الصلاة هي عمود الدين، وهي الركن العظيم من أركان الإسلام الذي لا يتم الإسلام إلا به، وهي أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة.
الصلاة هي العبادة التي فرضها الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم في السماء وذلك يوم الإسراء ،حيث كانت في بداية فرضيتها خمسون صلاة في اليوم والليلة، ثم ما زال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يُراجع ربه عز وجل فيها حتى جعلها خمسة صلوات في اليوم والليلة، وبأجر خمسين صلاة.
وهذه الصلاة ، العبادة العظيمة لها من الشروط والأركان والواجبات ما يجب علينا أن نأتي بها على أصولها لأنها عبادة توقيفية ، فرضها الله عز وجل علينا وأمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نؤديها كما كان يؤديها هو عليه الصلاة والسلام، لقوله صلى الله عليه وسلم :(صلوا كما رأيتموني أصلي).
ولأنّ الصلاة هي عمود الدين وربما أدت بجاحدها، وتاركها عمداً أن يدخل في دائرة الكفر ؛ فإن الشيطان يحاول بكل ما أوتي من مكر وخبث ومكيدة أن يصرف الناس عن الصلاة، وأن يُلبِّسَها عليهم ، ويكون انتصاره عظيماً إذا استطاع أن يصرف الناس عن الصلاة ويقودهم إلى تركها تماما.
وحتى تذوق طعم الصلاة وتتنعم به فلا بد أن يحصل لك الخشوع بها، وكذلك الخضوع ، فيكون الخشوع بالقلب وإذا خشع القلب بين يدي الله عز وجل خضعت الجوارح والأركان لله سبحانه وتعالى ، وهذا الخشوع الذي هو لذة الصلاة ومتعتها يحاول الشيطان أن يفسدها على المصلي عن طريق الوسوسة، أو أن يذكره بشيء كان غائباً عنه.
ومن الوسوسة أن يُشكك الشيطان الإنسانَ بصحة طهارته أو عدد الركعات التي صلاها ، أو في الأذكار أوقراءة القرآن داخل الصلاة ، والشيطان الذي يدخل على المصلي في صلاته ليفسدها له يُدعى( خنزب) ، كما في الحديث الذي ورد في صحيح الإمام مسلم (أنَّ عثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله. إنَّ الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يُلَبِّسها علي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسل :"ذاك شيطان يُقال له خنزب. فإذا أحسسته فتعوَّذ بالله منه. واتفل على يسارك ثلاثاً" فقال : ففعلت ذلك فأذهبه الله عني).
فإذا كان هذا حال الصحابة رضوان الله تعالى عنهم ،يأتيهم الشيطان فيلبس صلاتهم عليهم ، فكيف بنا نحن ولسنا بأفضل حال منهم ، ولكن عصمتنا بالله وحده من هذا العدو الخبيث وعلينا بالوصيّة النبوية التي أوصاها لعثمان بن أبي العاص رضي الله عنه ليتخلص من وسوسة الشيطان في الصلاة.