بقلم: الأسير كميل أبو حنيش

رسالة من داخل السجون لصوت الأسير

كميل أبو حنيش
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

رسالة من داخل السجون لصوت الأسير
صوت الأسرى ينبض في قلب الجزائر
بقلم الأسير المعتقل في سجن رامون الصحراوي: كميل أبو حنيش

يثلج صدورنا نحن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني كلما استشعرنا  بالاهتمام بنا من جانب أبناء شعوبنا العربية واتساع دائرة التضامن معنا من مختلف الأوساط الثقافية والفنية والاجتماعية والسياسية والإعلامية والجماهيرية، وأن يأتي هذا الاهتمام والتضامن من أبناء شعب الجزائر العظيم كأنه أمر يبعث على الفخر والاعتزاز والارتياح، فالجزائر بلد الشهداء والمواقف القومية الصلبة ومدرسة الكفاح العربي والثورة العتيدة وشعب الجزائر الذي قارع الاستعمار واكتوى بنيرانه طوال أكثر من مئة وثلاثين عام يعرف معنى الاستعمار والاحتلال البربري ومعنى مرارة السجون والزنازين ولهذا ليس مستغربا أن تقف الجزائر وشعبها إلى جانب فلسطين وشعبها وليس مستغربا أن تتعدد الفعاليات والأنشطة التضامنية مع الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون القهر الصهيوني والتي كان أبرزها صفحة صوت الأسير التي تسعى إلى إبراز معاناة الأسرى ونشر إبداعاتهم وأخبارهم وإصدار تقارير مهمة عنهم .

إن هذه المبادرة العظيمة التي جاءت بجهود عدد من الناشطين والمثقفين والإعلاميين الجزائريين سيكون لها تأثيرها المميز في تسليط الضوء على كثير من ممارسات الاحتلالية بحق الأسرى ولفت أنظار المواطن العربي إلى ضرورة الاهتمام بالقضية الإنسانية والسياسية وقومية  كقضية الأسرى الفلسطينيين .

وتأتي هذه الصفحة، بمبادرة الناشط خالد عز الدين، والنشر والتعميم في الصحافة المكتوبة، التي وصلت أصداء صوتها إلينا داخل السجون لتفتح كوة في جدار الصمت السديم ولتشعل شمعة في ظلام اللامبالاة حيال ما يجري في السجون الصهيونية.

لقد تابعنا قبل أيام بمشاعر يتمازج فيها الحزن والأسى مع الفخر والاعتزاز خبر استعادة الجزائر لرفات أربعة وعشرين من قادتها العظام الذين أعدمتهم سلطات الاستعمارية الفرنسية البربرية قبل حوالي مئة وخمسين عاما فهذه الحادثة شاهدة على ظلامية الاستعمار وبربريته حيث تلتقي هذه المأساة مع مأساة الشهداء الأسرى الفلسطينيين الذين يجري دفنهم في مقابر الأرقام  والذين بلغ عددهم حتى الآن مئتين وأربعة وعشرين شهيدا من الأسرى الفلسطينيين وكان آخرهم الشهيد سعد الغرابلي الذي استشهد قبل أيام فقط فالاستعمار الصهيوني لا يختلف عن أي استعمار بغيض عرفه التاريخ ولا نملك إلا أن ننحني جميعا إجلالا وإكبارا لأرواح كافة الشهداء  الجزائريين والفلسطينيين وكافة شهداء الحرية والعدالة في هذا العالم .

ومن هنا من قلب قلاع الأسر نحيي القائمين على صفحة صوت الأسرى ونشد على أياديهم ونعانقهم عناق المناضلين للمناضلين وانه لشرف عظيم ان ينبض صوتنا في قلب الجزائر بلد العزة والكرامة والكبرياء وإلى أن نلتقي بكم على ارض فلسطين الحرة لكم منا خالص التحيات النضالية ودمتم ذخرا لنا ولسائر أبناء أمتي .