ضجيج الضم وتأصيل الصراع

حجم الخط

بقلم محسن ابو رمضان

 

 تتعدد الآراء وردود الأفعال عن نية حكومة الاحتلال بتنفيذ قرار الضم لأجزاء واسعة من الضفة الغربية ومنها الأغوار والكتل الاستيطانية الضخمة.

اعلن نتنياهو أن الضم سيكون بحوالي 30%من مساحة الضفة الغربية.

تدور نقاشات بين نتنياهو و غانس وهم راسي الحكومة الائتلافية الاسرائيلية حول أسلوب والية وطريقة الضم من حيث التكتيك بالوقت الذي يجمع الاثنين علي ضرورة تنفيذها كجزء من استراتيجية دولة الاحتلال.

تفضل الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب التوافق الإسرائيلي الداخلي من اجل تنفيذ خطة الضم .

تنقسم الآراء حول ذلك فبالوقت الذي يفضل نتنياهو فريدمان وهو السفير الأمريكي في دولة الاحتلال تنفيذ ذلك فورا ومرة واحدة .

فإن كل من غانس وكوشنير وهو صهره ومن الفريق المشرف علي ما يسمي بصفقة القرن  يفضلان ربط ذلك بمسار تفاوضي وان يتم بتدرج وربما بلا إعلان او كما صرح غانس انه سيعارض ضم المناطق  المأهولة بالسكان الفلسطينيين اي أن يتم البدء بالمستوطنات.

يعتبر الضم تتويجا لتنفيذ المشروع الكولونيالي والاستيطاني الصهيوني وهو ليس خطوة تكتيكية بل تصب في مجري استكمال تنفيذ المشروع الصهيوني الاحلالي علي حساب شعبنا وهم السكان الأصليين.

تحاول دولة الاحتلال محاكاة نموذج الهنود الحمر في أميركا  بحق شعبنا وكذلك نظام جنوب افريقيا زمن العنصرية وربما نماذج اخري ومنها الاستعمار الفرنسي للجزائر  وذلك عبر التنكر لحق تقرير المصير لشعبنا والتعامل معه كمجموعات متناثرة من السكان عملت هي علي تجزئته وتفتيه جغرافيا بهدف تقويض مقومات هويته الوطنية الجامعة وتبديد مفهوم مقومات الشعب علية.

تستخدم دولة الاحتلال العديد من المفاهيم الدينية والايدولوجية  لتبرير مشروعها الاستعماري الأمر الذي برز في قانون القومية العنصري.

في قرار الضم وقبلة عبر محاولة حسم القضايا الكبرى أبرزها القدس واللاجئين أتضحت قسوة الواقع عبر محاولة استكمال المرحلة الثالثة من تنفيذ المشروع الصهيوني بعد عامي 48 و67.

دولة الاحتلال  تنكر علينا مفهوم الشعب الذي له الحق في تقرير المصير  وتريد ان تنفذ مشروع السلام الاقتصادي علية دون أية حقوق سياسية .

وعلية فكيف يمكن مواجهة ذلك ؟

لقد انتهي الرهان علي إمكانية تحقيق حل (  وسط ) مع دولة الاحتلال.

اننا بحاجة للعودة لأصول الصراع واستعادة الرواية التاريخية لشعبنا والعمل علي تعزيز صمود شعبنا والاستفادة من تجارب الشعوب الآخرى بجنوب أفريقيا وايرلندا والجزائر لمقاومة احتلال مركب ذو طبيعة كولونيالية وعنصرية .

من الهام أن يدور النقاش الوطني بمشاركة الجميع علي هذه النقطة بما يشمل سبل الصمود واستنهاض الحالة الوطنية الجامعة لشعبنا عبر منظمة التحرير الفلسطينية والتي من الهام التمسك بها بوصفها المنجز الأهم لكفاح وتضحيات شعبنا .