أجل، العالم يجب أن يتجند ضد الضم

F4546A78-ABDA-4873-80B7-F77B6C61240B-e1595375124303.jpeg
حجم الخط

هآرتس – بقلم  خوان مانويل سانتوس 

 

النزاع الإسرائيلي الفلسطيني أبتلي به الشرق الأوسط طوال ال 70 عاماالأخيرة. دولتي، كولومبيا عانت من صراع مشابه، مؤلم وطويل، والذي بداوكأنه قد خلد نفسه وكان غير قابل للحل. الطريق للسلام اقتضت شجاعةوسعة قلب. كصديق لاسرائيل، أنا قلق جداً من أن هذه القيم تم تغييبهاتماماً من خطة الحكومة لضم أجزاء من الضفة الغربية.

عندما كنت رئيساً لكولومبيا، وهوجو تشافيز من فنزويلا سمى دولتي“إسرائيل أمريكا اللاتينية“. لقد شهدت احتجاجاً. يوجد الكثير مما يمكنتقديره في المرونة، والمبادرات وفي الحداثة التكنولوجيا في إسرائيل. أنا مازلت أشجع قيم مؤسسي الدولة وتعهدهم في وثيقة الاستقلال بـ “مساواةحقوق اجتماعية وسياسية كاملة لكل مواطنيها بدون تمييز في الدين أوالعرق أو الجنس“.

ولكن للأسف، يبدو أن هذا الحلم يتعرض لهجوم من حكومة بها فرط فيالقومية، والتي استخفت بصورة صريحة بحقوق الانسان وبالقانون الدولي. تهديد الضم هو فقط المثال الأكثر حداثة لتهديد تأسيس نظام حكم بأسلوبالأبرتهايد، والذي يوجد فيه نظامان من القانون يسريان على مجموعاتسكانية مختلفة تعيش على نفس الأرض.

كرئيس لكولومبيا عملت الكثير من أجل الدفع قدماً بالمفاوضات ومن اجلالتوصل إلى اتفاق سلام مع FARC ومع مجموعات أخرى من المتمردين، منأجل إنهاء الحرب الأهلية في دولتي. الاتفاق صيغ مع المحافظة على حقوقضحايا الصراع، كما عُرف في ميثاق روما والتي استناداً إليه أنشئتمحكمة الجنايات الدولية.ان الاستناد على القانون الدولي يعزز قوةومصداقية الاتفاق في الداخل والخارج. اليوم يواجه مواطنو كولومبيا عمليةمؤلمة ومعقدة لتنفيذ الاتفاق وترجمة رؤية السلام إلى حقيقة. العديدون رفضواالاتفاق ورأوا فيه خيانة، ويوجد من ما زالوا يتصرفون هكذا حتى اليوم. العديد فضلوا الخطاب القومي المتطرف والعسكري الذي تعلموا معرفته. هنالك من ما زالوا يتصرفون هكذا. ولكن رويداً رويداً تبلور وانتشر فيأوساط الجمهور جو من السلام والمصالحة، وفي نهاية المطاف سوف يثبتنفسه كأمر لا يمكن وقفه. أنا أؤمن بأن هذه العملية تبعث الأمل ليس فقطبالنسبة لكولومبيا وأمريكا اللاتينية بل العالم كله، بما في ذلك إسرائيلوفلسطين.

الأمل هو سلعة غالية الثمن، بالأساس الآن حيث العالم يواجه التهديد الفظيعلفايروس الكورونا، ومع الهجوم على جهاز القانون الدولي من جانب زعماءانفصاليين وشعبويين.

أحد المؤمنين الكبار بقوة الأمل كان نيلسون مانديلا، في رحلته الطويلةللحرية. اليوم أنا عضو في مجموعة ال Elders التي أسسها –وهيمجموعة من زعماء عالميين تواصل طريق وعمل مانديلا من أجل السلام، العدلوحقوق الإنسان في أرجاء العالم.

السلام في الشرق الأوسط، وكذلك العدالة والحرية للفلسطينيين، هي علىرأس أولويات ال Elders منذ تأسيس المجموعة وحتى اليوم، لهذا، اخترناالحديث الآن ضد الضم، ونحن ندعوا إلى رد موحد وعنيد من جانب زعماءذوي تأثير في العالم.

مخططات الضم لبنيامين نتنياهو تعكس تنكرا وحيد الجانب لحل الدولتين،ومعظم دول المنطقة والعالم تعارض ذلك. الضم من شأنه ان يثير في المنطقةضجة كبيرة، ويزيد أكثر الاغتراب والمرارة في أوساط الفلسطينيين، ويحرضجيران اسرائيل، ويمحو الإطار الديموقراطي والدستوري للدولة اليهودية.

إذا قبل المجتمع الدولي بصمت رؤية إسرائيل، والتي معناها هو الاستحواذعلى المناطق بالقوة فإن الوحيدين الذين ستكون هذه الخطوة لصالحهم هممؤيدو الحرب وأولئل الذين يتوقون للسيطرة على أراضي جيرانهم.

لقد وقف العالم بإصرار أمام روسيا عندما أخذت بالقوة شبه جزيرة القرم منأيدي أوكرانيا في 2014، مطلوب اليوم إصراراً مشابهاً من كل المجتمعالدولي،بما في ذلك أمريكا اللاتينية. ثمة أنظمة متعددة الأطراف مثل الرباعيةوالتي من المتوجب إحياؤها من جديد وتوسيع قدرتها من أجل أن تعطي دوراًأكبر للدول العربية المؤثرة. إن دعمها ضروري من أجل إنجاح كل مفاوضاتحول اتفاق محتمل وبطبيعة الحال هي قلقة فيما يتعلق بتهديد الضم في كلما يتعلق بالأمن الإقليمي، وخاصة فيما يتعلق باستقرار السلام مع الأردن.

مسيرة السلام في كولمبيا علمتني أنه ليس بالإمكان تجاهل سيادة القانونواحترام حقوق الإنسان العالمية. إنجازات سياسية قصيرة المدى والتي تهدففقط إلى إرضاء أو إشعال مطامح مجموعات قطاعية كهذه أو تلك، سيتضحأنها خالية من المضمون.

سنة 2020 تجلب معها الذكرى ال 75 لمنظمة الأمم المتحدة، ولكن أزمةالكورونا جمدت البرنامج الروتينني، بما في ذلك اجتماع الجمعية العامةللأمم المتحدة، لهذا علينا جميعاً تحمل المسؤولية وإسماع صوتنا والوقوفإلى جانب قيم السلام والعدالة والمساواة أمام القانون، كما تم ثقديسها فيميثاق الأمم المتحدة.

* الكاتب هو رئيس كولومبياالسابق وحائز على جائزة نوبل للسلام وعضو في مجموعة زعماء الماضي “Thw Elders” التي أسسها نيلسون مانديلا