"الثقافة" تنعي شاعر العودة والثورة هارون هاشم رشيد

الشاعر هارون هاشم رشيد
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

نعت وزارة الثقافة، الشاعر الوطني الكبير هارون هاشم رشيد، بعد وفاته صباح يوم الإثنين، في مدينة ميساساجا الكندية عن عمر ناهز (93 عامًا).

وقال وزير الثقافة عاطف أبو سيف في بيان صحفي: "إنّ رحيل الشاعر الكبير هارون هاشم رشيد خسارة للثقافة الوطنية الفلسطينية والعربية، وبرحيله تخسر فلسطين رمزًا من رموزها الإبداعية وعلمًا من أعلامها النضالية الكفاحية، الذي كرس حياته وعمره من أجل الحرية والخلاص والعودة".

وأضاف: "عزاؤنا بالفقيد ما تركه من أثر وإرث كبير في الثقافة والشعر والوعي للأجيال التي تحفظ اسم المناضل والشاعر الذي رهن حياته من أجل قضايا شعبه ووطنه".

وتقدّم أبو سيف إلى عائلة رشيد وإلى جميع المثقفين والكاتب والشعراء الفلسطينيين بالتعازي والمواساة برحيل شاعر العودة والحرية هارون هشام رشيد.

ويذكر أن وزارة الثقافة، قد اختارت الراحل رشيد شخصية العام الثقافية عام 2014، تقديرًا لدوره الفاعل والكبير في سبيل إعلاء قضية شعبنا الفلسطيني الثقافية والسياسية.

ويشار إلى أن الشاعرهارون رشيد، ولد في حي الزيتون بمدينة غزة العام 1927، ومنذ طفولته شهد على الأحداث والتطورات التي شكلت المأساة الفلسطينية، ورأى الأطفال والنساء والشيوخ يبتلعهم البحر الهائج، حيث كانت مراكب اللجوء تنقلهم إلى شواطئ غزة، بعد أن شردتهم العصابات الصهيونية عن ديارهم وأراضيهم.

من الصور التي ظلت منقوشة في ذاكرة الشاعر، صورة تلك المرأة التي رمتها نفسها في البحر الهائج، في محاولة يائسة لإنقاذ ابنها من أمواجه العاتية، ومنذ ذلك الوقت وهو يكتب شعراً مسكوناً بهموم الوطن ونكباته، وملامح الصمود وأساطير المقاومة، فخرج شعراً مقاوماً وطناً تغنت به الأجيال الفلسطينية، ولا تزال.

أطلقت عليه تسميات مختلفة مستوحاة من مراحل عذابات شعبنا فهو: شاعر النكبة، شاعر العودة، شاعر الثورة وهي تسمية أطلقها عليه الشهيد خليل الوزير عام 1967 بعد قصيدة «الأرض والدم» وأطلق عليه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة لقب (شاعر القرار 194)، كما شغل منصب مندوب فلسطين المناوب في جامعة الدول العربية.

وأصدر قرابة عشرين ديوانًا شعريًا منها (الغرباء عام 1954، وعودة الغرباء 1956، غزة في خط النار، حتى يعود شعبنا 1965، سفينة الغضب 1968، ورحلة العاصفة 1969، فدائيون 1970 مفكرة عاشق 1980 يوميات الصمود والحزن 1983، وثورة الحجارة 1991، وطيور الجنة 1998 وغيرها..

اختيرت نحو 90 قصيدة من أشعاره قدمها اعلام الغناء العربي، وفي مقدمة من أنشدوا أشعاره فيروز، وفايزة كامل، ومحمد فوزي، وكارم محمود، ومحمد قنديل، ومحمد عبده، وطلال مداح، وآخرون.

كتب أيضا أربع مسرحيات شعرية، مُثِل منها على المسرح في القاهرة مسرحية "السؤال" من بطولة كرم مطاوع وسهير المرشدي.

وبعد حرب العبور 1973 كتب مسرحية "سقوط بارليف" وقٌدمت على المسرح القومي بالقاهرة عام 1974، ومسرحية "عصافير الشوك"، إضافة إلى العديد من المسلسلات والسباعيات التي كتبها لإذاعة "صوت العرب" المصرية وعدد من الإذاعات العربية.

وله دراسات عدة، من بينها: الشعر المقاتل في الأرض المحتلة، ومدينة وشاعر: حيفا والبحيري، والكلمة المقاتلة في فلسطين.