"أشدة حدة"

الكيلة تُحذّر من موجة ثالثة لفيروس كورونا تضرب فلسطين

الكيلة
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

حذّرت وزير الصحة الفلسطينية د. مي الكيلة، من موجة وبائية ثالثة شديدة الخطورة لفيروس كورونا "كوفيد 19" تضرب فلسطين.

وقالت الكيلة في حديثٍ صحفي، "نحن الآن في الموجة الثانية للجائحة، ومن المتوقع من قبل منظمة الصحة العالمية أن نمر بموجة ثالثة أشد حدة في الخريف وبداية الشتاء المقبل".

وأضافت أن "الموجة الثانية في فلسطين كانة أكثر شدة من الموجة الأولى، ونعاني من انتشار مجتمعي للفيروس، والذي يعد وفقا لعلم الوبائيات أمرا خطيرا، كما أن الفيروس يطور نفسه ومختلف عن فيروس المرحلة الأولى".

وتوقعت وزيرة الصحة ازدياد انتشار فيروس كورونا في صفوف أبناء الشعب الفلسطيني مع عودة آلاف العمال من أراضي الداخل المحتل إلى الضفة الغربية.

وبيّنت أن الوضع سيكون أكثر صعوبة في ظل منع الاحتلال الأجهزة الأمنية من العمل في مناطق "ج"، وكذلك عدم التنسيق فيما يتعلق بعودة العمال لمحافظاتهم، داعية كل عامل للحضور لمديريات الصحة ومراكز الطب الوقائي من أجل إجراء فحوصات لمنع انتشار فيروس كورونا.

وأكدت الكيلة على أن الوضع الوبائي جنوب الضفة الغربية "لم يخرج عن السيطرة لغاية الآن"، وأن الطواقم الطبية تعمل في كل مكان، وتذهب للاستقصاء عن الحالات والمخالطين، كما يتم عمل فحوصات بشكل دائم، وبالنسبة للعلاج تم تعزيز مستشفى دورا الحكومي بكافة الوسائل، واليوم تم تشغيل جهاز "ستي سكان" لاستخدامه لتشخيص الفيروس، كما توجد كافة المعدات الهامة لمواجهة المرض في الجنوب، سواء كانت مخبرية أو غرف إنعاش.

وأردفت: "لدينا 20 وحدة، و16 جهاز تنفس في مستشفى دورا، وتم تجهيز البناية الجنوبية من مستشفى عالية في مدينة الخليل، لمعالجة مرضى كوفيد 19، وفيها 10 أجهزة انعاش، وأصبح لدينا مقومات جيدة لمواجهة جائحة كورونا في الخليل".

وطالبت "المواطنين بالتعاون مع وزارة الصحة، واتباع البرتوكولات الطبية، وفي مقدمتها استخدام الكمامة من قبل جميع الأفراد".

وبينت أنه تم تشكيل لجنة برئاسة رئيس الوزراء محمد اشتية، وعضوية قائد جهاز الشرطة اللواء حازم عطا الله، وقائد جهاد الأمن الوطني اللواء نضال أبو دخان، ووزيرة الصحة، لدراسة التطورات ودعم ومساندة وزارة الصحة، حيث اجتمعت اللجنة مع كافة المدراء ذوي العلاقة من وزارة الصحة واستمعت لاحتياجاتهم، وتم مباشرة اتخاذ الاجراءات لدعم الوزارة وتلبية احتياجاتها".

وأوضحت الكيلة أنه تم تحويل مركز النويعمة بمدينة أريحا التابع لجهاز الأمن الوطني، ليصبح مركزَا للحجر الصحي للمصابين بفيروس كورونا من مختلف أرجاء فلسطين، ولمن لا تتوفر أماكن حجر لهم".

وأضافت أنه يجري حالياَ تجهيز المركز بشكل كامل، ومن المتوقع أن يباشر عمله مطلع الأسبوع المقبل، بعد توفير 1000 سرير وكذلك مكيفات هواء وغسالات وغيرها.

وقالت إن "العمل جار حالياً لتوفير كادر بشري للتواجد في هذا المركز الضخم، بعد أن قام جهاز الأمن الوطني بتوفير سيارات لنقل المرضى والموظفين، وذلك لمساعدة موظفي الوزارة في التنقل ولنقل المصابين، حيث تم منح وزارة الصحة 10 سيارات جديدة لهذه المهام".

