قال رئيس المجلس الفلسطيني الاقتصادي العالمي، د. عدنان مجلي، إن اتفاقية السلام "الإماراتية - الإسرائيلية" ليست حدثاً عادياً، واصفًا إياها بالـزلزال السياسي، الذي سيكون له توابعه الكبيرة على القضية الفلسطينية.
وأضاف مجلي خلال بيان صحفي وصل "خبر": "إنّ اتفاقية السلام الإماراتية - الإسرائيلية ليست حدثاً عادياً، وهي زلزال سياسي، سيكون له توابعه الكبيرة على القضية الفلسطينية".
وبيّن أنّ الاتفاقية تُشكّل تحولاً تاريخياً ينقل المنطقة إلى واقع سياسي جديد، تُبنى فيه التحالفات على أساس المصالح وليس على الخطوط الحمراء القديمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وأكّد على وجود جيل جديد من القادة في منطقة الخليج، ليس مرتبطاً بالقدس والقضية الفلسطينية مثل جيل الآباء والأجداد، مُردفاً: "لذلك رأينا ما ذهبت إليه الإمارات وغيرها، بالاتفاق مع إسرائيل سراً وعلناً، من أجل مصالحهم السياسية مثل مواجهة النفوذ الإيراني والتركي المتزايد في المنطقة، دون أي اعتبار للقضية الفلسطينية".
وتابع: "يوجد قوى إقليمية كبرى تتنازع في النفوذ على المنطقة، بالإضافة إلى مشاريع كبرى لهذه الدول الإقليمية الكبيرة، والغائب الوحيد هو المشروع العربي".
وأردف: "تركت الخطوة الإماراتية، وما سيتبعها من اتجاه المزيد من الدول العربية إلى إقامة علاقات مماثلة مع إسرائيل، والتي تركت الفلسطينيين وحيدين تماماً".
وأوضح مجلي، أن شعبنا أقام رهاناً كبيراً، منذ عهد الزعيم الراحل الخالد ياسر عرفات، على مبدأ الأرض مقابل السلام، والتطبيع العربي الكامل مقابل الانسحاب الكامل، بحيث تحصل إسرائيل على السلام والأمن والتطبيع وتُبقي على احتلالها للأرض الفلسطينية واليوم خسر الفلسطينيون هذه الورقة المهمة، وربحها نتنياهو الذي يُخاطب شعبه، بالقول: "لقد قلت لكم إن السلام والتطبيع مع العرب لن يكون ثمنه الأرض"، ما يجعل الفلسطينيين بمفردهم في الميدان.
ودعا الرئيس محمود عباس إلى القيام بانعطافة داخلية وخارجية فورية لمواجهة هذا التحول، من خلال توحيد قوى شعبنا، وجمع عناصر قوته، وأولها بناء مؤسساته الديمقراطية، وتوحيد كل القوى في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وإنهاء الانقسام، وإشراك الشباب والكفاءات في المؤسسات الوطنية، وإعادة إحياء المجلسين التشريعي والوطني وجعل الشباب الفلسطيني يأخذون زمام المبادرة والقيادة.
واستطرد: "لقد توقفنا منذ زمن عن زيارة الدول العربية، وعقد اللقاءات التشاورية مع القادة العرب، فالعلاقات الشخصية مهمة جداً في صنع السياسات بالمنطقة العربية، وعلينا تعزيز علاقاتنا مع قادة المملكة العربية السعودية ومصر والبحرين والسودان وكل دول المنطقة".
وختم مجلي حديثه، بالقول: "علينا بذل جهود لإحياء الدعم الشعبي العربي، وهذا لن يأتي إلا إذا قدمنا للجماهير العربية نموذجاً لنظام سياسي يطمح له الإنسان العربي، يقوم على الديمقراطية والشفافية وحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، وبدون ذلك فإنّ إسرائيل ستدخل إلى قلب العالم العربي، وستُفقدنا عمقنا العربي، وتفرض علينا الحلول التي تريد ".