تحدث عن خطة الضم

هنية: استعادة الوحدة وإنهاء الانقسام الداخلي مستمرة ولم تتوقف

هنية
حجم الخط

غزة - وكالة خبر

أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، اليوم الثلاثاء، على أن جهود "استعادة الوحدة وإنهاء الانقسام الداخلي، مستمرة ولم تتوقف".

وأضاف هنية في تصريحات صحفية: "نحن في حركة حماس نرى أن الوحدة الوطنية الداخلية للشعب الفلسطيني هي فريضة شرعية وضرورة وطنية في كل الأوقات، وهي أكثر إلحاحاً ووجوباً في هذه المرحلة التي تتعرض فيها القضية الفلسطينية للتصفية الكاملة، في ظل ما يسمى صفقة القرن الأمريكية، ومخططات الضم والتهويد".

وتابع: "قد قدمنا في حماس العديد من التنازلات والمرونة من أجل اقامة وحدة وطنية وتشكيل حكومة واحدة، والتوصل لبرنامج وطني وإعادة ترتيب منظمة التحرير الفلسطينية، ووقّعنا على العديد من الاتفاقيات والحوارات لتحقيق هذا الهدف"، مشيراً إلى أنه أجرى العديد من الاتصالات مع الرئيس الفلسطيني وزعيم حركة التحرير الوطني "فتح" محمود عباس، عقب الإعلان عن صفقة القرن الأمريكية.

وأردف: "توافقنا (هنية وعباس) على حضور لقاءات قيادية ودعونا الى اجتماعات فصائلية في غزة، من أجل التوافق على استراتيجية وطنية لمواجهة الأخطار التي تتعرض لها قضيتنا".

وزاد قائلاً: "ما زلنا ننتظر خطوات أكثر جرأة وفعالية من أخوتنا في حركة فتح، حتى نُنهى الانقسام ونتفرغ لقضيتنا الوطنية ومواجهة المخططات الامريكية والإسرائيلية".

وأشار إلى انعقاد مؤتمر "وطني واسع"، يوم الأحد الماضي، في قطاع غزة، بمشاركة جميع الفصائل، ومنها حركة فتح (التي يتزعمها الرئيس عباس)، وتم التوصل لخطة لمواجهة صفقة القرن، مؤكداً على أن حركة حماس حريصة ومعنية أن تنهي الانقسام وأن تفتح صفحة جديدة في العلاقات الوطنية الفلسطينية".

وبشأن خطة الضم، اعتبر هنية أن إسرائيل تسعى من خلال خطة ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، إلى تحقيق 3 أهداف.

وذكر أن الهدف الأول هو التأكيد على هوية الدولة الصهيونية، وفق ما جاء في قانون القومية، الذي أصدره الكنيست (في 19 يوليو/تموز 2018)، والذي يعني طرد الشعب الفلسطيني من أرضه وهم الآن يسعون لأن تكون الضفة جزء من الكيان الصهيوني.

ولفت إلى أن الهدف الثاني، وفق هنية: ضم 30 % من الضفة وتنفيذ مخطط القدس الكبرى، بحيث تكون القدس الشرقية والغربية عاصمة موحدة لإسرائيل، أما الهدف الثالث فهو منع إقامة أي دولة أو كيان فلسطيني.

وأضاف هنية: "هذا يعني تصفية القضية الفلسطينية والمزيد من التهجير للشعب وحرمانه من إقامة كيان سياسي، حتى وفق الحدود الدنيا التي قبلت بها منظمة التحرير الفلسطينية".

وأكمل قائلاً: "نحن نرفض خطة الضم، وسنواجهها ونعمل على إفشالها، مع كل أبناء شعبنا وأبناء أمتنا العربية والإسلامية".

وحول الموقف الأمريكي، أشار هنية، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، منحازة بالكامل لإسرائيل، منذ تأسيس الأخيرة، حيث تقف في مواجهة الحقوق الفلسطينية والعربية والإسلامية، واستخدمت الفيتو بمجلس الأمن ضد أي قرار مؤيد لفلسطين، ومنحت الغطاء للعدوان على الشعب الفلسطيني. لكنه يرى أن الإدارة الأمريكية الحالية، برئاسة دونالد ترامب، أكثر انحيازا لإسرائيل من سابقاتها.

وتابع: "الادارة الأمريكية الحالية، قفزت للأمام وكشفت المزيد من الانحياز الأمريكي الكامل وتمثل ذلك، بما يسمى صفقة القرن، حيث منحت القدس للكيان الصهيوني واعتبرت المستوطنات شرعية، وحاربت المؤسسات التي ترعى اللاجئين مثل منظمة أونروا الأممية"، مطالباً بضرورة مواجهة صفقة القرن، ضمن "رؤية وخطة وشاملة واستراتيجية متكاملة".

وأردف: "الخطة الأمريكية ليست خطوة تكتيكة ولكن استراتيجية، تأتي في سياق طبيعة المشروع الصهيوني الذي يريد ابتلاع كامل الأراضي الفلسطينية؛ لذلك دعَونا إلى وضع استراتيجية تعتمد على المواجهة الشاملة والمقاومة بكل أشكالها وفي مقدمتها المقاومة العسكرية، ونحن كشعب لن نتردد مهما بلغت التضحيات".

وأشار إلى أن نجاح هذه الاستراتيجية يعتمد على "بناء وحدة وطنية فلسطينية حقيقية، وبناء موقف وعربي، وشبكة أمان إقليمية للشعب الفلسطيني ودعم شعبنا وتعزيز صموده".

وتطرق هنية في الحوار لما يجري في فلسطين، وما تتعرض له من اعتداءات إسرائيلية، وبخاصة ما يعرف بخطة "الضم" في الضفة الغربية.

وقال هنية في الحوار، إنّ فلسطين تتعرض لمعركة ثلاثية الأبعاد، أولها سياسي حيث إن هناك محاولات صهيونية مدعومة من الإدارة الأمريكية لشطب القضية الفلسطينية، مضيفاً أن البعد التاني عسكري وأمني، فشعبنا يتعرض إلى اعتداءات متواصلة من جيش الاحتلال الاسرائيلي".

وأضاف: "قد عشنا وتابعنا الحروب الضارية الثلاث التي تعرضت لها غزة، خلال اقل من 5 أعوام، وخلفت آلاف القتلى والجرحى وعشرات آلاف المنازل المدمرة".

أما البُعد الثالث، وفق هنية، فهو اقتصادي، حيث يتعرض الفلسطينيون لحصار اقتصادي على مستوى قطاع غزة خصوصا والأراضي الفلسطينية عموما.

وأكمل قائلاً: "تأثير هذه الهجمة بأبعادها الثلاثة، على قطاع غزة، كبير، وخاصة فيما يتعلق بالأوضاع المعيشية، خاصة أن الحصار الإسرائيلي مضى عليه 14 عاما".

وتابع: "الأوضاع بشكل عام في فلسطين وغزة صعبة وقاسية، وقابلة للانفجار، في كل لحظة، خاصة أن شعبنا يواجه الاحتلال الصهيوني ويدافع أهلنا في القدس بصدورهم العارية عن القدس وعن المسجد الأقصى، في ظل الهجمات التي يقوم بها الصهاينة صباح مساء".

وزاد قائلاً: "نحن نرفض خطة الضم، وسنواجهها ونعمل على إفشالها، مع كل أبناء شعبنا وأبناء أمتنا العربية والإسلامية".