بعد الولادة تتعطل بشكل أو بآخر الحياة الجنسية للوالدين، إذ أنه برغم فرحة الولادة فإن بعض المشاكل الجنسيّة قد تترتب عنها. فكيف يعود الشريكين إلى علاقتهما الطبيعية بعد تغيّر جسم المرأة ورغبة الرجل على السواء؟ وكيف يعود الانسجام الجنسي إليهما؟
تغيّر النظرة إلى المرأة بعد الولادة، لن يستأنف الزوجان حياتهما الجنسية على الفور. أولاً لأسباب صحيّة (جراح الولادة...)، لذلك ينصح الاختصاصيون الأهل الشابين بانتظار ستة أسابيع على الأقل قبل أن يعودا إلى ممارسة الجنس. في بعض الحالات، قد تكون هذه الفترة غير كافية. إذ ثمة تعب متراكم إضافة إلى عقبات تختلف من حالة لأخرى. وأوضح الاختصاصي جيرار "قد يصاب الرجل بدوره بصدمة جراء الولادة، حتى من دون وعي بسبب الضغط وحضوره خلال العمليّة".
وعلاوة على ذلك "فإن المشهدية المرافقة للرغبة عادة ما تترافق وصور الدماء والألم والبكاء، وتترك بصمة في دماغه". ويضيف الاختصاصي "لحسن الحظ، يحدث للرجل أن يتجاوز هذه الحالة، من خلال الرغبة الجنسية المتزايدة لديه". وفي الوقت نفسه، "فإن المرأة لديها أيضاً ذاكرة مؤلمة عن الولادة. ناهيك عن نظرتها لنفسها (زيادة الوزن، تغيّرات الصدر، علامات تمدّد الجلد ...)، ولذلك فمن المهم أن "يطمئنها زوجها ويكون إلى جانبها ليساعدها في التصالح مع جسدها. ينبغي أن يذكرها بأنوثتها من خلال تقديم الهدايا مثل العطور، والمجوهرات والملابس".
إضافة إلى أن نظرة الرجل إلى المرأة تتبدّل حتماً، وهذا ما يشرحه الاختصاصي "ينظر إليها كأنها والدته لأنها أنجبت طفلاً وأصبحت أماً. وهو ما يعرف بجدليّة سفاح القربى". ثم تبرز مشكلة أخرى: الاندماج مع الطفل الجديد، حيث إنه من الطبيعي أن تكرّس الأمهات الشابات حياتهنّ لصغيرهنّ وكيفية الاهتمام به. وهذا الأمر تحديداً يجعل الرجل غيوراً ورافضاً للفكرة.
ووفقًا لجيرار فإن "المرأة تقدم على الزواج من أجل إنجاب طفل. وبمجرد أن تنجب طفلها الأول، فإنها لا شعوريا ستتوقف عن النظر إلى الرجل على أنّه الحبيب". ويشير الاختصاصي أيضا إلى "أن الأمهات الشابات تملن إلى إهمال أنفسهنّ - ما يمكن أن يكون سبباً لخيانة الزوج - لذلك عليهنّ الحفاظ على جمالهنّ والاعتناء بأنفسهنّ إلى أقصى حد ممكن". تجديد العلاقة وتغييرها بعد الحمل، العنوان الرئيسي هو العطف والحنان. وفقا لجيرار، ينبغي على الآباء الشبّان ألاّ يبخلوا بملاطفة نسائهم (تبادل النظرات، البقاء أكثر وقت ممكن قريبين جسدياً).
وخلاصة القول إن العلاقات تصبح أكثر حسيّة منها جنسيّة. إذ يتحوّل الحب إلى فنّ ولليدين العمل الأول فيه". ويضيف الاختصاصي "على الرجل أن يشيد بأنوثة رفيقة دربه مع ضرورة الابتعاد عما يضايقها من حركات لأن الوضع تغيّر الآن. والأهم أن "يخترع" مداعبات وقبلات ذات نوع جديد مليء بالعطف".
لا يجب أن ننسى أن حدث الولادة بحدّ ذاته متعة للشريكين معاً، خصوصاً ما يتعلّق بجسد المرأة وبتبعاته من اهتمام بالطفل الذي يوقظهما في ساعات متأخرة من الليل. سيتراكم التعب وبناء على ذلك تنخفض الرغبة الجنسية لدى الاثنين. فما الحل؟ يقول الاختصاصي "الحل هو الاستمرار في عناقهما خلال نومهما مع الانتباه إلى الوضعيّة التي تلائم جسد المرأة المنهك. وعلى الشريك أن يراعي المرأة، وألاّ يقدم على حركات مباغتة أو مؤلمة". -