كشف قائد الإدارة المدنية في الجيش الإسرائيلي غسان عليان، عن تجربته إبان حرب غزة عام 2014، وتفاصيل إصابته في منطقة الشجاعية شرق القطاع، وذلك بالتزامن مع مرور 6 سنوات على شنّ إسرائيل عدوانها.
واعتبر عليان في حوار مطول مع موقع "ويللا" الإخباري، أن حرب غزة الأخيرة عام 2014، تختلف كليًا عن الاشتباكات مع حزب الله في جنوب لبنان، وعملية السور الواقي ضد المسلحين الفلسطينيين بالضفة الغربية، وكذلك حرب غزة الأولى، الرصاص المصبوب".
وقال: "كنت قائداً للواء غولاني خلال عملية الجرف الصامد في 2014، وخضنا عمليات القتال في منطقة الشجاعية، وكدت أن أقتل بصاروخ، وتم نقلي للمستشفى في حالة حرجة".
وأضاف أن "واقع القتال في غزة أنتج أحداثا معقدة، خاصة هجوم قوات الجيش على حي الشجاعية، وما تخلله من اختطاف الجندي أورون شاؤول، لقد تعرضنا لهجوم من قبل قوة مسلحة خاصة من حماس باستخدام قذائف آر بي جي، أمتار قليلة فقط فصلت بيننا وبين مقاتلي حماس، قاتلنا في بيارات الزيتون التي لم نتدرب عليها".
وأكد على أنه "في مثل هذه الأيام من حزيران/ يوليو 2014، تمر ست سنوات منذ بداية المناورة البرية للواء غولاني باتجاه منطقة الشجاعية، حيث تعمل إحدى أقوى الكتائب في الجناح العسكري لحركة حماس، لكنني في ليلة الدخول البري عند الحادية عشرة مساء، خططت لخوض معركة اللواء، وبقيت حتى الخامسة صباحا، ولكن في منتصف الليل، اتخذت قرارا بأن أذهب حتى النهاية، لقد كان الجميع في حالة صدمة بعد عدد من الحوادث، وما تخللها من إصابات خطيرة للغاية في صفوف أرتال الدبابات"، وفق موقع "عربي 21".
وأشار إلى أنه "في ذروة الهجوم تم إطلاق صاروخ آر بي جي على المبنى الذي وجدت فيه بالشجاعية، ومر الصاروخ بين مجموعة من ضباط لواء غولاني، حيث طرنا من الانفجار، واحترق وجهي بالشظايا، وكان من الصعب رؤيته من كثرة الدم، وتم تحديد إصابتي بالخطيرة، ونقلت لمستشفى سوروكا في بئر السبع وسط قلق بالغ على حياتي، لكن ساعات قليلة مرت، إلى أن دحض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي شائعات مقتلي".
وأوضح أنني "في المستشفى كنت أسمع عن وصول جنود جرحى يأتون في طائرات هليكوبتر قادمين من غزة، مع سقوط قتلى، ممن تم استهدافهم بالعبوات الناسفة التي زرعتها حماس على طول الحدود مع غزة، صحيح أنه تم إعدادنا للعثور على خمسة أنفاق، وحددنا موقعها، لكن الثمن كان صعبا، لأنه استغرق منا كثيرا من الوقت، هذه أنفاق ضخمة".
وأضاف: "اكتسبت خبرة كبيرة قبل حرب غزة، سواء في اشتباكات حزب الله في جنوب لبنان، ثم عملية السور الواقي ضد الفلسطينيين، وحرب لبنان الثانية، وعملية الرصاص المصبوب في غزة، مما يجعل من التطورات الأمنية في الأراضي الفلسطينية تتطلب خبرة قتالية واسعة".
واعتبر عليان أن "رسالة قيادة الجيش في هذه المرحلة تبدو بسيطة، وتتلخص في سد الفجوة، والتدرب في المنطقة الأقرب للواقع، وشرح القتال في الأماكن الشاهقة، والتدرب على المواجهة في الطوابق العليا، والقدرة على تحمل الوزن وأداء مسارات قصيرة، والقتال من الباب إلى الباب"، على حد قوله.