قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، اليوم الأحد، إن بنيامين نتنياهو يفهم قبل الجميع أن الجمهور الإسرائيلي لم يعد معه.
وأضاف أولمرت في تصريح صحفي: نتنياهو يدرك أن الاحتجاج على سياساته سيتعاظم. لافتا إلى أن نتنياهو سيواصل مراكمة القوة والطاقة، وفي النهاية سينجح في المكان الذي لم تنجح فيه الانتخابات، الأحزاب، صناديق الاقتراع وكل أولئك الذين حلموا بتغيير بنيامين نتنياهو وفشلوا".
وأردف: “من فهم هذا قبل الجميع هو نتنياهو نفسه، يعتقد الكثيرون بأن نتنياهو هو لاعب شطرنج سياسي على أعلى المستويات. أما أنا فأشك في ذلك. نتنياهو هو أولا وقبل كل شيء لاعب كفؤ، بل وربما عبقري. يظهر كل مساء ويكاد لا يفوت فرصة. في الإذاعة، في التلفزيون و في مجرد اللقاء مع معجبيه. جلسات الحكومة والخطابات في الكنيست هي أيضا إطار للظهور وإن كان مختلفا بعض الشيء، إلا أنه هو أيضا يحتاج إلى إعداد، مكياج، تصميم الشعر، لباس لائق وبالطبع جمهور".
وذكر: "يستعد نتنياهو لكل ظهور كهذا بجذرية، بعناية شديدة وبمهنية تبعث على الإعجاب. كل هذه تضاف إلى الكفاءة الطبيعية، التي ليس فيها أي شك، نتنياهو هو مهني بموهبة عليا، مثل كل الممثلين الكبار، لديه كفاءة في أن يشخص الأحاسيس الأكثر خفة في أوساط جمهوره، مثل لورانس أوليفييه، يعرف كيف يشخص الذبذبات الأشد رقة، النظرة التعبة، حركات العيون والأيادي، الأعصاب المشدودة وانعدام الصبر بين الجمهور. هو حساس لهذا اكثر من كل المحللين، الخبراء والمستطلعين”.
وبين: “ما يشعر به نتنياهو منذ الآن لن يفهموه إلا لاحقا، هذا سيتطلب مظاهرة كبرى أخرى، احتجاج في الشوارع آخر، تجمع صاخب آخر بجانب المنزل الرئاسي، ولكن في النهاية هم أيضا سيفهمون”.
وعلى خلفية اتهام نتنياهو بمحاولة شراء ذمم الإسرائيليين بتوزيع ميزانيات ضخمة على كل مواطن في ظل تفشي كورونا، جاء في حديث أولمرت: “يعرف نتنياهو أن الجمهور ليس معه، صحيح أن هذا ليس كل الجمهور، ولكن الكتلة التي تصنع الفرق، فقدها نتنياهو منذ الآن، مثل الكثير من الناس ممن اعتقدوا أنهم سحرة، نجح نتنياهو هو أيضا في ذر الرماد طالما لم تسقط أي من الكرات التي رماها في الهواء أرضًا".
وأورد: "حتى عندما كان يخيل أنه يفقد التحكم بإحداها، نجح في الثانية الأخيرة في التقاطها وإلقاء واحدة أخرى في الهواء، والإبقاء أيضا على نظرة مركزة والتحرك بوتيرة طيران الكرات إلى أن بدأت تفلت من سيطرته. وعندما تسقط الكرات ينتهي السحر. فجأة يتبين بأن الساحر ليس كلي القدرة. وفي واقع الأمر هو ليس ساحرا على الإطلاق. بل هو يذر الرماد في العيون”.
وردّد أولمرت مقولة ابراهام لينكولن، إنه يمكن ذر الرماد في عيون قسم كبير من الجمهور لزمن ما، ويمكن ذر الرماد في عيون كل الجمهور لزمن أقصر، ولكن لا يمكن ذر الرماد في عيون كل الجمهور كل الوقت.