في الذكرى الثالثة لإحياء معركة البوابات الإلكترونية التي انطلقت في مدينة القدس المحتلة في تموز 2017؛ ونجحت في إفشال مخططات الاحتلال الإسرائيلي الرامية لإحكام السيطرة على دخول وخروج الفلسطينيين للأقصى، لم تتوقف مكائد الاحتلال للسيطرة على المسجد بأكمله؛ وذلك بإعلان السيطرة على مصلى باب الرحمة في الثاني من الشهر الجاري، ما يُؤكّد على أنّ معركة إفشال سيطرته على الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم في بداياتها.
باب الرحمة.. جزء من الأقصى
بدوره، حذّر مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر، من مخططات الاحتلال للسيطرة على المسجد الأقصى المبارك، مُضيفاً: "الاحتلال يظن أنّ وضع اليد على أيّ جزء من الأقصى، يُعتبر مرحلة جديدة في السيطرة عليه بشكل عام".
وأكّد خاطر في حديثٍ خاص بوكالة "خبر" على أنّ باب الرحمة جزء من المسجد الأقصى، وتم استخدامه كمرفق من مرافقه على مدار العقود الماضية.
وأشار إلى أنّ الاحتلال سيطر منذ عام 1967 على ساحة البراق وباب المغاربة من الجهة الغربية، مُبيّناً أنّ باب الرحمة موجود في الجهة الشرقية.
وأضاف: "مع الأسف تم إهمال مصلى باب الرحمة من قبل الأوقاف الإسلامية داخل المسجد الأقصى على مدار عقود؛ الأمر الذي شجع الاحتلال على السعي لفرض سيطرتته على هذا الجزء من المسجد تحديداً".
ويمتد الشريط الشرقي للمسجد الأقصى المبارك من باب الأسباط إلى الزاوية الجنوبية الشرقية ظهر المسجد المرواني.
ولفت خاطر إلى أنّ "مصلى باب الرحمة" ليس لديه مكانة دينية لدى الاحتلال؛ بمعنى أنّه يزعم أنّ كل القدس بالنسبة له مقدسة؛ مُستدركًا: "لكنّ ليس لديه شيء بارز يستطيع أنّ يتحدث عنه، وإنّما مرتبط بالخطط التي يضعها حول الأقصى".
الاستيلاء على البوابة الشرقية
وبالحديث عن العلاقة بين سيطرة الاحتلال على باب الرحمة وإقامة الهيكل المزعوم، قال خاطر: "إنّ العلاقة وثيقة بين باب الرحمة وما يُسمى بالحدائق التوراتية؛ لأنّ الاحتلال الذي كشف عن أطماعه خلال سنوات ماضية يُريد مقبرة باب الرحمة الموجودة شرق الأقصى".
وتابع: "باب الرحمة يقع في وسط المقبرة، وقد أعلن الاحتلال أنّها ستكون جزء من مخططاته لمشروع الحدائق التوراتية التي يقيمها حول الأقصى بشكلٍ مباشر".
وأردف: "لهذا السبب باب الرحمة يقع في قلب الحديقة والمخطط، وهم يريدوا ربط هذه المخططات ببعضها"، مُحذّراً من نجاحهم في إقامة هذه الحديقة التي هي شكل من أشكال الاستيلاء على الأملاك الإسلامية في القدس.
واستدرك: "بالتالي يكون مدخل الأقصى من الجهة الشرقية في أيديهم، تمامًا كما هو مدخل الأقصى الغربي في أيديهم بعد الاستيلاء على ساحة البراق؛ لتكتمل الصورة".
وشدّد على أنّ "الاحتلال يُريد قضم الأقصى من الشرق والغرب؛ بمعنى وضعه بين فكي كماشة الباب الغربي الذي تم السيطرة عليه عام 1967، والآن الباب الشرقي على اعتبار أنّه سيكون جزء من المخطط الذي تقع فيه الحديقة التوراتية في منطقة باب الرحمة".
إفشال المخطط يبدأ من مقبرة باب الرحمة
وبشأن سُبل تعطيل وتأخير مخطط الاحتلال للسيطرة على باب الرجمة، قال خاطر: "إنّ الاهتمام بمقبرة باب الرحمة، سيقطع الطريق على الاحتلال؛ لإقامة مشروع الحديقة التوراتية".
وتساءل: "ماذا ننتظر نحن المسلمون؟ هل ننتظر جرافات الاحتلال ومعداته؟"، مُردفاً: "إذا أردنا أنّ نحمي باب الرحمة يجب أنّ نبدأ بحماية مقبرة باب الرحمة من الآن؛ لقطع الطريق على الاحتلال ومخططاته".
وجاء في حديثه: "أُذكر بما قام به أهلنا من فلسطينيي الـ48 في تسعينيات القرن الماضي، عندما قاموا بإعمار المصلي المرواني، وبهذا قطعوا على مخططات الاحتلال لتحويله لكنيس تحت الأقصى".
وأضاف: "لابد أنّ نسبق الاحتلال بخطوة أو خطوتين على الأقل؛ لقطع الطريق عليه للوصول لباب الرحمة"؛ مُستطرداً: "المشهد في المقبرة أصبح مثلالخرابة المهجورة حتى على مستوى التنظيف، ما يستدعي توفير جدران وأبواب لمنع وصول الغرباء؛ وبذلك نحمى الجزء الشرقي من المسجد".
الرهان على الموقف الشعبي
وتابع: "الذي يحمي الأقصى الجانب الشعبي وليس الرسمي، لأنّه لو تم ترك الأمر للجانب الرسمي، لسقط باب الرحمة منذ زمن كما سقطت بوابات الأقصى، لأنّ الجانب الشعبي متقدم على الموقف الرسمي وصاحب مبادرة".
وفي ختام حديثه، دعا خاطر إلى أنّ توسيع العناية الشعبية بالأقصى إلى خارج حدوده لتشمل كل أجزاء فلسطين المحتلة والدول العربية والإسلامية؛ وذلك لأنّ الاحتلال يقيس ردود الأفعال القوية، لتحديد التمادي في العدوان أو التوقف عنه.