سلّطت الصحف الإماراتية، الصادرة اليوم السبت، الضوء على الاتفاقية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بين الإمارات و"إسرائيل".
وعنونت صحيفة الوطن الإماراتية صفحتها اليوم بـ"محمد بن زايد صانع سلام الشجعان"، كما نقلت عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قوله: "في اتصالي الهاتفي اليوم مع الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، تم الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية".
وأضاف: "اتفقت الإمارات وإسرائيل على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولاً إلى علاقات ثنائية، ومن شأن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي أنّ يُعزز السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو شهادة على الدبلوماسية الجريئة، وعلى شجاعة الإمارات العربية المتحدة لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة في المنطقة".
عبدالله بن زايد
قال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي: "إنّ وقف ضم الأراضي الفلسطينية يفتح آفاقاً جديدة للسلام والاستقرار في المنطقة".
وأضاف في تغريدة عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "إنّ إعلان الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة وإسرائيل عن اتفاق يوقف ضم الأراضي الفلسطينية انفراج كبير في العلاقات العربية الإسرائيلية وإنجاز دبلوماسي مهم ويفتح آفاقاً جديدة للسلام والاستقرار في المنطقة".
الإمارات والقضية الفلسطينية
كتب المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات، جلال الريسي، في صحيفة الوطن، تحت نفس العنوان: "وضعت دولة الإمارات منذ تأسيسها القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية".
وتابع: "وهو نهج أسس له المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتسير على خطاه القيادة الرشيدة التي تكرس الجهود كافة، لإحلال قيم العدالة والسلام".
وأردف: "اتساقاً مع هذا النهج جاءت الخطوة الإماراتية المتسقة مع مبادرة السلام العربية الهادفة إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وتكثيف الجهود الدولية والإقليمية، الهادفة إلى تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية ومبادئ مدريد".
صحيفة الاتحاد الإماراتية
بيّنت صحيفة الاتحاد الإماراتية أنّ عواصم عربية وعالمية رحّبت بالخطوة الإماراتية؛ كونها تأتي تتويجاً لإنجازاتها الدبلوماسية على المستوى العالمي، حيث سيعزز هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو شهادة للدبلوماسية الجريئة والرؤية التي تحلى بها القادة الثلاثة.
وأردفت: "أشادت دول العالم بهذا الانفراج الدبلوماسي، حيث ستتوقف إسرائيل بناء على طلب الرئيس ترامب، بدعم من دولة الإمارات، عن خطة ضم أراضٍ فلسطينية، وفقاً لخطة ترامب للسلام".
وفي العنوان ذاته، أوضحت افتتاحية صحيفة الاتحاد، أنّ ردود الفعل الترحيبية بمعاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، تعكس ارتياح المجتمع الدولي، لقرار وقف مخطط "الضم الإسرائيلي" للأراضي الفلسطينية، وإحياء آمال كادت تتبدد لإعادة إطلاق مفاوضات حل الدولتين.
وأضافت: "التأييد من الأشقاء العرب وفي مقدمهم سلطنة عمان ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية، ومن الأصدقاء في أمريكا وأوروبا وآسيا، يؤكد على التفاؤل في إمكانية تحريك عملية السلام في المرحلة المقبلة بما يخدم تطلعات شعوب المنطقة في استدامة دعائم الأمن والاستقرار".
ولفتت إلى أنّه بُعد استراتيجي شفاف للإمارات، يقدره من يريد للسلام إنجازاً حقيقياً، وليس شعارات جوفاء لمزايدات كاذبة تصدر من دول مارقة لا تعرف سوى لغة الخداع والكذب والنفاق.
وقالت: "رؤيتنا واقعية وجريئة وواضحة لمستقبل أكثر أمناً وسلاماً، شجاعة نفخر بها من قائد استثنائي، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي استلهم الحكمة من المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه".
