عن ضربة الإمارات

صلاح هنية.jpg
حجم الخط

بقلم: صلاح هنية

سياسياً واستراتيجياً الأكثر جدوى إحداث تدخل قبل وقوع الكارثة. وهذا ينطبق على حالنا فلسطينياً واستثمار بُعدنا القومي والإسلامي ومجالنا الحيوي، اليوم فهم الناس لماذا رفضت السلطة طائرة المساعدات الإماراتية الآتية عبر مطار اللد، ولكن عدم التفسير لم يسعف الشعب الفلسطيني أن يعرف السر.
ما هي الجدوى سياسياً عندما تقدم مراجعة فلسطينية عن الانجازات الدبلوماسية ومحاصرة الاحتلال دبلوماسياً في كل العالم، ونخترق بهذا الاختراق المبرمج ومعروفة بعض خلفياته الاستفزازية، ولكننا لا نتقدم الى الأمام، وبعد كل كارثة تصيب قضيتنا لا نخرج اقوى بل نعود لذات النقطة نذهب صوب المايك لنقول إن العالم معنا ونقطة.
وباتت حملة مقاطعة إسرائيل تكرر ذات خطأ العمل الرسمي الفلسطيني وتصف نفسها بأنها تسيطر على خارطة العالم وأنها تحقق تقدماً غير مسبوق، ونضع الخارطة لنقول انظروا نحن مايسترو كل هذا التغير في العالم، ومن ثم تقع الكارثة مرة أخرى.
وباتت الناس لا تمتلك الا أن تندب بختها وتستخدم ذات العبارات التي تعبر عن غضبها المحتقن أصلاً (يا وحدنا) والاستنجاد بخطيب الجمعة ليفش خلقهم والإصرار على أن يقدم موجة مفتوحة تؤكد اننا صامدون، ويذهب البعض صوب استحضار نموذج الانتفاضة الأولى أو نموذج الأسير القائد مروان البرغوثي في انتفاضة الأقصى، ومنا من يستعين بنموذج حصار القائد المؤسس ياسر عرفات بالرهان على الشعب الذي سيطلب منه أن يخرج بقضه وقضيضه ليرفع الصوت عالياً. ويصبح النقاش «الكورونا» وين راحت!!! مسموح لناس وناس!!! ونرجع لذات المربع: انا اقف عند تلك النقطة ولا أتزحزح وأنت كذلك.
نحن بحاجة اليوم الى استنهاض الحالة الوطنية الفلسطينية ضمن أوسع جبهة وطنية فلسطينية مجمعة على الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، حق تقرير المصير، العودة، ولنعلِ شعار «عاش النضال الوطني الموحد»، ولنتفق على ما نتفق عليه وليعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا عليه، وهو قليل ومحصور، استنهاض الحالة ليس عبر التحرك عن بعد، ولا عبر وجوه للاستخدام لمرة واحدة، وهي عنصر اختلاف في اللون الواحد وهي كذلك على المستوى الوطني العام.
استنهاض لا يرتكن على موظفي الحكومة الذين يبحثون عن مبرر للمغادرة، أو محكومين بنظام إداري يدعي أن هناك عملاً كثيراً ومكثفاً (والحكي مش زي الشوف) بالتالي لا نستطيع أن نخرج كل الموظفين، بل يرتكز على القواعد التنظيمية التي تتدافع إبان المؤتمرات الحركية لتكون فيها، وتتدافع لاحتلال موقع متقدم في قوائم انتخابات البلدية، وقوائم انتخابات النقابات المهنية، يرتكز على مؤسسات المجتمع الأهلي والاتحادات الشعبية، الحركات الشبابية التي اطلقت مشاريع ريادية وتجمع الناس فيها وتنشط خلالها.
اليوم بات ملحاً أن تتغير الأمور .....
اسمعونا ... اسمعونا ... اسمعونا .... والله صراخنا معكم وليس ضدكم، فقط اسمعونا ولا تسمعوا عنا.
تضلوش تفكروا كثيراً من سيغضب منا ومن سيفرح، بل ضعوا مصلحتنا الوطنية فوق كل شيء، وما تقنعونا رغم حالة الحجر السياسي والدبلوماسي الذي وضعتم أنفسكم تحته، الا أنه كان بالإمكان أفضل مما كان، وحتماً كانت هناك لغة خطاب يفهمها كل من يخطط لطعن الشعب الفلسطيني من ظهره في صميم قضيتنا الوطنية، وكان بالإمكان ايصالها مباشرة وبوضوح.
دعوكم من عادة ان الناس تسير عبر المحرك عن بعد، ليس لأن الناس تراجعت عن حقوقها الوطنية الثابتة وعلى رأسها الخلاص من الاحتلال وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس، بل لأن الناس ملت الهبات التي لا تنتج و»تبنشر» بسرعة وتغيب ولا تراكم.
خاطبنا الحكومة صراحة وبالإشارة: لا تتيحوا المجال للإمارات أن تقوم بالاستحواذ على مشروع الأضاحي، وكان صندوق الزكاة الفلسطيني أكثر وضوحاً قبل عامين عندما «فلسطن» الأضاحي عبر مؤسسات خيرية فلسطينية، الا أنها عادت لحضن الإمارات مرة أخرى بعد أن استحوذت الإمارات بداية «الكورونا» على رش وتعقيم الشوارع وأحضرت مضخة  لتعقيم الشوارع لم نكن بحاجة إليها.