وأشارت إلى أن وزارة الصحة اتخذت قرارًا على غرار كل دول العالم، بأن يبقى المخالطون في منازلهم، وأن يبقى المصابون الذين لا تظهر عليهم أعراض محجورين، مستدركةً: "لكن هناك من لا يتوفر في بيته مكان للحجر، وهؤلاء نعمل من أجل توفير أماكن حجر قريبة لهم في كل محافظة".

وفيما يتعلق بحجم المخالطين والمصابين في المخيمات، قالت الكيلة إن "المخيمات تعاني من كثافة سكانية كبيرة، ونحن بحاجة لوفير أمكان حجر لمن لا يمكن أن يحجروا أنفسهم من أهلنا في المخيمات، وهذا أمر تم بحثه مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، وسنقوم بمساعدة الوكالة على توفير ما تحتاجه لأماكن الحجر في كل مخيم".

وعبّرت الكيلة عن خشيتها من أن تحمل عودة العمال من "إسرائيل" إلى الضفة الغربية مزيدًا من الانتشار لفيروس كورونا، خاصة مع وقف العمل بالاتفاقيات مع الجانب الإسرائيلي.

وأضافت أننا "نواجه مشكلة ونخشى من الإرباك خاصة وأن الأجهزة الأمنية لا تعمل في المناطق "ج"، وكذلك توجد صعوبة في عمل الطواقم الطبية، لكن سندرس إمكانية توفير فحوصات لكل العمال، علما أن انتشار الفيروس داخل إسرائيل مرتفع، ونخشى كثيرًا من المرحلة المقبلة، وأن يزداد الوضع الوبائي صعوبة".

وناشدت كل العمال الذين يشعرون بأي أعراض، أن يتوجهوا إلى الطب الوقائي أو إلى مديريات الصحة لعمل الفحوصات اللازمة، وأن يحجروا أنفسهم بعيدًا عن أسرهم لحمايتها من الفيروس.

وفيما يتعلق بترتيبات السنة الدراسية المقبلة، قالت الكيلة: إن "هناك لجنة فنية من وزاتي التربية والتعليم والصحة ووزارات أخرى شكلت من أجل بحث أفضل السبل لافتتاح العام الدراسي".

وأضافت أن "وزارة الصحة أوصت بوضع نصف عدد الطلبة في الصف الواحد، وأن يكون هناك دورتين لنفس الصف بشعبتين، شعبة صباحية والأخرى مسائية، وأن تقاس درجة حرارة كافة الطلبة عند دخولهم للمدرسة، وكذلك تعقيم مرافق المدرسة، وأن يكون هناك تعقيم بين الدورة والأخرى".

وأوضحت أن قرار الإغلاق في عيد الأضحى المبارك من عدمه، تقرره اجتماعات اللجنة الوبائية ولجنة الطوارئ العليا، وسيحدد ذلك بناء على المعطيات في الأيام المقبلة، ونتمنى أن تقل أعداد المصابين كما يحدث في الخليل، والتي سجلت اليوم 119 حالة مقارنة بـ561 حالة في الأسبوع الماضي.

وناشدت أبناء شعبنا في أراضي العام 48 بعدم الحضور للضفة الغربية في الأسابيع المقبلة للمساهمة في الحد من انتشار فيروس كورونا.

وفيما يتعلق بمخزون وزارة الصحة من مسحات الفحص، قالت الكيلة إن "لدى الوزارة مخزون يكفي لشهرين، ونعمل حاليا على طلب مزيد من الاحتياجات من مؤسسات دولية ودول شقيقة وصديقة، وسنستمر في ذلك لأننا سنحتاج للمزيد من المسحات، ونريد أن نبني على المخزون الموجود ليصبح لدينا مخزون استراتيجي للشتاء المقبل".

وحول تسجيل أخطاء في عينات الفحص، شددت الكيلة على أن وزارة الصحة تعمل بشكل دقيق، وأن نسبة الخطأ في الفحوصات الخاصة بكورونا على مستوى العالم تصل لغاية 3%، مضيفةً: "نحن عملنا لغاية اليوم 160 ألف فحص مخبري، ولم نصل لهامش الخطأ العالمي".

وأوضحت وزيرة الصحة أن ما حدث وتناقله البعض ليس خطأ في الفحوصات، ولكن خطأ في تسجيل المعلومات نتيجة ضغط العمل، وتم إصلاحه.