كما كتب رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، حمد الكعبي: "آن لهذه المنطقة أنّ تنعم بالسلام والاستقرار والتنمية، فقد فتكت بها الصراعات والتوتر طوال العقود الماضية، وضاعت فرص كثيرة في سبيل إيجاد الطريق الصحيح الذي يصل بالناس إلى حياة مزدهرة، ويجعل الأمل ممكناً في أعقاب الانغلاق والجمود والتشدد في مواقف الدول.. والجميع في هذه المنطقة يتحمل المسؤولية عن أجيال متعاقبة، أنهكتها نزاعات طويلة انعكست سوءاً على كافة مظاهر وتفاصيل الحياة".
وتابع: "الإمارات وعبر تاريخها الطويل، تمسكت بالسلام، وكانت وما تزال وستظل مع الحقوق العربية المشروعة في الصراع العربي الإسرائيلي، ومع حقوق الشعب الفلسطيني، والدبلوماسية الإماراتية جزء من كل الجهود التي شهدتها المنطقة لإحلال سلام عادل ومشرف، واستثمرت كل إمكاناتها في هذا الاتجاه، وعندما تستجيب دولتنا اليوم لمنطق الصراع الذي ينتهي بالسلام مع حفظ الحقوق.. فإنها تعكس مواقف صلبة وتاريخية وشجاعة في وقف خسائر المنطقة عند هذه النقطة، وتقدير المصالح العربية بمنتهى الواقعية السياسية حفاظاً على مصالح شعوبها".
العالم والإمارات
تناولت صحف الإمارات الترحيب بالبيان الإماراتي الأمريكي "الإسرائيلي"، حيث كتبت صحيفة البيان: "تواصلت ردود الفعل العالمية المرحبة بالاتفاق الإبراهيمي (معاهدة السلام بين دولة الإمارات وإسرائيل)، حيث جرى التأكيد خلال هذه المواقف على أن المعاهدة خطوة نحو استقرار الشرق الأوسط وتقليل عدد النزاعات المشتعلة في المنطقة.
وأردفت: "وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية بأنها عظيمة، والعالم كله يرحب بها.إلى ذلك، وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إنّ الولايات المتحدة ترحب بمعاهدة السلام، وإنها خطوة مهمة نحو استقرار الشرق الأوسط ولحظة طيبة للعالم وأمنه.في السياق".
وقالت متحدثة باسم خدمة العمل الخارجي الأوروبي في بروكسل: "إنّ الأنباء الواردة من دولة الإمارات وإسرائيل ممتازة ونشيد بها، وإن العلاقات هي لصالح البلدين والاستقرار الإقليمي".
ورحب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بالاتفاق الإبراهيمي، معتبراً ذلك خطوة تاريخية.وفي فرنسا، رحّب الرئيس إيمانويل ماكرون بالمعاهدة، معتبراً أنه قرار شجاع من جانب دولة الإمارات.
كما أعلنت إيطاليا عن ترحيبها بإقامة العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، ورحبت مملكة بلجيكا رسمياً بمعاهدة السلام، وأكّد المتحدث الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية الهندية في بيان دعم الهند للسلام والاستقرار والتنمية في غرب آسيا، وأيضاً رحبت اليابان بالبيان المشترك بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات وإسرائيل.
وكتبت صحيفة البيان في الافتتاحية، تحت نفس العنوان: "الترحيب الدولي المتصاعد بالإعلان الثلاثي، الإماراتي الأمريكي الإسرائيلي، والذي يفتح آفاقاً جديدة للسلام في الشرق الأوسط، يُبرز الدور القيادي والرؤية المتفردة، لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، في العديد من القضايا، التي لعب سموه فيها دوراً محورياً في رأب الصدع، ولم الشمل، وتقريب وجهات النظر بين عديد الدول، لما يحظى به سموه، كزعيم عربي استثنائي، من ثقة ومكانة خاصة لدى قادة العالم".
وتابعت: "يُعبر القرار الشجاع الذي اتخذه سموه، في المضي على طريق السلام، عن واقعية نحن في أمسّ الحاجة لها، فمبادرة محمد بن زايد الجريئة أبعدت شبح ضم الأراضي الفلسطينية، والتي كانت مفاعيله، إن تحققت، كفيلة بأن تنهي أي فرصة للسلام، وبالتالي مزيداً من صِراعات، هي آخر ما تحتاجه المنطقة، الغارقة في مشكلات الوباء والكوارث والتسلّح والتدخلات الإقليمية".