وصف رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق تركي الفيصل، الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بـ"التقلبي"، علمًا بأنه فاجأ الجميع بذلك.
وذكر الفيصل في سلسلة مقابلاته مع الإعلامي عمار تقي، في برنامج "الصندوق الأسود"، الذي يبث على مختلف منصات القبس، أن "عرفات كان تقلبيا، وموقفه من غزو الكويت دليل على ذلك".
وتطرق الفيصل إلى أسباب نشوب الحرب الأهلية اللبنانية، قائلًا: "كانت بعض الأحزاب تعلن العداء جهارًا للمملكة العربية السعودية خاصة من التيار اليساري الشيوعي".
وأضاف: "المملكة تعاملت مع الجميع، بمن فيهم ياسر عرفات الذي كان يستمع إلينا وأحيانا يفي بكلامه وفي أحيان أخرى يخلف، رحمه الله كانت لديه توجهات تقلبية والدليل على ذلك موقفه من الغزو العراقي للكويت".
وفي محاولة لتجاهل دور المقاومة الوطنية اللبنانية في دحر الجيش الإسرائيلي من لبنان، أوضح الفيصل: "عندما تم الاجتياح الإسرائيلي للبنان في عام 1982 كنا كجهاز استخبارات نجلب المعلومات للمسؤولين، والملك فهد بن عبد العزيز كان العامل الأساسي في إقناع (الرئيس الأمريكي رونالد) ريغان للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت مناحيم بيغن، لوقف الهجوم الإسرائيلي".
وتابع: "خلال ذلك الاجتياح حاصرت القوات الإسرائيلية بيروت، وتدخل الملك فهد.. أوقف الهجوم ومكن الفلسطينيين من الانسحاب من حصار بيروت، وانسحاب الإسرائيليين بعد ذلك من المدن الرئيسية!".
وشدد الفيصل، على أن "تدخل الملك فهد أدى لانسحاب إسرائيل من مدن لبنان الرئيسية، أستبعد أن تكون المملكة قد قامت عبر بشير الجميل بتشجيع إسرائيل على مهاجمة لبنان".
وأردف: "في عام 1981 كان الرئيس ريغان في بداية مرحلة تسلمه حكم الولايات المتحدة، وتحديدا في شهر مايو، كنت في واشنطن لمتابعة قضية شراء المملكة لطائرات (أواكس) الاستطلاعية، وكانت المسألة تواجه ضغوطا من الكونغرس لعدم إتمامها".
وجاء في حديثه: "أثناء تواجدي في واشنطن غزت إسرائيل لبنان كغزو أولي، واستدعيت للبيت الأبيض من قبل ريغان، والملك فهد كان يتصل به مباشرة ويحثه على إقناع الإسرائيليين بالانسحاب، وأراد تكليف فيليب حبيب للذهاب إلى المنطقة من أجل سحب القوات الإسرائيلية، وحملت هذه الرسالة إلى الملك فهد وتمت دعوة حبيب وتجول في المنطقة وبالفعل انسحبت إسرائيل!".
وأورد: "الكل أراد استغلال مسألة الحرب اللبنانية سواء سياسيا أو معنويا أو ماديا، ولا يمكننا القول إن أحدهم أكثر ذنبا من الآخر، والفلسطينيون كان لديهم توسع في النفوذ بلبنان، والإسرائيليون لعبوا دورا بتأجيج الصراع، والأحزاب المختلفة جميعها حاولت استغلال الوضع".
ومضى يقول: "كذلك الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد استغل الأوضاع للتواجد السوري في لبنان، حتى الجامعة العربية قصرت في دورها"، مشددًا على أن الرئيس المصري الراحل أنور السادات، فاجأ المملكة بزيارته للقدس وأغضب قادتها، لأنه لم يبلغهم بنواياه تجاه إسرائيل قبل زيارته لها.
ولفت إلى إن السادات أخفى عن المملكة نيته زيارة إسرائيل، رغم أنها من أوثق حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، منوهًا إلى أن الزيارة "كانت مفاجأة، خصوصا أنه منذ اندلاع حرب رمضان (1973) كان هناك تنسيق قوي بين مصر والمملكة على مختلف الأصعدة، فعندما زار السادات المملكة عام 1977 قبل إعلان رغبته في زيارة القدس، صدر بيان مشترك عن استمرارية المحادثات الدولية، لم يتطرق فيه الرئيس المصري الراحل إلى نيته زيارة إسرائيل لذلك كانت بالنسبة لنا صدمة، وقد أرسل نائبه في ذلك الوقت حسني مبارك إلى المملكة".
واستدرك الفيصل بالقول: "لكن الملك خالد رفض استقباله وكان غاضبا وتم تكليفي باستقباله في مطار الرياض، والتقى الملك فهد الذي كان وليا للعهد آنذاك، ولم يجد أي استجابة لمطالبه بشحذ الدعم".