السؤال ليس من هو الزعيم القادم ،بل ما هي الديمقراطية القادمة

حجم الخط

هآرتس – بقلم ستاف شفير

كل من شارك في المظاهرات الاسبوعية مؤخرا يجب عليه الانفعال منالقوة الكبيرة التي ولدت هناك. ونحن ما زلنا بحاجة الى المزيد من الوقت،لكن عهد نتنياهو انتهى. ومن المعروف أنه لن يقدم استقالته بارادته، لكنعندما يبدأ الاحتجاج بتوجيه النار على شركائه في الحكومة، الذينسيضطرون الى الهرب، لن يبقى أمامه أي مناص.

​الكثيرون يسألون من سيكون البديل. ويظهرون الخوف من أنالاحتجاج لم يضع لنفسه زعيم. ولكن عمليا، قوة الاحتجاج هي في تشتته. منذ العام 2011 والسلطة تبني آلة متطورة للقضاء على المنافسة. أبواقهستحطم صورة أي خصم محتمل. جهود تصفية وسائل الاعلام حولتمعظمها الى ادوات خاضعة للسلطة. الكنيست تحولت الى كاريكاتير وتمافراغها من صلاحياتها. وقد تم الاثبات بأن الديمقراطية لدينا هشة جدا.

​لذلك، السؤال ليس من هو الزعيم القادم، بل ما هي الديمقراطيةالقادمة. وشخص واحد لا يمكنه اصلاح دولة لوحده. ولكن اذا نما داخلحركة كبيرة تنظر بشكل مباشر الى الواقع ومستعدة لتغيير مسلمات قديمة،سيتولد لدينا الدعم للتغيير. اسرائيل 2020 يجب عليها تحديث صيغةبرنامجها، النسخة الثانية من الديمقراطية.

​عندما يختلط الامر لدى سلطة مركزية تمسك بأيديها جميع السلطات،فان الدولة يتم اختطافها معها. في الديمقراطية الجديدة جزء من صلاحياتالحكومة سينتقل الى السلطة المحلية، الى جانب آليات رقابة تضمن أن لاتستخدم قوتها الجديدة كوسادة للفساد. خلافات الدين والدولة يتم حسمهافي المدينة بواسطة استفتاءات شعبية للسكان. اذا ارادوا التنازل عن المجلسالديني (تكلفة سنوية اكثر من 1.5 مليار شيكل) واستخدام هذه الاموالبطريقة اخرى، سيحصلون على ذلك. واذا أرادوا زواج مدني، البلدية يمكنهاأن تجريه. ومواضيع المواصلات يجب أن يتم تحويلها من وزارة المواصلاتالمركزية الى المدن، الى جانب قلب الهرم الذي وضع المكون الشخصي علىرأسه واستبداله بعلم جديد: البقاء. في كل العالم وسعت الكورونا استخدامالدراجات بسبب الحاجة الى اجواء مفتوحة. باريس على سبيل المثال، حولتعدد من شوارعها الى مسارات للدراجات. السكان يقضون وقت اقل فيازدحامات المرور. وايضا يحافظون على الهواء وعلى الصحة.

​لا يوجد أي سبب في عدم حصول التجمعات المحلية على وزن اكبرفي ادارة جهاز التعليم الذي يجب أن يقفز خمسين سنة الى الامام، الىالحاضر. هكذا يمكن لطرق تعليم متقدمة أن تخترق النظام العام وتعرضعلى الطلاب برامج مناسبة لاحتياجاتهم في العالم الجديد.

​الكورونا علمتنا أن الزعماء الذين يكرهون الديمقراطية، بدء بنتنياهوومرورا بترامب وانتهاء ببولسونارو، فشلوا في ايجاد الثقة المطلوبة من اجلمواجهة الوباء. وفي المقابل، زعماء عملوا بشفافية مثلما هي الحال فينيوزيلندا والمانيا، استأصلوا الوباء وانفتحوا بسرعة على العالم. الشفافيةهي قاعدة للديمقراطية، ويجب أن تتحول الى معيار. اعضاء الكنيستوالجمهور سيسمح لهم بالوصول الى المعلومات الخام التي من خلالهاالحكومة تتخذ القرارات حول أي أمر لا يحتاج الى سرية أمنية. رئيسالحكومة سيكون عليه المثول كل اسبوع في الكنيست والاجابة على اسئلةالجمهور.

​في الديمقراطية المستقبلية وسائل الاعلام لا يمكنها تبرير ضعفها أمامالسلطة وأمام اصحاب رؤوس الاموال، وستضطر الى الاثبات بأن الحقيقةهامة بالنسبة لها. آليات الاعلام الجديد سيضعون لها منافس، وهي ستكونبادارة حقيقية من قبل الجمهور (300 ألف اسرائيلي اذا تبرعوا بخمسينشيكل شهريا، فيمكن ادارة قناة تلفزيونية لا توجد لها مصالح غريبة). قنواتالتلفاز سيكون لها نظام لفحص الوقائع، وعندما يشوش أحد المتحدثين العقلاثناء البث يعرضون على الشاشة البيانات الحقيقية كي يعرفها المشاهدون.

​في نهاية المطاف اسرائيل ستحتاج الى صفقة اقتصادية جديدة. شبكة أمان اجتماعية ضعيفة تساعد السلطة في ابتزاز الجمهور وأن تسلبهحريته. البيروقراطية ليست خطأ، بل هي سياسة موجهة تستهدف تقليصالاموال التي ستصل الى المواطن. الديمقراطية المستقبلية لدينا ستضطر الىأن تزيد بشكل كبير الاستثمار الاجتماعي من اجل دعم المواطنين للخروج منالازمة وزيادة قوتهم، التي فقط بفضلها هي قائمة.