صحف عبرية: الفلسطينيون وحدهم من يقررون واسرائيل باتت متلقية و"العنف" سيتصاعد

ييي
حجم الخط

 قال مُحلل الشؤون الفلسطينيّة في موقع (WALLA) الإخباريّ-الإسرائيليّ، آفي أيسخاروف، الذي جزم بأنّ الفلسطينيين هم الذين يضبطون الإيقاع: هم الذين يُقررون، قال المُحلل، متى يجب البدء بالعمليات ضدّ إسرائيل، وهم، وليس أيّ عاملٍ آخر، الذين يتخذّون القرار متى وكيف يُوقفون موجة العنف، على حدّ تعبيره، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ إسرائيل باتت المُتلقيّة، وليست المُبادِرة، بحسب أقواله. 

وللتدليل على ذلك، يكفي في هذه العُجالة الإشارة إلى ما نقلته اليوم الخميس صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة في صفحتها الأولى، عن عددٍ من الإسرائيليين، داخل الخّط الأخضر، الذي قالوا للصحيفة: لا يُمكن أنْ نعيش على هذا المنوال في دولتنا، لقد فقدنا الأمن، وفقدنا الشعور بالأمان، على حدّ وصفهم.


في السياق عينه، رأى المعلق العسكري في صحيفة “هآرتس″، عاموس هارئيل، أنه في جلستي المشاورات الأمنية التي عقدها نتنياهو خلال أقل من 48 ساعة، منذ عودته من نيويورك، لم يكن هناك أي سبب لتوقع بشائر كبيرة، مشيرًا إلى أنّ القيادة الإسرائيليّة ستواصل إطلاق التصريحات الحازمة في مواجهة الإرهاب الفلسطيني، على أمل أنْ يؤدي ذلك إلى تخفيف غضب المستوطنين المتصاعد إزاء موجة العمليات الأخيرة.

 ولفت هارئيل إلى أنّ الخطوات الأساسية التي أُقرَّت حتى الآن، من بينها زيادة الاعتقالات الإدارية وهدم البيوت، ليست إلا بضاعة قديمة يواصل نتنياهو تسويقها للجمهور. ولم يرَ هارئيل في هذه الخطوات انقلابًا كبيرًا، وأنّ رئيس الحكومة يأمل أن يكون الرد الحالي كافيًا للمساعدة على تهدئة الأجواء تدريجيًا. وقارن بين نتنياهو ووزيره يسرائيل كاتس، مشيرًا إلى أنّ الأول أكثر حكمة في توجهه من الثاني الذي اقترح عشية العيد القيام بعملية “السور الواقي 2″، والذي نشرته “إسرائيل اليوم” كعنوان رئيسي نقلاً عن مصادر الهوية.


وأوضح هارئيل أنّ غالبية المشاركين في العمليات القاتلة وفي المواجهات العنيفة ليسوا جزءً من قواعد منظمة، بلْ شبان مستقلون يخرجون للدهس والطعن أو رشق سيارات المستوطنين بالحجارة، بدافعين رئيسيين: اتهام بالعمل على تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي، رغم نتنياهو الذي لا يصدقونه، والغضب بسبب قتل أبناء عائلة دوابشة في قرية دوما قبل نحو شهرين، الذين حتى اليوم لم يُعتقَل قاتلوهم اليهود.


وانتقد هارئيل، دعوة وزير الاستخبارات، كاتس، إلى شن عملية سور واقٍ أخرى، لأنها ستؤدي إلى تحطيم السلطة في الضفة، وهو تمامًا ما يريد نتنياهو تجنبه، خاصة أنّه مشكوك أنّ ذلك سيؤدي إلى إحباط موجة الإرهاب. 

ولفت إلى أن الرد، حسب رئيس الحكومة وقادة الجهاز الأمني، يكمن الآن في تسريع وتوسيع السياسة القائمة، وليس بمحاصرة المقاطعة في رام الله بالدبابات، كما فعل أرييل شارون في نيسان 2002. 

من جهته، كشف المعلق الأمني في صحيفة “إسرائيل اليوم”، يوآف ليمور، عن أنّ قادة السلطة من وراء الكواليس، خلافًا لتصريحاتهم العلنية، بعثوا برسائل إلى إسرائيل تقول إنّ وجهتهم هي الهدوء. وفسر ذلك بأن خوفهم مضاعف: من إسرائيل ومن “حماس″ التي تستغل الأوضاع الأخيرة لتأجيج النفوس والدعوة إلى انتفاضة.


كذلك تعمل بعض وسائل الإعلام في العالم العربي على تأجيج الأوضاع من خلال التركيز على الحرم القدسي. ولفت ليمور إلى أنّه بالرغم من رغبة الجانبين في الهدوء، يبدو أنّ وجهتنا هي التصعيد، مضيفًا أنّ الفجوة بين التصريحات العلنية والكلمات التي تُقال في الغرف المغلقة، والجمود السياسيّ وغياب التدخل الأمريكيّ الهادر وازدياد ضلوع المتطرفين في العمليات المتزايدة في الجانبين، تُحبط أيّ جهدٍ لتهدئة الأوضاع، على حدّ تعبيره.