بالفيديو بالفيديو : حفل توقيع كتاب "قبل ان يموت الجلاد " للأسير المحرر "محمد أبو شاويش"

12144650_10153027037641470_5621182396484007442_n
حجم الخط

وسط حضور منقطع النظر ضم لفيف من الأدباء، والشعراء،والصحفيين ،والأسرى المحررين ،والمهتمين وقع الكاتب الأسير المحرر / محمد محمد ابو شاويش كتابه ( قبل أن يموت الجلاد )وذلك في قاعة جمعية الشباب المسيحية بغزة .

الكتاب الذي رعته دار الكلمة للنشر والتوزيع هو سيرة ذاتية للكاتب يروي فيها طفولته في المخيم ويتحدث فيها عن قهره وتغلبه على السجان طيلة 13 عاما قضاها متنقلا بين باستيلات الاحتلال الإسرائيلي المختلفة. بدء حفل التوقيع بالوقوف دقيقة صمت ثم قراءة الفاتحة على أرواح الأكرم منا جميعا .

بدوره رحب الأسير المحرر أمجد عوكل ورفيق درب الكاتب ومقدم الكتاب بالحضور مثمنا اهتمامهم وحرصهم للاحتفال بتوقيع الكتاب والوقوف جنب أسرانا المحررين وتشجيعهم لهذه النوعية من الكتب النضالية التي تروي ملحمة ثورية وتسجل صمود وتحدي أسرانا البواسل في وجه الجلاد المجرم .

وقال عوكل لن أحدثكم عن أبو شاويش الفنان أو المسرحي أو العازف أو الحكواتي بل عن أبو شاويش الإنسان الذي سطر حروف كلماته في هذا الكتاب بحروف من صمود وتحدي وزينها بالعزة والكرامة وهو يتصدى بكل إنسانيته لغطرسة الجلاد وصلافته المعهودة ، ويناوره بكل مهارة ويلتف عليه ويخادعه ليسجل عليه أهدافا في كل مره وفي كل جولة تحقيق يخرج منتصرا ولا ينسى أن يخرج لسانه للجلاد في كل مره .

وفي كلمته أعرب الكاتب الأسير المحرر محمد أبو شاويش عن سعادته مثمنا هذا الحضور الرائع شاكرا كل من وقف إلى جانبه لإخراج هذا العمل إلى النور . وأضاف أبو شاويش (كنت أتمني أن يكون لي عشرات الاذراع لاستطيع أن أحضنكم جميعا في قلبي ).

مشيرا إلى أن هذا الكتاب هو تجربة حية لكل ما يعانيه أسرانا البواسل في سجون الاحتلال ، وسيبقى للأجيال القادمة تتعلم منه وتستفيد ولتتعرف عن كثب عن حياة هؤلاء الأسرى وما يعانوه من اضطهاد وتعذيب وتغييب عن الواقع في محاولة لكسر صمودهم وتركيعهم . وأضاف أبو شاويش ( أقول للجلاد أنت لم تأخذ مني إلا شذرات قليلة فقط ،والحمد لله انتصرت عليكم وسجلت أهدافا كثيرة في مرماكم ).

وتخلل الحفل فقرة فنية وشعرية حيث قدم الشاعر الشعبي فائق أبو شاويش قصيدة ( نسيت أموت) كما قدمت فرقة فنية شبابية كان الكاتب أبو شاويش يتعهدها بالرعاية والتدريب أغاني من التراث الشعبي الفلسطيني .

