والتلاحم بين الجماهير والقيادة

محلل سياسي لـ"خبر": تحويل منظمة التحرير إلى هيئة أركان صراع ضد الاحتلال مقدمة لمصالحة جادة

المصالحة الفلسطينية
حجم الخط

رام الله - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

رغم عقد أكثر من لقاء بين قيادات حركتي فتح وحماس، والتي جاءت في إطار السعي لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية؛ لمجابهة مشروع دولة الاحتلال الإسرائيلي؛ لسرقة أراضي الضفة والأغوار، إلا أنّ حالة من عدم اليقين تُسيطر على الشارع الفلسطيني من إنجاز هذا الملف، خاصةً أنّ الفشل كان مصير اتفاقات المصالحة في أكثر من محطة منذ العام 2007 وحتى الآن.

تيار رافض للمصالحة

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي بدران جابر: "إنّ ما يجرى على الأرض محاولة لتصويب أوضاع تأخرت كثيرًا"، لافتاً إلى أنّ هذا التأخير ليس له أيّ مبرر.

وأضاف جابر خلال حديثه لوكالة "خبر": "نحن بحاجة إلى وقفة من نوع آخر في هذه المرحلة تضعنا على عتبة جديدة، وهي المصالحة على أرضية البرنامج المقاوم".

ورأى أنّ هذا البرنامج بحاجة إلى تجديد الخطاب السياسي وتجديد التأكيد على التلاحم ما بين الجماهير والقيادة؛ لأنّ الوضع على الأرض في ظل مخططات الاحتلال الإسرائيلي قاسٍ، لافتاً في ذات الوقت إلى وجود تيار رافض للمصالحة على الساحة؛ لكنّ فصائل العمل الوطني تؤيد وتبارك هذا الجهد.

برنامج المقاومة

وبالحديث عن مدى أهمية الاتفاق على برنامج "المقاومة الشعبية" بين الفصائل، قال جابر: "إنّه في ظل تغول الاحتلال وإدارة ظهره للعالم، والدعم الأمريكي وحالة الغفلة للجماهير العربية، ووجود أكثر من 60% من أبناء شعبنا خارج إطار المعركة، لم يتم إعداد برنامج وطني شامل في مواجهه سياسية الاحتلال".

ويعاني الفلسطينيون من انقسام داخلي مستمر منذ 13 عاماً على إثر سيطرة حركة حماس على قطاع غزّة بعد جولات من الاقتتال الداخلي مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية.

وتوصلت الحركتان لعدة اتفاقات للمصالحة لم يجرِ تنفيذها، آخرها في أكتوبر 2017 برعاية مصرية تتضمن موافقة حماس على نقل السلطات في قطاع غزّة إلى السلطة.

وبموجب الاتفاق المذكور سلّمت حركة حماس في الأول من نوفمبر 2017 السلطة الفلسطينية معابر قطاع غزّة، وكان مقرراً أنّ تتسلم السلطة في الأسبوع الأول من ديسمبر إدارة القطاع بشكلٍ كامل.

إلا أنّ الاتفاق تعثر لاحقاً وسط خلافات شديدة بين الحركتين بشأن إدارة مسؤولية الأمن ومصير الموظفين الذين عينتهم حماس بعد سيطرتها على القطاع.

كما تفجرت الخلافات بين فتح وحماس في مارس 2018 بعد أنّ نجا رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق د. رامي الحمد الله، من انفجار تزامن مع دخول قافلة مركبات إلى قطاع غزّة، حيث اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس حماس بالمسؤولية عن الحادثة آنذاك.

ورغم التجربة المريرة في الفشل المتكرر لتفاهمات المصالحة، رحبت فصائل وأوساط سياسية بتوحد الموقف السياسي لفتح وحماس وسط دعوات لمزيد من الخطوات لمواجهة مخاطر "تصفية القضية الفلسطينية".

المنظمة.. خلاف أيدلوجي

أما عن أهمية تجاوز حركتي فتح وحماس الخلافات حول منظمة التحرير، خلال المؤتمر الصحفي بين صالح العاروري وجبريل الرجوب، رأى جابر أنّ الخلاف حول المنظمة " أيدلوجي" وذلك من جانب حركة حماس.

ودعا حركة حماس إلى الخروج من من هذه الدائرة، خاصةً بعد أنّ أقر مكتبها السياسي بأنّ منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

وانعقد مؤتمر بمشاركة أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب في رام الله مع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري عبر الإنترنت من بيروت وتخلله لهجة تصالحية بين الطرفين.

وقال الرجوب: "إنّ تفاهمات تم التوصل إليها بين قيادتي فتح وحماس للعمل على تطوير كل الآليات التي من شأنها توحيد الموقف الفلسطيني وتعزيزه في مواجهة مخطط الضم الإسرائيلي".

فيما أكّد العاروري على أنّ الحركتين لا تختلفان في مواجهة "إسرائيل" والتصدي لمخططاتها، داعياً إلى "تجميد الخلافات الداخلية وعدم التوقف عندها لمصلحة اتفاق استراتيجي وجوهري في التناقض الوجودي مع الاحتلال".

وختم جابر حديثه، بالقول: "يجب تصويب أوضاع المنظمة؛ للحد من التفرد والهيمنة وتحويلها لهيئة أركان صراع ضد الاحتلال، بدلاً من مجموعة المناصب، وإعادة تصويب الأوضاع لتصبح هي الكل وليس جزء".