قال الإعلامي الجزائري، ياسين كنطاش، "إنّ جزائر الثورة والعز والكرامة تشذ مطلقاً عن معهود وقوفها إلى جانب أشقائها العرب كلّما ألمت بهم مصيبة، ففي الحروب العربية الصهيونية كان جيشها هنا يقاتل مع الجيوش العربية، ورفع رئيسها الراحل هواري بومدين الشعار الذي يرشح عزاً "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، وحين جار العالم بما فيه قسم كبير من النظام العربي على سوريا، بقيت الجزائر تُصارع شبه منفردة مع العراق ولبنان إلى جانب سوريا الدولة والتاريخ والشعب بغض النظر عن رأي هذا الطرف أو ذاك بالسلطة أو المعارضة، وفتحت أبوابها للنازحين السوريين، وكذلك فعلت مع العراق وكل قضية عربية".
وأضاف كنطاش في تصريح وصل وكالة "خبر" يوم الأحد: "كيف ننسى تلك اللحظات التي تبارز فيها فريق كرة القدم الفلسطيني مع نظيره الجزائري على أرض الجزائر، فهبّ الجزائريون يُناصرون فريق فلسطين لا فريق بلادهم، في سابقة لم يشهد العالم أبداً نظيراً لها، كيف ننسى رفعهم أعلام فلسطين في عز ثورتهم الشعبية التي أطاحت بالسلطة وفسادها".
وتابع: "ها هي جزائر اليوم، أيّ الجزائر التي انتصرت فيها الثورة الشعبية بعد أكثر من 60 عاماً على ثورتها المجيدة التي دغدغت مخيلة كل عربي، تقف إلى جانب لبنان، وتُجاهد يومياً لرفع الظلم عنه والوقوف إلى جانبه إنّ كان "ظالماً أو مظلوماً" بغض النظر عن طبقته السياسة ومساوئها والتي ارتاحت الجزائر من مثيلتها".
وأردف: "لعلّ الصورة المخزية للبنانيين هي أنّهم يُطالبون الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بإعادة الانتداب للبنان، والتي جرحت مشاعر الكثير من الجزائريين"، مُضيفاً: "الجزائريون رغم أنّ 5 ملايين شخص منهم يحملون الجنسية الفرنسية، إلا أنّ كلمة "انتداب" تُثير عندهم الغضب والقرف، وذلك لأنهم في هذا الوطن العربي الكبير ذاقوا مر الاحتلال والانتداب والاستعمار لأكثر من 130 عاماً، ولم يخرجوا منه مرفوعين الهامات والرؤوس إلا بعد مليون ونصف مليون شهيد".
وختم كنطاش حديثه، بالقول: "لقد تذكّرنا أمس الفيلسوف وعالم الاجتماع والمفكر الجزائري الكبير مالك بن نبي رحمة الله عليه حين تحدث عن قابلية الاستعمار عند بعض الشعوب، حيث يصبح تبرير الذل سهلاً ودوس الكرامة للحصول على مكرمة أمراً عابراً أو وجهة نظر".