الخط

يديعوت – بقلم رون بن يشاي

كتب المحلل العسكري لصحيفة يديعوت أحرنوت العبرية رون بن يشاي حول خطة الضم  الإسرائيلية لأجزاء من الضفة الغربية وفق صفقة القرن: التنبؤ للأيام القادمة، في الأول من تموز القادم، أو تاريخ قريب عليه، سيعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عملية ضم رمزية لن تجعل من أي فلسطيني مواطن في دولة “إسرائيل”، ولن يغير أي شيء من الواقع القائم حالياً في الميدان.

حجم الضم واتساعه الجغرافي سيشير بشكل صريح وواضح لخدمته المباشرة لأمن دولة “إسرائيل” ومواطنيها، ويثبت أنه لا يضعف القدرات الوظيفية والتنظيمية للسلطة الفلسطينية، إجراء كهذا لا يدفع أبو مازن لرمي مفاتيح السلطة الفلسطينية، ولا يجعلها تنهار لحضننا حسب تعبير بن يشاي.

وعن الشارع الفلسطيني كتب رون بن يشاي، الرد لن يكون واسع، الشارع الفلسطيني سيرد في عمليات إخلال بالنظام العام، وبعض العمليات الفردية، وفي اللحظات التي تظهر في حالة غليان في الشارع الفلسطيني، سيعزز الجيش الإسرائيلي قواته وفق خطة معدة وتم التدرب عليها.

وتابع المحلل العسكري بن يشاي، الهدف الرئيسي منع وقوع عمليات على الطرق الموصلة للمستوطنات، ومساعدة جهاز الشاباك الإسرائيلي في منع العمليات، ومنع الفلسطينيين من الوصول لمناطق الاحتكاك، الجيش الإسرائيلي سيبذل جهود كبيرة لمنع إصابات قاتلة بمتظاهرين فلسطينيين،وسيمتنع من تشويش حياة الفلسطينيين.

وعن دور جهاز الشاباك الإسرائيلي كتب بن يشاي، جهاز الشاباك الإسرائيلي سيركز جهوده في منع حركة حماس من تصعيد الأوضاع في الضفة الغربية من خلال تنفيذ عمليات وخطف،ومواجهات في مدينة القدس، والتي ستعطي عمق ديني للمواجهات وفق إدعاء المحلل العسكري الإسرائيلي، ولكن سيتم إنهاء الاحتجاجات في الضفة الغربية خلال أسابيع معدودات.

وعن قطاع غزة كتب رون بن يشاي، في قطاع غزة ستكون مسيرات بدعم وتشجيع من حركة حماس، جزء منها قد يصل للجدار، ومن المتوقع أن تطلق حركة الجهاد الإسلامي، ومنظمات أخرى قذائف تجاه”إسرائيل”.

الجيش الإسرائيلي جهز رد رادع على مثل هذه الأعمال، سيجبي ثمن من المنفذين ، ولكن يمنع حالة من التصعيد، وفي حال تدهور الأوضاع، لدى الجيش الإسرائيلي خطة جاهزة، حتى إن احتاج لحرب داخل غزة.

كل خطوة يمكن أن تؤدي للتصعيد ولتدهور الأوضاع الأمنية، والتي يمكن أن يكون فيها قتلى إسرائيليين أو فلسطينيين، وأيضاً أحداث في المسجد الأقصى تعطي بعد ديني للأحداث، أو خطوة غير محسوبة لرئيس السلطة الفلسطينية (حسب تعبير المحلل الإسرائيلي) قد تؤدي لإشعال الميدان.

وعن القضايا المقلقة ل “إسرائيل” كتب رون بن يشاي، القلق الإسرائيلي هو أن يقوم أبو مازن بوقف جزئي أو شامل للدور الوظيفي للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية،  في مثل هذه الحالة ، بموجب القانون الدولي ، تقع مسؤولية الحياة اليومية عن صحة وأمن ورفاهية الفلسطينيين مباشرة على “إسرائيل”.

حال اتخذ أبو مازن خطوة كهذه، التكلفة المالية على الإسرائيليين ستكون هائلة، وصعوبات إقامة جهاز مسؤول عن حياة 2،6 مليون فلسطيني خاصة في ظل الكورونا، أبو مازن وقطاع الموظفين  وضباط المؤسسة الأمنية الفلسطينية الذين تدفع لهم السلطة رواتبهم لا يريدون ذلك، بالتالي من غير المستبعد نقل بعض الصلاحيات لمنظمة التحرير الفلسطينية، خاصة التعليم والصحة، وفي بقية القضايا لتتدبر “إسرائيل” أمرها.

وتابع المحلل العسكري الإسرائيلي، أبو مازن لازال متمسكاً بمنع العنف، ولكن القلق من حدث ما  خاصة في ظل حالة الإحباط التي يعيشها أبو مازن، فهو فشل في منع الخطة الإسرائيلية عبر التهديدات والضغط السياسي، وهو الآن توقف عن دفع رواتب للموظفين من أجل دفع الشارع لحالة من الغليان.

وقف التنسيق الأمني ​​وتشجيع “التنظيم” (جناح فتح العسكري) على الاستعداد للصراع. كل هذا يزيد من احتمال أن تصبح الاضطرابات عنيفة ، على الرغم من أن هذا ليس في  نية أبو مازن نفسه.

مصدر من داخل السلطة الفلسطينية قال عن موقف أبو مازن:” بالنسبة لأبو مازن ، لا يوجد فرق بين ضم  متر واحد أو 30٪ من الأراضي ، لكنه لا يزال متمسكًا بمقاومة لا عنفيه. هو ومقربيه ليس لديهم مصلحة في التفكيك الكامل للسلطة الفلسطينية”.

وتابع المحلل الإسرائيلي الحديث عن الشأن الداخلي الفلسطيني، قضية أخرى ستساهم في شكل الأوضاع في الضفة الغربية وهي معركة الخلافة التي تدور رحاها في الضفة الغربية،  الخلفاء المحتملين لأبو مازن هم الآخرين لا يريدون حل السلطة الفلسطينية، لكنهم سيدفعون باتجاه المواجهة مع الجيش الإسرائيلي من أجل كسب مزيد من النقاط، ومن أجل اليوم التالي للرئيس.

ماذا سيفعل الفلسطينيون في الضفة الغربية؟، لن تكون ردود أقوى من تلك التي كانت عندما نقل الرئيس الأمريكي السفارة الأمريكية للقدس، هم فقدوا الثقة في قيادة السلطة وفي حركة حماس، والأهم بالنسبة لهم هو مصدر رزقهم، وحرية الحركة، وحال أن “إسرائيل” لم تمس بهاتين القضيتين، من المحتمل أن تنتهي الاحتجاجات في الشارع الفلسطيني خلال وقت قصير.

وعن الموقف في قطاع غزة كتب المحلل الإسرائيلي ، المصلحة الرئيسية لقيادة حماس في قطاع غزة  تخفيف المعاناة الاقتصادية والحياتية لسكان القطاع،  بالتالي هم معنيون بالتهدئة مع الجانب الإسرائيلي.

حركة حماس ستحاول عدم تسخين الأجواء، وقيادتها للتصعيد، ولا توجد مؤشرات على أن حركة الجهاد الإسلامي تضغط كثيراً في اتجاه التصعيد، ولا بوادر على أن إيران تشجع الجهاد الإسلامي من أجل التصعيد.

في سياق تحليله تتطرق المحلل العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي لمواقف كل من إيران والأردن ولبنان والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي وتركيا، والتي تتقاطع كلها على رفض خطة الضم الإسرائيلية وفق صفقة القرن الأمريكية.