بقلم: بسام أبو شريف

ابتداء من هذا الأسبوع سوف تشهد منطقتنا تصعيداً لم يسبق له مثيل

حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

الادارة الاميركية الغبية والتابع الصهيوني: النتائج التي ستنجلي عنها المعارك ، هي تلك التي تحكم ربط مصير طرف بالطرف الآخر أي ان ما ستتلقاه اسرائيل ، هو لاشك ما ستتلقاه  اميركا لأن نتنياهو القاصر استراتيجيا ربط مصير اسرائيل بمصير الادارة الاميركية ، وقد وصلت به الأمور الى الحد الذي استهان علنا بنفوذ الجالية اليهودية الاميركية ، واستبدلها بنفوذ المسيحيين الجدد ذلك لأن قصوره الاستراتيجي لايمكنه من رؤية مستقبل الصراع داخل المجتمع الاميركي ، وعدم فهمه أن صراع المجتمع الاميركي شبيه بصراع المجتمعات الاخرى ، التي يسود فيها الظلم والفساد والممارسات العنصرية ، وتنامي ثروات الأثرياء ، وازدياد عدد الجياع والرازحين عند خط الفقر أو تحته .

الادارة الاميركية تشن منذ سنوات ( قبل وخلال حكم ترامب ) ، حربا على كل من يطالب بالحرية والاستقلال ، وسيطرة الشعوب على ثرواتها في الشرق الأوسط ، وتحولت معارك الادارة الاميركية في خدمة مصالحها الى معارك تخدم اسرائيل أداتها الرئيسية في استمرار الحروب ضد شعوب المنطقة ، فمنذ سنوات تعيش سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر ولبنان وفلسطين أوضاعا مأساوية ناجمة عن الغزو الاميركي والامبريالي لهذه الدول .

وفشلت خطة تقسيم هذه الدول طائفيا وعرقيا ، ورغم تدمير مؤسسات الدولةالعراقية وأهمها جيش العراق استمر الشعب العربي في العراق في نضاله للتخلص من القوات الغازية وتستمر الحرب بين الشعب والغزاة ، وصمدت سوريا ومازالت تخوض معركة مفتوحة ضد الغزاة الاميركيين والأتراك وعملائهما من الارهابيين ، وكذلك يقاوم الشعب العربي في لبنان محاولات اعادة عقارب الساعة للوراء ، واخضاع لبنان لمشيئة اسرائيل وواشنطن ، وفي ليبيا تشتعل حرب سوف تتصاعد طمعا في نفط ليبيا ، الذي كان سبب غزو الناتو لليبيا ومقتل القائد معمر القذافي للهيمنة على نفط ليبيا ، وتعمل الآن الولايات المتحدة وحلفاؤها على اعادة الحياة لحلفها القديم مع الاخوان المسلمين في العراق وسوريا وليبيا ولبنان ، وذلك لتلافي تأثير الهزائم التي منيت بها واشنطن وتل ابيب على يد حلف واشنطن مع الوهابيين .

ونجحت واشنطن وتل ابيب في تحقيق انتصار وهمي ، هو اعلان لعلاقات التعاون بين أنظمة خليجية والسعودية مع اسرائيل ، هذا التعاون الذي كان قائما سرا منذ عشرين عاما بل أكثر ونستطيع أن نقول منذ أن سلمت بريطانيا الجزيرة لآل سعود مقابل التنازل عن فلسطين لليهود

ونقول انه انتصار وهمي لأنه سيزول بزوال أصحاب الوهم ، وبهزيمتهم المرتبطة بهزيمة واشنطن في المنطقة ( لقد أصبح مصير اسرائيل ، وهذه الأنظمة المتواطئة مع واشنطن وتل ابيب مرتبطا كليا بوجود واشنطن كقوة مسيطرة في المنطقة فان هي هزمت هزموا هم أيضا )

