نقلت وسائل إعلام إسرائيلية الإثنين خبراً مفاده أن الإمارات العربية ألمتحدة قررت تعليق مشاركتها في الاجتماع ألثلاثي الاماراتي -الاسرائيلي -الامريكي الذي الذي كان مقرراً عقده يوم الجمعة القادم في مقر الامم المتحدة بنيويورك إحتجاجاً على تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ورفض فيها بشكل علني قيام الولايات المتحدة الامربكية بتزويد أبو ظبي بطائرات إف-٣٥"الامريكية الصنع والتي لا تكتشفها الرادارات.مهدداً في حال إصرار إدارة ترامب على عقدها بالتوجه إلى الكونجرس حيث النفود الاسرائيلي القوي لإحباطها.
فهذا الموقف لنتنياهو ينسجم اولاً مع موقف صهيوني عقدي توراني يرى أن التعامل مع "الغوييم" الغرباء او الأغيار ومنهم العرب يجب ان يتم عبر واحد من طريقين لا ثالث لهما إما القتل والتصفية والعزل السياسي للمقاومين او التسامح والإبقاء على قيد الحياة لمن يقبلون منهم العيش في خدمة بني إسرائيل كحطابين وسقائي ماء حسب التوراة،خدم ووكلاء أمنيين مقابل جزء من أرباح او رشة مالية ومشاريع مشتركة حسب لغة العصر الراهن.
و لأنه ينسجم ثانياً مع موقف ثابت لكل الحكومات رؤساء ألحكومات الاسرائيلية المتعاقبة فحواه رفض قيام أي طرف دولي بتزويد الدول العربية ،حتى المعتدلة منها او ألمرتبطة بمعاهدات سلام مع إسرائيل بأسلحة متطورة كاسرة التوازن على إعتبار ان ذلك يشكل تهديداً لتفوق الجيش الإسرائيلي العسكري الاستراتيجي والنوعي على جيوش الدول العربية مجتمعة.
وينسجم ثالثاً مع موقف صهيوني عنصري واستعلائي يرى حتى في العرب والفلسطينيبن الذين وقعوا معها على إتفاقيات ومعاهدات سلام وقدموا لها تنازلات لم تكن تتوقعها لامست تبني الرواية الصهيونية التوراتية على انهم فعلوا ذلك مرغمين ومحركهم في ذلك الخوف من البطش الصهيوني أو او لضمان الحصول على الحماية الاميركية من شعوبهم التي ينهبون ثرواتها ويفقرونها ويذلونها ويحرمونها من ابسط حقوقها الأساسية.
وينسجم رابعاً مع قناعة إسرائيلية راسهة بأن حكام الدول العربية الذين وقعوا على معاهدات سلام مع إسرائيل والذين في طريقهم إلى التوقيع على معاهدات مماثلة مثل حكام دولة الإمارات العربية المتحدة وحتى لو تماثلو مع اسرائيل في موقفها المعادي لايران ومحور المقاومة إلا انهم مكروهين من قبل شعوبهم ومعرضين للسقوط في اية لحظة ولذلك فإن حرمانهم من الحصول على أسلحة متطورة هو حاجة أمنية لاسرائيل التي لا تريد ان تنام بين القبور لكي لا ترى احلاماً مزعجة.
في الختام قناعتي بأن هذا الزعل الإماراتي هو زعل مؤقت وستعود المياه الى مجاريها وهناك سيناريوهان متوقعان لذلك :الاول ان تتراجع الإمارات عن تمسكها بالحصول طائرات أف-٣٥ وتمضي بصفقة العشرة مليارات دولار مع إدارة ترامب بدونها.
والثاني ان تتراجع اسرائيل عن معارضتها لتزويد تلك الطائرات للإمارات بعد نزع التكنولوجيا المتطورة منها لكي تستخدم إما ضد الشعب اليمني أو للإستعراضات العسكرية.
فقط .
وصدق من قال المفرطون لا يملكون قرارهم.