خطاب السيد الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة كان خطابٌ به تلميحات لم ترتقِ إلى مرتبة القرارات الجريئة ،بمعنى أن السيد الرئيس أمسك العصا من المنتصف كي لا يموت الذئب ويفنى الغنم ،تلميحات قد يفهمها الثائرُ بأنها تصريح علني لأن يتور وينتفض ويتمرد على الواقع ،بقوله لا نستطيع أن نستمر بهكذا إتفاقيات تضرب إسرائيل بها عرض الخائطوقد يفهمها البعض الآخر بأنها تهديدات وورقة صغظ فقط حتى يستطيع أن يصل عن طريق المفاوضات والمقاومة السلمية إلى دولة لا تستطيع أن تلم شمل الشعب الفلسطيني ، واللذين لا يزالون يعتقدون أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية من الممكن أن توصلنا إلى شيئ ولو بالحد الأدنى .
ولكن كيف فهم الشعب الفلسطيني خطاب الرئيس واستبانه من كل شئ ، من الممارسات الإسرائيلية التي شبعت إذلالاً بالقيادة الفلسطينية قبل الشعب الفلسطيني ولو حتى بالحد الأدني من مطالب القيادة ، كمباراة كرة قدم مثلاً أو فريق عربي يريد الوصول إلى الضفة فتقوم السلطات الإسرائيلية بإذلالهم على المعابر لتقول لهم إن القيادة الفلسطينية لا شئ ونحن الأسياد هنا ، تعب الرئيس من هذه الممارسة وتعب الرئيس من العرب ودولهم ، وأيقن الرئيس أن القضية الفلسطينية لم تعد هي الأولى على الاجندات العربية .
تعب الرئيس من الضغط الدولي وخاصة الأمريكي عليه كي يكون حمامة سلام في عرين أسود وضياع .
تعب الرئيس ممن حوله من القيادة الفلسطينية اللذين كل يوم يكون لهم موقف مخالف .. تعب الرئيس من كل شئ .
فكانت ردة الجماهير الفلسطينية في الضفة الغربية ، إنتفاضة بكل ما تعني الكلمة من معنى ، جماهيرية ، ومسلحة ، وسلمية ، وإعلامية ، جماهير تنزل إلى الشارع لتقول للرئيس نحن لا نتحمل إذلالك يا سيادة الرئيس نحن لا نحتمل الذل من المستوطنين .
لا نتحمل الذل من الحكومة الإسرائيلية وجيشها لقد طفح الكيل وزاد الحد ، وهددنا ، الغدر وما إرتد ، هذه هي الجماهير الفلسطينية الذي لا يستطيع أحد أن يقف في طريقها وكل من يفكر أن يقف ويعرقل حركة الجماهير سوف تلفطه هذه الجماهير ليخرج من وسطها وليبقى منبوذا إلى أبد الأبدين .