يسود القلق العميق جميع الاسرائيليين ، ووصل هذا القلق والتوتر درجة الغليان وجاءت تعبيراتهالاولى مظاهرات القدس أول أمس وأمس ، وعكست تصرفات شرطة اسرائيل والأمن وحرس الحدود مع المتظاهرين مدى هذا التوتر وعمق التناقضات الداخلية وفاشية أجهزة الأمن ، وللقلق والتوتر الاسرائيليين علاقة وثيقة جدا بما سبق أن طرحناه من ربط الخطط في الشرق الأوسط بالمخطط الاميركي الصهيوني للهيمنة على المنطقة ، اذ أن اتفاق نتنياهو وترامب حول مشروع صفقة القرن حول حلم ضم الضفة الغربية لاسرائيل جزء من المخطط العام للمنطقة ، وهذا يعني أن هذا المشروع ” الضم ” ، سوف يتعرض سلبا أو ايجابا لما يتعرض له مخطط التحالف الصهيوني سلبا أو ايجابا على صعيد المنطقة .

المعادلة واضحة : –

تجني اسرائيل أرباحها كونها شريكا أساسيا لواشنطن عبر صفقة القرن ( ومنها ضم الضفة والجولان ) ، فاذا مني المخطط المطروح للمنطقة ككل بالخسائر خسرت اسرائيل ، واذا نجح المخطط ربحت اسرائيل ، وولد هذا أسباب تأجيل الضم فالتأجيل جاء بطلب اميركي ولواشنطن حساباتها المتصلة بالمنطقة ، وبما أن ترامب ربط كل تحركاته الدولية والداخلية بالانتخابات الرئاسية القادمة أصبح ملزما لكافة أطراف المخطط ، وعلى رأسها اسرائيل أن تربط خططها بالانتخابات الاميركية كونها العامل المحرك لقائد التآمر على شعوب المنطقة الرجل الصهيوني غير المتزن عقليا ، دونالد ترامب .

ومن الضروري مراقبة تحركاته الدولية لنعرف ماذا سيحصل في منطقتنا ، ترامب يشن حربا على ايران والصين ، وعندما نقول الصين نعني الصين وكل من يتعامل معها ( لذلك سارع جونسون في لندن لالغاء عقد بريطانيا مع الصين حول الجيل الخامس ) ، وهذا يسري على كل حلفاء اميركا التقليديين ، ترامب يريد من الجميع خوض حربه الانتخابية وكذلك اسرائيل .

لكن دور اسرائيل أكبر لأن نسبة الأرباح الخاصة بها أكبر ، فقد مهد لاسرائيل حربا تشنها في المنطقة بغض النظر عن ردود الفعل ، أو الثمن الذي ستدفعه لقاء ذلك …. حربها المقررة هي ضرب سوريا والعراق وايران ، ودور كبير عندما يصل المخطط المقرر لضرب حزب الله في لبنان وسوريا وفلسطين …. أي ضرب محور المقاومة ، هذه الحرب هي أصعب الحروب من حيث قدرة اسرائيل على القيام بحساباتها ، أو توقع تطوراتها لكن ما تبالغ به أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية ، هي قوة المقاومة كي تجني أرباحا أكبر ، وتطلب أسلحة أكثر فتكا .

احتمالات الردود على قيام اسرائيل بتنفيذ دورها في حروب متعددة ومترابطة قضية شائكة وغير واضحة ، بل ضبابية لدى أجهزة الأمن والمخابرات الاسرائيلية ، وهذايضيف للقلق الرسمي والشعبي في اسرائيل ، لابل يكاد يدفع الجموع نحو مغطس الخوف والرعب .

وولد هذا تيارا قويا في وسط اليمين يطالب بعدم ضم الضفة قانونيا ورسميا بل ضمها عمليا بالقوة دون اعلان ، وسبب هذا توترا شديدا داخل حكومة الائتلاف الطارئة ، وتوترا على صعيد علاقات اسرائيل بالدول الاوروبية ، وحتى على صعيد علاقاتها بالبيت الأبيض ، هذا الوضع جعل من حكومة اسرائيل حكومة هشة سهلة التفجر وكذلك الائتلاف وسبب تفجر الأوضاع على صعيد الشارع .

