الأول من تموز .. تأجل تنفيذ قرار الضم.. ماذا سيحصل بعد ذلك ؟.. وما هي خيارات الشعب العربي الفلسطيني

حجم الخط

بسام ابو شريف يكتب

رغم محاولات نتنياهو، والليكود التخفيف من نتائج عدم تنفيذ نتنياهو لما أعلنه من وعد بضم أجزاء من الضفة الغربية والأغوار، وبسط السيادة الاسرائيلية عليها الا أن الجرح الذي أصاب نتنياهو كان ثخينا لدرجة أنه أثر بعمق على مصداقيته على صعيد حزب الليكود، وصعيد اليمين الاسرائيلي اجمالا .

تراجع نتنياهو، هو تراجع مؤقت، والسبب ليس الموقف الدولي أو العربي أو الفلسطيني لقد أجل نتنياهو اعلان الضم بسبب معارضة كبار ضباط المخابرات والجيش، وبسبب طلب الولايات المتحدة من نتنياهو ( ترامب برسالة حملها بومبيو )، تأجيل التنفيذ على ضوء الظروف الطارئة المحيطة بالرئيس ترامب، و: ” اعتراض بعض حلفاء اميركا على التوقيت “، وما قاله وزير الخارجية الاسرائيلي دقيق من حيث أنه أكد أن قرار الضم ساري المفعول، وأن التأخير المؤقت يعني أن التنفيذ مسألة توقيت لن يطول .

وكان يوسي كوهين قد قام بجولة امتدت من فلسطين المحتلة ” السلطة “، الى الاردن ومصر والخليج ليبلغ الجميع أن الضم لن يتم في الأول من تموز، وأن الأمور مازالت قيد البحث، وعاد يوسي كوهين ” مدير الموساد “، ليشارك في النقاش المحتدم الذي يكاد يدفع بالتعارض بين العسكر وننياهو الى حد التناقض، ومن جهتها استمرت السلطة في انتهاج مسلكية تظهر الضعف، الذي من شأنه أن يستدر عطف الدول التي تؤيد اسرائيل وتدعمها الآن تماما كما فعلت منذ سلب الأرض الفلسطينية لاقامة الكيان الاستعماري الاستيطاني الصهيوني العنصري عليها .

هذه الدول ( وأقصد دول اوروبا )، أعلنت بدون استثناء رفضها قرار الضم، وأعلن جونسون ” ربيب الصهيونية “، بوضوح قائلا : ” ان انجلترا لن تعترف بأي تغيير على حدود 1967، الا مايتم الاتفاق عليه بين الطرفين “، أي ان بريطانيا تدفع باتجاه التفاوض لرسم الخرائط الجديدة، وأتبع ذلك بقوله ان قرار الضم هو انتهاك للقانون الدولي .

النهج الذي تواجه فيه القوى الوطنية الفلسطينية قرار الضم يدل دلالة على موقف هذه القوى من المسألة الفلسطينية برمتها، اذ أن الخوض وكأن معركة الضم هي كل المعركة يجعل التصدي لصفقة ترامب نتنياهو هامشيا، اذ تطرح قضية الضم كخطر داهم ( يمنع مواجهته بتحرك شعبي يصل الى نقاط التماس )، ويبعدون عن ذهن الناس الخطر الشامل الذي تشكله الصفقة، وهو شطب قضية فلسطين واسم فلسطين، وتهجير أهلها واستعباد من يتبقى منهم .

ونحن نعتبر النتائج السياسية للرفض الفلسطيني، هي نتائج ايجابية لكنها تحمل في طياتها المواد التخديرية التي بين المد والجزر تستهدف ضرب الزخم الشعبي الذي يجب أن يتنامى وليس العكس، وهنا يظهر الفارق بين موقفين : موقف الذي ينام على حرير المواقف الاوروبية التي لاتتجاوز الألفاظ، ولا تتخذ أي مضمون عملي يجعل منها مواقف فاعلة ومؤثرة، أو حتى ضاغطة، وموقف يتخذ من هذه النتائج الايجابية منصة تصعيدية ونامية لتقوى، وتصبح قاعدة يستند لها الشعب في الاستمرار بهبته لدحر الاحتلال .

ان ربط مقاومة الضم بمعركة التحرير، وازالة الاحتلال هي مسألة جوهرية، وتعبير عن صدق الموقف الرافض للضم كجزء من رفض الاحتلال والنضال لدحره، لقد وعد مسؤولون فلسطينيون يوسي كوهين ومسؤولي الشين بيت بألا يسمحوا للمظاهرات الرافضة للضم بأن تصل الى نقاط التماس حتى لاتتصاعد الهبة، وتتحول الى انتفاضة .

ونحن نلمس ونرى أن هذا الوعد وضع قيد التنفيذ، ولا أدري ان كانت الجهات التي تقف وراء هذا الوعد تقف أيضا وراء : ” تضخيم حجم هجوم الكورونا الجديد وسعة انتشاره خاصة في جبل الخليل “، الذي يركز الصهاينة على أراضيه لاغتصابها أكثر من أي منطقة اخرى بعد القدس .

أهلنا في الخليل يعرفون ألم الحصار ومنعهم من زراعة أراضيهم، وكذلك الفلسطينيون في بقية المحافظات ….. القلق يسود البلاد، والفلسطينيون يتأهبون لما تتخذه القيادات من قرارات التصدي والمواجهة، لكن هذه القرارات والمواقف لاتجد ترجمات عملية يلمسها المواطن وتلمسه، وتعبئه وتجنده لمعركة مصيرية .

يسألونك كيف هي الأوضاع في الثاني من تموز، فلا يسعك الا أن تقول ان الجميع ينتظر ماسبق الاعلان عنه أكثر من مرة ” ستجتمع القيادة القيادة لتقرر …. “، وتجتمع القيادة أو هكذا يقال، ولاتخرج الا بنفس الكلام .

مرة اخرى نقول ان الكلام سليم، والموقف الرافض للصفقة سليم، وقرار وقف التنسيق سليم، ولكن ماذا بعد الكلام ؟

قلق وترقب، ووقف للمرتبات، وارتفاع في الأسعار، وجوع ينتشر، ولاتجد قادرا على شراء حاجياته الا المرضي عنه من السلطة ومن الاحتلال !!!، ولن نطيل في الشرح هنا فالجميع يعلم ” الحالة ” !! …. انها تعبانة، والجميع مستعد للمواجهة لكن قرار القيادة وخطة عملها لم يصلا بعد …

وضعنا بحاجة الى نهج واحد لانهجين، والنهج هو مقاومة الاحتلال ومنه يتفرع الصدام مع تفاصيل مايخططه ويحاول تنفيذه الاحتلال، فرفض الضم هو فرع من أصل والأصل هو الكفاح ضد الاحتلال بكافة الوسائل المتاحة ودون توقف، وأسوأ ما قد يحصل بعد أن يعود بعض المراهنين على واشنطن لمفاوضات لن تختلف عن سابقاتها ” أي تمرير الوقت اللازم لابتلاع كل فلسطين .

المطلوب نهج واحد، هو نهج المقاومة، وليس التفاوض مع اسرائيل برعاية اميركية فواشنطن – تل ابيب متفقتان على ذبح شعبنا، ولذلك لاخيار أمامنا سوى الهجوم الدفاعي اذ لايمكننا أن ندافع عن أنفسنا، ونحن قاعدون …. الهجوم الدفاعي وطنيا وعربيا واقليميا هو الطريق .