وفي تعليق للأديب الكبير موفق عبد الرحمن يقول : وفي رواية الأسير المحرر محمد محمد عبد العزيز أبو شاويش والتي تقع الرواية بحوالي خمسمائة صفحة من القطع الكبير والتي صدرت عن دار الكلمة للنشر والتوزيع بغزة. لعل محمد أبو شاويش قد أتاح في كتابه أو روايته للجيل الجديد الذي لم يعايش مرحلة تاريخية بالغة الأهمية يؤرخ لها ويسجلها بكل تفاصيلها الدامية منذ وطيء الاحتلال الإسرائيلي الأراضي الفلسطينية وتحديدا في قطاع غزة عشية الخامس من حزيران للعام ١٩٦٧ .. ولعل ما أخرجه علينا أبو شاويش في هذا الكتاب سيغدو وثيقة ستبقى للمستقبل تقرأها الأجيال .. وخاصة فيما يتعلق بحال الأسرى داخل السجون وأقبية التحقيق الإسرائيلية .. وستغدو وثيقة هامة لان كاتبها شاهد حقيقي عليها وبلحمه الحي .. ولان الكثير من الشهود الحقيقيين من أمثاله لم يدلوا بشهاداتهم ،، وركنوا إلى الصمت أو إلى الكسل .

وهو بكتابه هذا إنما يساهم فعليا في إشادة ذاكرة تاريخية مستوعبة لما حصل بكل دقائقه وتفاصيله وزمانه ومكانه .. وهو وعندما يحصر روايته للفترة الممتدة من العام ٦٧ وحتى مطلع العام ٩٤ .. يؤكد لدينا رغبته وقدرته الفائقة لمتابعة المشوار واعتبار أن ما أنجزه في هذا الكتاب سيكون رصيد سابق .. ويمكن أن يتابع عليه من حيث انتهى .. لكنني وبصريح القول إنني بعد قراءة متأنية للكتاب تملكتني الحيرة في أي من الصفتين أعطيهما لأبي شاويش : الأديب أم الفنان ؟ فهو كأديب كامل الأدوات ،، تعبيرا وصياغة وأسلوبا وجمالية فنية .

أو لعله ذو نوع أدبي قصصي تسجيلي .. لم يلامسه احد بهذا الوعي والخطف والدقة والتفاصيل والواقعية والنقد الخفي ،، والسخرية اللماحة الذكية ،، والوصف المحترف ،، والتهكم الماكر والإغلاق البارع لكل نص … نعم .. في روايته ( قبل ان يموت الجلاد )دخل ابو شاويش عالم اليومي الشعبي والمحلي الخالص .. والبلدي الفلسطيني النقي ،، والعادي الساذج العبثي يوم عادوه الكثيرون من الكتاب لاعتقادهم انه عالم مكرر ورتيب ،، ممجوج وسطحي وتافه .. وبعدما احتقروه واختاروا لصهواتهم الفتوحات الكونية ولأقلامهم تحولها إلى عكاكيز للعباءة العمياء .. ولقد امتصهم الجدلي والشامل والغامض وانتبهوا إلى أنهم عباقرة دائريون يكتبون نصوصا مستطيلة .. حتى إذا تناهى إليهم صوت آلة تحفر بئرا ارتوازية ،، تأكدوا انه صوت آلات المطابع في العالم وقد باشرت في طبع آثارهم إلى الحي من لغات الأرض … ويجيء هذا البارع الذكي المحتال المراوغ الفضاح الدقيق اللاقط المتلصص ويكتبنا كما نحن .. سطوحا وأعماقا .. ظاهرا وخفيا .. وهو وبرغم كل معاناته وآلامه أثناء التحقيق الهمجي البشع الذي يمارسه عليه ضباط التحقيق الصهاينة نراه مثقلا بكل لهجة وطرفة وسذاجة وفلكلورية.. ومنحاز إلى كل ماهو شائع في فضاء السنة الأسواق .. الشوارع والأزقة والمناطق والمهن والرتب ومفتون برسم شخصية عدوه وسلوكه الظاهر والخفي .

