المخرج الاخير للرجل من بلفور

حجم الخط

هآرتس – بقلم عوزي برعام

بنيامين نتنياهو توجه برسالة وقحة للمستشار القانوني للحكومة، للدفاع عنه من قتلة واشخاص محتملين يمكن أن يضروا به. نتنياهو يعرف أن يغئال عمير ويونا ابروشمي وعامي بوبر، ترعرعوا في أصص اليمين، مثل يعقوب تايتل الذي اراد اغتيال زئيف شترنهل. هو المحرض والمقصي، الذي هدر لسنوات دماء معارضيه، يتجرأ على قول اقوال قاسية ضد افيحاي مندلبليت، المهدد أكثر منه. بعد أن حرض اجزاء من الجمهور ضده، الآن يهدر دمه. الحديث يدور عن شخص عديم الحدود، يحول كل منتقد ومعارض الى عدو. يبدو أن الاحتجاجات تثقل عليه، وهذا الامر يوضح اهميتها وعدالتها.

​رئيس الحكومة يصف المتظاهرين بـ “الفوضويين” الذين يعادلون ربع مقعد، ولكنه مخطيء. الاحتجاج يشمل الكثير جدا من الاشخاص. من يتظاهر على مفترقات الطرق وشهد صفير التأييد يعرف أنه وقع شيء ما في اسرائيل. نتنياهو لا يعرف كيف يرفع عن نفسه الاحتجاج ويعتقد أن حملة انتخابات ستخرج الى الشوارع مؤيديه المختبئين. هو يعرف أن مؤسسة ضخمة لشركات حكومية وتعيينات ستقف الى جانبه، حيث أن ضائقته هي ضائقتهم.

​هذه المرة خرج شباب كثيرون من حالة عدم التدخل السياسي. هم المتضررون. لقد خبروا عجز الحكومة في معالجتها الشعبوية للوباء وشهدوا الخطة الاقتصادية لاعطاء المنح من صندوق غير مسجل. هؤلاء الشباب ليسوا حلفاء تلقائيين ليئير لبيد أو بني غانتس. كل استطلاع عميق يثبت أنه في جمهور الشباب، حتى جيل 30 سنة، الدعم لليمين راسخ. مع ذلك، عندما يعرفون انفسهم سياسيا لن اكون مندهشا اذا شكلوا قائمة احتجاج تعكس خيبة امل عدد كبير منهم، الاقتصادية والاجتماعية.

من وجهة نظر نتنياهو ليس امامه خيار آخر، عليه أن يذهب الى انتخابات قريبا. هناك من يطورون اوهام غير واقعية بالنسبة لخطواته، لكن من ليس لديه موانع اخلاقية لينتهك اتفاق سياسي موقع، ليس لديه ايضا موانع اخلاقية لاعطاء الاولوية للمصلحة الذاتية على الصالح العام. لا يجب أن نعطي اهمية لافعاله، مثل تأييده لمشروع قرار عضو الكنيست تسفي هاوزر، بتأجيل موعد تقديم الميزانية. هذا فقط مناورة اخرى استهدفت تشويش الجمهور، بحيث لا يفهم معنى خطواته. نتنياهو يقود بلا خجل سياسة تحايل دائمة، ليس لديها رد مناسب، لأنه لا يوجد سياسي يفكر مثله.

اجل، ليس لدي شك تقريبا بأن الانتخابات سيتم تقديمها، الا اذا وجد اشخاص منشقون لملء الصفوف. ليس هناك احتمال حقيقي لسن قانون شخصي ضد نتنياهو في الوقت الذي فيه رئيس الكنيست هو ياريف لفين الذي في جعبته طرق كثيرة لتأجيل كل نقاش. نتنياهو يخاطر، حيث أن الانتخابات في هذا الوقت من شأنها أن تؤدي الى ضموره السياسي، وليس بالتحديد الى انتعاشه. هو من شأنه أن يخطيء لأنه ليس بالامكان توقع ابعاد وباء الكورونا أو اضرار الازمة الاقتصادية. كل ذلك سيشجع الاحتجاج العام الذي سيزداد رغم مظاهر العنف التي ستظهر مقابله.

القرار الشخصي والمجنون للذهاب الى انتخابات سيوقع بالدولة معركة صعبة، لكن الرغبة الجارفة لاحداث تغيير في الحكم لا تنبع هذه المرة من خصومات قديمة وطويلة. هي نتيجة مبادرات جديدة وواعدة لجمهور يرى الفساد الحكومي، والكذب الفاضح ويريدون وقفه.