رجّحَ مدير المركز الدولي للاستشارات في حيفا، وديع أبو نصار، عدم ازدياد أعداد المتظاهرين ضد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن بضعة آلاف، وذلك رغم استمرارها للأسبوع الخامس على التوالي؛ بسبب وجود مشكلة تنظيمية للمناوئين لنتنياهو والتي قد تؤثر سلبًا على حشد المتظاهرين، بالإضافة لأزمة فيروس كورونا التي تحد من إعطاء شرطة الاحتلال تصاريح للمتظاهرين وخشيتهم في ذات الوقت من المشاركة التي قد تُعرضهم للإصابة بالفيروس.
محدودية التظاهرات
وأضاف أبو نصار في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "أتوقع صعود وهبوط أعداد المتظاهرين ضد نتنياهو وحكومته؛ وذلك لأنّ حكومة الاحتلال قد تلجأ إلى تقديم بعض المساعدات العينية للمتظاهرين من أجل تخفيف أعدادهم".
وقال: "إنّ أزمة فيروس كورونا حدت من إعطاء شرطة الاحتلال تصاريح للتظاهرات خشية من سرعة انتشار الفيروس، بالإضافة لخشية المتظاهرين من المشاركة التي قد تنقل لهم الفيروس، وعوامل أخرى ساهمت في محدودية أعداد المتظاهرين ضد نتنياهو".
وكان وزير الأمن الداخلي "الإسرائيلي" أمير أوحانا، قد قال: "إنّ الاحتجاجات ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يجب أنّ تكون محدودة"، مُردفاً: "نحن بحاجة إلى تقييد عدد الأشخاص والموقع وربما في مساحة مفتوحة أكثر"، وذلك بذريعة الإجراءات الوقائية لمواجهة تفشي فيروس كورونا.
اليسار ومحدودي الدخل ضد نتنياهو
وبالحديث عن الجهات التي تقف خلف التظاهرات ضد نتنياهو وحكومته، أوضح أبو نصار أنّ هناك نوعين من المتظاهرين، الأول من اليسار ويسار الوسط ومحركهم ملفات الفساد المفتوحة ضد نتنتياهو.
وأردف: "أما النوع الثاني من المتظاهرين يُحركهم رجال الأعمال محدودي الدخل الذين تضررت مصالحهم الاقتصادية بسبب أزمة كورونا"، مُشيراً في ذات الوقت إلى أنّ المحتجين يلتقون في نقطة واحدة الاحتجاج ضد نتنياهو وسياساته.
وبشأن دلالات رفع بعض التظاهرين صورة الشهيد إياد حلاق في التظاهرات ضد نتنياهو وسياساته، بيّن أبو نصار أنّ المتظاهرين لديهم أجندات مختلفة؛ فهناك جزء محسوب على اليسار لغير صهيوني وبعض العرب، بالنسبة لهم أنّ الدولة لم تُحقق كما يجب وبشكل جدي في استشهاد حلاق.
واستبعد أنّ يتمكن المتظاهرون من إسقاط نتنياهو سياسيًا، لأنّ الأخير "وقح" على حد وصفه، إضافةً إلى أنّ المظاهرات ضده ستزيده التصاقًا بكرسي الحكم، عبر محاولاته ضرب شرعية المتظاهرين بوصفهم باليسارين والفوضويين.
ووجه نتنياهو اتهامات للقناة 12 الإسرائيلية ببث أخبار مضللة وكاذبة، قائلاً: "إنّها تُضخّم أعداد المشاركين بالاحتجاجات في تقاريرها الإخبارية"، واصفاً إياها "بذراع لدعاية مخزية لليسار الفوضوي الهادف لإسقاط الحكومة اليمينية وزعيمها"، على حد قوله.
وتابع: "بالطبع لا يقولون كلمة واحدة عن التهديدات الصارخة بقتل رئيس الوزراء وعائلته".
سيناريوهات مستبعدة
وعن خيارات نتنياهو للخروج من أزمة التظاهرات، استبعد أبو نصار أنّ يذهب نتنياهو نحو حرب مع حزب الله؛ لإدراكه أنّها ستزيد من التظاهرات ضده، نظرًا لإمكانياته المتواضعة التي ستؤدي لخسائر فادحة.
واستدرك: "إبرامه لصفقة تبادل أسرى مع حركة حماس مستبعد أيضًا، لأنّ حماس لديها شروط واضحة إذا وافق عليها سيرفضها أنصاره من اليمين".
وشارك الآلاف من الإسرائيليين، مساء أمس، في تظاهرات مناهضة لحكومة نتنياهو، أمام مقر إقامة رئيس الوزراء في القدس المحتلة، وأمام منزله الخاص في قيسارية، وفي حوالي 250 مفترق طرق رئيسياً في جميع المدن الإسرائيلية.
ودخلت الاحتجاجات أسبوعها الخامس على التوالي، لمطالبة نتنياهو بتقديم استقالته على خلفية تهم الفساد وسوء إدارة حكومته لأزمة "كورونا" وتبعاتها الاقتصادية، وسن قوانين تحد من الحريات بذريعة مواجهة "كورونا"، وفقاً لمنظمي الاحتجاجات.
وتجمع أكثر من 5 آلاف متظاهر في شارع بلفور في القدس الغربية، مقابل مقر إقامة رئيس الوزراء الرسمي، في حين وقف نحو 20 ناشطاً يمينياً من المؤيدين لنتنياهو في احتجاج مضاد بمكان قريب.