هكذا بنيامين محتالياهو تلاعب بالبيانات لصالحه

حجم الخط

هآرتس – بقلم نحاميا شترسلر

في يوم الاحد خرج مكتب الاحصاء المركزي ببيان دراماتيكي: الناتجالمحلي انخفض في الربع الثاني من السنة بـ 28.7 في المئة بحساب سنوي– هذا رقم قياسي غير مسبوق. وسائل الاعلام اهتزت. فهي لم تشاهدبيانات سيئة كهذه في أي يوم من الايام. المتحدثة بلسان المكتب قالت إنالنمو في السنوات الاربع الاخيرة شطب وعدنا للعام 2016. ما الذينحتاجه اكثر من ذلك كي نكون قلقين جدا؟.

​ولكن عندها تلقيت بيان نتنياهو ووجهي اضاء: “لقد تلقينا الآن بشرىاقتصادية هامة جدا…” – افتتاح احتفالي يشير الى استمرار ايجابي – “المكتب نشر أن الانخفاض في الانتاج في الربع الثاني من العام كان 7.8 في المئة“. تجمدت في مكاني. ماذا حدث هنا؟ لماذا يكذب المكتب؟ من أينجاءت هذه الفجوة الضخمة بين البيانات؟ فحصت هنا وسألت هناك وتبين ليأن المكتب ينشر دائما، بدون استثناء، بيانات النمو بحساب سنوي، سواءفي الازمة أو في حالة الازدهار على حد سواء. ايضا في هذه المرة نشرالانخفاض في الربع الثاني بـ “حساب سنوي“. ولكن نتنياهو شاهد هذاالرقم وخاف، 28.7 في المئة؟ سيكون هناك من يشكون بأني فشلت، (الامرالذي هو صحيح حقا).

​عندها وبسرعة هب لمساعدته المستشار البروفيسور آفي سمحون،الاقتصادي الذي تحول منذ فترة الى سياسي. سمحون اتصل مع المكتبوسأل سؤال وخرج برقم مختلف تماما. ناقص 7.8 في المئة، هي نسبةالانخفاض بين الربع الثاني من العام 2019 والربع الثاني من العام 2020،دون “حساب سنوي” أو بطيخ. حينها سيكون من الصحيح أن الامر يتعلقبرقم لم ينشره المكتب على الاطلاق. وصحيح أيضا أنه لا يظهر في بيانه؛وماذا في ذلك؟ هذا الرقم مهم بشكل خاص بالنسبة لبيبي. كيف سنبني دولةمع اثنين مثل هذين الشخصين.

​لقد كانت لبيبي في هذا الاسبوع مشكلة اخرى، هذه المرة مع اليمين. ترامب الخائن أبلغ بشكل مفاجيء الحقيقة عن الصفقة: “اسرائيل تنازلت عنالضم… وهذا الموضوع نزل عن جدول الاعمال“. في المقابل، حصلت علىتطبيع مع اتحاد الامارات. نتنياهو لن ينفعل. من اجل ارضاء رؤساء اليمينالذين هاجموه بسبب التنازل عن الضم أعلن: “السيادة لم تشطب من جدولالاعمال… لقد جلبنا سلام مقابل سلام. هذا هو اتفاق السلام الثالث…”. هلهذا صحيح؟ ألا توجد حدود للالاعيب والخداع؟ فالسيادة في المناطق شطبتتماما من جدول الاعمال. حتى قبل توقيع الاتفاق مع اتحاد الامارات أعلمترامب أبو مازن بأن الضم قد انتهى.

​نتنياهو ايضا لم يجلب “سلام مقابل سلام“، بل جلب “سلام مقابلمناطق“. والمناطق هي الغور والمنطقة ج التي تم الغاء ضمها.

​ايضا الحديث لا يدور عن “اتفاق سلام ثابت“. يوجد سلام مناحيمبيغن مع مصر، ويوجد سلام اسحق رابين مع الاردن ويوجد ايضا اتفاقاوسلو لشمعون بيرس ورابين، التي بدونها لم يكن ليحدث أي شيء معالامارات. هذا هو الاساس الذي وضع قبل 27 سنة والذي عليه بني التطبيعمع أبو ظبي. لأنه منذ اتفاقات اوسلو توجد للامارات علاقات خفية معاسرائيل، التي تحولت الآن الى علنية. هذا ليس اتفاق سلام مع عدو تحولالى صديق.

​ولكن ذروة التحايل تم الكشف عنها عندما سئل نتنياهو عن عدم ابلاغهغانتس واشكنازي عن الاتفاق الآخذ في التبلور، وأجاب بوقاحة بأنه خافمن أن يتحدثا مع “مقربين” وأن تصل المعلومات الى ايران التي كانتستخرب العملية. هذا جنون مطلق. بارانويا. هكذا يتهم بهذا الشكل وبدوناساس رؤساء اركان سابقين كانت في أيديهم جميع أسرار الدولة؟.

​ولكن كما هو معروف، من ينقصه العقل هو مجنون. نتنياهو هو اكبرالمسربين. فقد سرب في عملية الجرف الصامد عرض سري للجيشالاسرائيلي من اجل مصالحه السياسية. وكرئيس للمعارضة قام بتسريبحقيقة أن اسرائيل قامت بقصف المفاعل النووي في سوريا، الامر الذيتسبب لنا بأضرار كبيرة.

​أمس عاد الى عروضه السحرية: “نحن نعمل على التوصل الى رحلاتجوية مباشرة الى أبو ظبي ودبي“. هيا يا أصدقائي، هيا نعود الى الحياةالسعيدة، الى الرحلات الجوية والى رحلات التسوق وليذهب الـ 800 ألفعاطل عن العمل والنمو السلبي الفظيع الى الجحيم.