واذا وضعنا هذين التطورين ضمن حاضنة كبيرة تسبب رعبا ، هي حاضنة انتشار الكورونا في اسرائيل توضح لنا أن الوضع داخل المجتمع الاسرائيلي بلغ حافة خطرة اما أن تدفع هذه الحالة نتنياهو لشن حروب أوسع أو التوجه لصناديق الاقتراع ، وفي الحالتين سوف يرتبك مخطط نتنياهو والضم .

الأيام القادمة هي أيام حمراء

مثل هذا قد يكون متوقعا لكن ما لا تتوقعه اسرائيل ، هو الذي سيطغى على السطح في الشرق الأوسط خلال الأيام القادمة ، وسيكون آب 2020 آبا لهابا فعلا قائد الثورة الايرانية رجل صادق وحكيم ومخلص بايمانه ومواقفه ، ومايعلنه من مواقف وقرارات يتحول الى فعل وعمل دؤوب ، ولاداعي لاعادة ما قاله حول رد ايران في حال تجرأ العدو على توجيه ضربات لايران ، ولقد حصل هذا فعلا بضرب مؤسسات نووية ايرانية وصاروخية واغتيالات لعلماء … والحبل على الجرار ، وهذا يعني ببساطة أن رد ايران سوف يكون مدمرا على الأعداء .

واذا وضعنا صفات المبالغة جانبا نقول سوف ترد ايران على مصادر النيران ، وهذا يعني أولا واشنطن ، وثانيا تل ابيب ، وثالثا دول خليجية شاركت في الاعتداء ، ونضيف هنا أن مشاركة بعض الأشخاص من دول اخرى لايعني أنهم سينجون من العقاب ، بل سيكونون على اللائحة ، وهذا يعني أن كل من شارك في هذه العمليات يجب أن يكون مرعوبا هذه الأيام ولاشك أن تحذير بومبيو لايران ، هو نتاج لهذا التخوف وسوف يستيقظ مسؤولون اسرائيليون على دقات طبول انفجارات في أكثر من مكان ، ومن لسع نيران اندلعت في أكثر من مكان وربما انبعاث غازات من بعض المستودعات شبت النيران فيها فتغطي غيومها سماء مناطق محدودة من اسرائيل …. هذا سيولد انهيارا نفسيا لمجتمع يعاني من القلق للأسباب التي ذكرناها ، وقد تفاجأ اسرائيل بأكثر من ذلك اذا انكشف دورها في التخطيط لضرب مصر عبر سد النههضة ، ودورها في السودان لامتصاص ثرواته من اليورانيوم والذهب ، ودورها في شن الغارات على شعب اليمن وقتل أطفاله ونسائه ، ودورها في دفع دول خليجية كالامارات نحو مستنقع الحروب ذاتية التدمير .

لاتتوقع المخابرات الاسرائيلية ذلك ، ويوسي كوهين البارع في الشياكة والأناقة وقرصنة الكمبيوتر قد يغيب عنه أمر هام أو أمران …. يوسي كوهين يغيب عنه أن بلاد الشرق لها خصوصيتها والشرقيون لهم خصوصية في طريقة تفكيرهم وتحليلهم ، وان هذه الخصوصية تجعل من بعض جوانب تفكيرهم وقراراتهم غير قابلة للحل عبر برامج كمبيوتر برع في تطويرها يوسي كوهين ، ان القادم بالضبط هو مالايمكن لبرامج الكمبيوتر توقعه .

هل كان يتوقع يوسي كوهين أن تنجح القرصنة على حسابات أبل وبيل غيتس واختراق ابل وبيل غيتس أصعب من اختراق شبكة الحرس الثوري التي برع بها يوسي كوهين .

الشرق الأوسط ، هو المكان الوحيد الذي يأتي بغير المتوقع ترى كم كان عمر يوسي كوهين عندما عبر جنود مصر القناة ، ودمروا خط بارليف الأقوى من خط ماجينو….. لذلك نقول للجميع توقعوا أياما شديدة الحرارة ، وستنشب معارك وحروب …. فرصة كافة قوى المقاومة آتية للهجوم دفاعا عن الامة ، وقضية فلسطين وحق شعبها وشعب اليمن وشعب سوريا والعراق ومصر ولبنان …… انها فرصة الامساك بناصية الأمور .