شطب غوغل - أبل خريطة فلسطين...خطوة تهويدية استباقية!

حجم الخط

 كتب حسن عصفور 

في خطوة مفاجئة، أقدم محركا البحث الأشهر عالميا، غوغل وأبل، بحذف خريطة فلسطين وتبقى بديلا عنها، خريطة باسم الكيان الإسرائيلي.

رد الفعل الفلسطيني الرسمي الأولي جاء على لسان وزير الخارجية رياض المالكي حيث قال، "نبحث الإجراء القانوني للرد على شطب اسم فلسطين من خرائط غوغل وآبل، ونعمل لتحديد الجهة القانونية الدولية التي سنلجأ إليها لرفع قضية على الشركتين"، "لقد أخطأوا حتماً عندما تعاملوا مع فلسطين بهذا الاستخفاف السياسي المقصود".

من الناحية العملية، يجب أن يكون واضحا تماما، ان هذه الخطوة ليس خطأ فنيا، او سوء علم بالحقيقة الجيوسياسية لمكانة فلسطين، بل هي جزء من حرب في سياق عملية "التهويد" التي تسير بخطوات متسارعة، تفوق كثيرا حركة عرقلتها فلسطينيا رسميا وشعبيا، دون النظر الى "الغياب العربي" رسميا وشعبيا، وقد تكون المرة الأولى أن يكون مشهد "غربة فلسطين" عن الحضور الشعبي العربي، وذلك انعكاس لغياب الفعل الفلسطيني ذاته، والحالة الانقسامية التي فتحت كل أبواب الهروب من دعم فلسطين القضية، واستبداله بدعم بعض منها لحسابات غير وطنية.

"حركة غوغل – أبل" الجيوسياسية، اعلان بأن التهويد لم يعد خططا أو مشروعا بل تحول الى فعل تنفيذي، والاستخفاف بالخطوة تلك وعدم الحراك السريع، والمتعدد الرؤوس سنجد فلسطين قد غابت عن خرائط الحضور، لتكمل رواية التغييب السياسي.

ما أعلنه المالكي، يتطلب حراكا أسرع بكثير من آلية الحراك التقليدية، ولا يجب الاكتفاء بمقولة "نبحث الإجراء القانوني"، فتلك مسألة لها بعد سياسي صريح الوضوح، وقبل أي بحث قانوني، يجب القيام بإرسال رسائل الى الجهات الدولية، مستندة الى قرار المتحدة رقم 19/ 67 لعام 2012 حول قبول فلسطين عضوا مراقبا في الأمم المتحدة، لتصبح تلك الرسالة وثيقة رسمية، تفتح الباب للبعد القانوني.

وقد يكون من الضروري مخاطبة الجامعة العربية لتكون "شريكا" في الخطوات القادمة لحماية الحق الفلسطيني امام ذلك الفعل "الأمريكي"، بحيث لا يبدو الأمر رد فعل فلسطيني منعزل، وبالتأكيد هناك الكثير من الخطوات الصغيرة التي قد تربك حساب الشركتين، خاصة مع تطور التقنيات وتقدمها.

البحث عن مسار سياسي الى جانب القانوني، وتقديم خطة عملية للأشقاء العرب حول مواجهة الخطوة التهويدية، بإضافة غوغل - أبل الى قائمة الشركات التي يجب مقاطعتها لعدائها لفلسطين وطنا وخريطة، واطلاق حركة شعبية من خلال الوجود الفلسطيني والجاليات في مختلف دول العالم.

القيام بحلمة إعلانية – إعلامية واسعة جدا باعتبار غوغل – أبل أدوات لخدمة المشروع التهويدي، ووضع علامات الشعار الصهيوني على شعار المحركين، ليدرك المواطن أنهما جزء من أدوات "العدو القومي" للشعب الفلسطيني.

ويمكن العمل على الترويج لاستخدام محرك بحث روسي بديلا للمحركات الأمريكية الصهيونية، وتلك مسألة لو اعتبرتها فلسطين والجامعة العربية خطوة عمل ممكنة، ستربك كثيرا ما قامت به الشركات التهويدية، أي كانت نسب النجاح في البدايات، ولكن المهم الخطوة الأولى نحو البحث عن محرك بحث آخر.

السوق العربية قادرة أن تربك كثيرا غوغل وأبل، لو قامت بتغيير حركة المحرك من "غوغل – أبل" الى محرك "ياندكس" الروسي (https://yandex.com/)، أي كانت نسبة التغيير فهي رسالة سياسية – اقتصادية بأن دوما هناك البديل الممكن، وسيكون لها أثر في رصيد "الربح والخسارة" الذي يحكم الشركات العملاقة.

الحراك الرسمي فلسطينيا ورسم خريطة طريق وآليات بحث عملية، هي الخطوة الأولى السريعة التي يجب القيام بها، مع دعم كل عمل شعبي.

فلسطين الوطن والخريطة تستحق حراكا خالي من "البلادة" المعتادة.

ملاحظة: ما حدث مع طالبة الثانوية العامة النجار ووالدها لبث فيديو اعتذار وتهديد صحفيين من داخلية حماس فعل خارج القيم الوطنية، لا يجب الصمت عليه أي كان الخطأ ...ليس بالفضيحة تبنى المجتمعات!

تنويه خاص: محرك "التهويد" مستمر ومتسارع... ومحرك مواجهته دخل في حال "عطب"... هل هو مفاجئ أم عطب يدوم ...وكله بحساب سياسي...!