وفي روايته ( قبل أن يموت الجلاد ) .. يؤكد أن مأمن إنسان إلا وفيه شيء يثير الضحك .. ولو كان حتى ضابط التحقيق .. أدرك أبو شاويش هذه الخاصية والتقطها وكأنه يضع يده دون غيره على قفل باب هذا السر .. وأدار فيه القلم .. فكان فضحه للمضحك بين رفاقه لطيفا ،، دافئا وحنونا .. أما فضحه للمضحك في عدوه فقد كان يؤلم عدوه فيه حد الانتصار عليه … وأنت تقرا لأبي شاويش .. تدخل مباشرة في فضاء الفن المشهدي ،، اللقطة وزواياها ،، الأشياء وأخفى دقائقها .. الإضاءة على المهمش والمهمل والمتروك والعابر ،، التوسع في لا نهائية الحركات والمواضيع .. الكشف عن كل ماهو مخبأ في الملامح والحواس والداخل …. وفي تقديري لو أتيح له بعض من المجال الذي أعطي لغيره من الكتاب لاستطاع أن يكون من ابرع كتاب السيناريو للجزئيات التي لا تمر ببال احد والممحوة في التنقيح والمحذوفة في المراجعة .. وفي كتابه ( قبل أن يموت الجلاد ) اجزم انه استخدم مختلف أنواع الأسلحة الإبداعية .. وأدعو إلى أن يصار إلى اعتبار هذا الكتاب ( وثيقة فكرية تحررية تحريرية وان يصير من تراث فكرنا السياسي التحرري الفلسطيني .. ومن حيث المضمون الكفاحي الذي يطرحه بكل جرأة ودقة في هذا الإبداع. ويواصل عبد الرحمن : أبو شاويش في رائعته البكر ( قبل ان يموت الجلاد ) سيشكل رافعة لشكل جديد من أشكال الرواية التسجيلية المغرقة في النصوص والمشاهد والشواهد التي ستحاكي وتضاهي أمهات الروايات العالمية .. مع اختلاف جوهري يحسب ويضاف للكاتب تميزا وحرفية وإبداع وهو يخرج لنا نسقا متمازجا ومتجانسا في السياق .. الحكاية الشعبية .. الموروث التاريخي والشعبي .. السياسي المتمازج في الاجتماعي والاقتصادي .. الثقافة السائدة ودور الاحتلال في محاربة القيم فينا .. الجرأة والصدق في عرض قضايا يتهيب منا كبار الكتاب وحتى المحدثين منهم .. وكأني به في مظلمته الكبرى يؤكد لنا أنها لا زالت قائمة ولم يتخذ فيها قرار بالبراءة أو الإدانة فيعرضها مجددا وكأنها قضية رأي عام .. وتشعر انك أمام كاتب عملاق ومناضل شرس وهو يتعرض لتجاربه القاسية أمام محققيه .. والذي بصموده الأسطوري الذي كان لا خيار أمامه فيه إلا الصمود أو الانتحار .. وكان خيارة وفي كل وجبة تحقيق .. الصمود ثم الصمود .. لقد تعلمنا من مدرسة هذا الكاتب العملاق .. كيف نبحث عن الإنسان في دواخلنا .. ونعلي من شانه .. وان المناضل عليه أن يشحذ إنسانيته قبل أن يشحذ سلاحه .. وليكتشف هذا الكاتب أن لابد لنا من أن نعمل حتى ونحن نواجه الموت الحقيقي على يد القتلة .. وكيف انه استطاع بصدقه وصموده أن يجبر كبير سجانيه على التعاطف معه .. .. تجاربه في التحقيق .. وقدرته في الجدل وتجيير المواقف لصالح وصالح رفاقه يدل على عقلية جدلية غاية في التعقيد .. علينا آن نعيد قراءتها بوعي وتفهم ومسؤولية ولتكون فصولا تدرس في حلقاتنا وفي إعداد كوادرنا التنظيمية .. كتاب تجاوزت صفحاته الخمسمائة صفحة أتمنى على كاتبنا أن يواصل من حيث انتهى.

الجدير ذكره أن محمد محمد عبد العزيز أبو شاويش مواليد مخيم النصيرات (الكلبوش) 1954 اعتقل من 3/2/1970 ـــ 2/12/1970 اعتقل من 5/5/1973 ـــ 28/10/1973 اعتقل من 10/3/1976 ـــ 11/6/1979 اعتقل من 1/6/1984 ـــ 10/6/1984 اعتقل من 23/4/1985 ـــ 26/6/1984 اعتقل من 28/6/1985 ــــ 4/5/1994 متقاعد بدرجة مدير عام في وزارة الأسرى والمحررين .