أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ظهر اليوم الأحد رفع حالة الطوارئ إلى الدرجة الثالثة في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس، في ظل تطورات الأوضاع التي تشهدها البلد وتصاعد اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه.
وأشارت الجمعية في بيان لها تلقت اليوم الأحد إلى التفعيل الفوري لغرفة العمليات المركزية التابعة لها في مقرها العام بمدينة البيرة، إلى جانب استنفار كافة متطوعي الجمعية وفرقها وكوادرها.
وفي سياق متصل أكدت الجمعية تعرض كوادرها وسياراتها لأربعة عشر اعتداءً من قبل قوات الاحتلال ومستوطنيه في الضفة الغربية بما فيها القدس خلال الـ 72 ساعة الماضية، معتبرةً ذلك تصعيدا خطيرا بحق الجمعية وكوادرها والخدمات الإنسانية التي تقدمها.
واعتدى جنود الاحتلال الإسرائيلي على سيارة إسعاف تابعة للجمعية اليوم الأحد (4-10-2015) خلال قيامها بواجبها الانساني أمام جامعة القدس في بلدة أبوديس وأطلقوا الرصاص المطاطي وقنابل الغاز عليها.
وقالت: "إنه وبتاريخ الثاني من شهر تشرين أول الجاري اعتدى جنود الاحتلال على سيارة إسعاف في منطقة العيسوية شمال مدينة القدس المحتلة وقاموا باعتقال أحد المصابين من داخل سيارة الإسعاف خلال قيامها بواجبها الإنساني".
وفي منطقة بورين قرب نابلس شمال الضفة الغربية منع المستوطنون سيارة اسعاف تابعة للجمعية من تأدية عملها الإنساني، وقاموا بتحطيم زجاجها الأمامي.
وبعدها بيوم واحد تعرض خمسة من مسعفي الجمعية للضرب من قبل جنود الاحتلال في منطقة القدس، فيما اعتدى جنود آخرونعلى سيارتي إسعاف بالضرب بالهراوي خلال قيامها بعملها الانساني في البلدة القديمة.
وفي اليوم ذاته، اعتدى جنود الاحتلال بالضرب المبرح على طاقم سيارة اسعاف تابعة للجمعية في منطقة جبل الطويل بمدينة البيرة، ما أدى إلى إصابة مسعفين، إلى جانب اختطاف أحد المصابين من سيارة الإسعاف وإطلاق قنابل الغاز والرصاص المطاطي على السيارة.
وأكدت الجمعية أن هذه الممارسات تعد خرقا واضحا لأهم قواعد القانون الدولي الإنساني، المتمثلة في اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية المدنيين زمن الحرب المنطبقة قانونا على الأرض الفلسطينية المحتلة، والتي ايضاً كفلت حماية الطواقم الطبية المكلفة بالبحث عن المرضى والجرحى والمنكوبين، وإجلائهم، ونقلهم، وتشخيص حالتهم، وعلاجهم، وتقديم الإسعافات الأولية لهم، كذلك احترام كرامة وحياة السكان المدنيين في زمن الاحتلال الحربي.
وقالت: "تعد هذه الممارسات خرقا واضحا للمادة رقم (63) من اتفاقية جنيف الرابعة التي تؤكد على وجوب تمكين الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر من مباشرة أنشطتها الإنسانية".
وطالبت الجمعية المجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الامن، والجمعية العمومية والدول المتعاقدة على اتفاقيات جنيف بتحمل مسوؤليتها بإتخاذ ما يلزم من تدابير لضمان حمل سلطات الاحتلال على الاذعان لاحكام القانون الدولي الانساني، والعمل على وقف استهداف المدنيين وممتلكاتهم
ودعت هذه الاطراف إلى إلزام سلطات الاحتلال بأحكام القانون الدولي الانساني المتعلقة بإحترام الطواقم الطبية والشارة المميزة لهم، حيث تقع على عاتق سلطات الاحتلال مسوؤلية حماية العاملين في مجال الاسعاف اوالاغاثة وتسهيل وصولهم الامن الى الجرحى والضحايا بدون التعرض لهم او لحياتهم.