صفقة بيع إف-35 للإمارات وشيكة.. وهذا ما قد تحصل عليه إسرائيل في المقابل .

حجم الخط

جيروزاليم بوست – بقلم آنا أهرونهايم

إنه يمكن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يُنكر كما يشاء، لكن يبدو أن الصفقة قد حُسِمت: من المرجح أن تكون الطائرة المقاتلة الشبح إف-35 مِلْك أيدي الطيَّارين في الإمارات في السنوات المقبلة.

وفي مؤتمر صحافي عُقِد في تل أبيب يوم الإثنين، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن واشنطن ستواصل تزويد أبوظبي بالمساعدات الفنية والعسكرية، كما دأبت على فِعْل ذلك طوال العقدين الماضيين. وفي إشارة إلى إيران، قال بومبيو: «سنواصل تزويدهم بالأسلحة والمعدات التي يحتاجونها لتأمين شعبهم والدفاع عنه ضد هذا التهديد». ومع ذلك شدَّد على أن «الولايات المتحدة ملتزمة قانونًا بالحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل، وسنواصل احترام ذلك».

هل تكون الإمارات وحدها؟

على الرغم من أن واشنطن تبيع لأبوظبي صفقات عسكرية بملايين الدولارات، إلا أنها ملزمة بالحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في الشرق الأوسط قبل بيع أي أسلحة متطورة إلى دول المنطقة. وقالت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: «إن اتفاقية التطبيع بين الإمارات وإسرائيل يمكن أن تتيح للدولة الخليجية الحصول على مبيعات أسلحة أمريكية جديدة وغير محدودة، والإمارات، التي تُعد واحدة من أكبر الدول التي تُنفِق على التسليح الدفاعي في العالم، ماضية قدمًا في بناء قواتها المسلحة».

لكن في نهاية المطاف قد لا تكون الإمارات وحدها هي التي تطلب من واشنطن الحصول على هذه الطائرة المتطورة. وقد تطالب بذلك دول عربية أخرى من التي وقَّعت اتفاقيات سلام مع إسرائيل: الأردن ومصر. وقد تواجه مصر بالفعل عقوبات أمريكية بسبب شرائها مؤخرًا طائرات مقاتلة من الجيل 4.5 من طراز سوخوي-35 من روسيا مقابل 2.5 مليار دولار، والذي دفعها إلى ذلك حقيقة أن واشنطن لن تبيع لها طائرات إف-35.

وماذا عن السعودية؟ هل تكون إمكانية الحصول على مثل هذه الطائرات بمثابة الدَّفْعة الأخيرة التي تحتاج إليها المملكة للتوقيع على اتفاق تطبيع مماثل مع الدولة اليهودية؟ وحيث إن بومبيو أكد على أن واشنطن ملتزمة قانونًا بالحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل، فما الذي يمكن لإسرائيل أن تطلبه أو ستطلبه مقابل حصول الإمارات على طائرات إف-35؟

إسرائيل تبحث عن المقابل

هل سيكون المقابل هو طائرة إف-35 بي ذات الإقلاع والهبوط العمودي و/أو القصير (ستوڤل)؟ لقد أعربت إسرائيل عن اهتمامها في الماضي بالحصول على مقاتلة طائرة إف-35 بي، التي تتمتع بقدرات الإقلاع والهبوط العموديين، وهي ميزات من شأنها أن تسمح للطائرة بالهبوط على مدارج أقصر بكثير إذا تعرضت قواعد سلاح الجو الإسرائيلي لهجوم بطائرات إيرانية أو صواريخ من حزب الله.

ولكن يقول ضابط رفيع المستوى في سلاح الجو الإسرائيلي، كان مشاركًا بنفسه في قرار شراء طائرات إف-35، لصحيفة «جيروزاليم بوست» مؤخرًا: «إن عيوب الطائرة أكبر من مزاياها». وأوضح قائلًا: «إنها يمكن أن توسِّع مجال القوات الجوية، وتوفر المزيد من الفرص التي من شأنها أن توسع الغطاء التشغيلي لسلاح الجو الإسرائيلي، لكنها تحمل أسلحة أقل».

إذًا ماذا عن ڤي-22 أوسبري؟

سلاح الجو الإسرائيلي يدرس مرةً أخرى شراء طائرة بوينج ڤي-22 أوسبري، على الرغم من المشاكل المتعلقة بالميزانية، حيث يعتقد أن هناك حاجة تشغيلية إلى طائرات يتراوح عددها من 12 إلى 14 طائرة، والتي يمكنها الإقلاع والهبوط مثل طائرات الهليكوبتر، ولكنها تطير مثل الطائرات ذات الأجنحة الثابتة. وتَستخدِم هذه الطائرات المقاتلة المتعددة الأدوار تقنية «المراوح القابلة لتغيير الاتجاهات (تيلتروتور-tiltrotor)» التي تجمع بين الأداء العمودي للطائرات (مثل الإقلاع والهبوط)، وسرعة الطائرات ذات الأجنحة الثابتة وارتفاعها ومداها؛ مما يجعلها الطائرة المثالية للمهام الحساسة لأنها لا تحتاج إلى مدارج.

لكن الإمارات تريد أيضًا الحصول على مقاتلات ڤي-22، لذلك يمكننا استبعاد إمكانية شرائها لهذه الطائرات للحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل.

هل تكون طائرة إف-22 رابتور؟

إف-22 عبارة عن طائرة مقاتلة تكتيكية متطورة والتي طُوِّرت لصالح القوات الجوية الأمريكية وتُعد أول مقاتلة من الجيل الخامس بعد أن دخلت الخدمة مع القوات الجوية الأمريكية في عام 2005. وباستخدام تقنية الملاحظة المنخفضة وإلكترونيات طيران حديثة، صُمِّمت إف-22 لإبراز التفوق الجوي بسرعة مع تقنيات التخفي والمحركات التي تدعم الطيران الطويل المدى.

ويمكن تسليح الطائرة الأسرع من الصوت بمدفع M61A2 (إم-61 فولكان. مدفع رشاش هيدروليكي)، وستة صواريخ من طراز AIM-120 AMRAAM(إيه آي إم-120 أمرام. صاروخ جو-جو خارج مدى الرؤية البصرية أمريكي الصنع)، وصاروخين من طراز AIM-9 Sidewinders (إيه آي إم-9 سايدويندر؛ صاروخ جو-جو قصير المدى أمريكي الصنع مزودة بباحث حراري)، وقنبلتين جي بي يو من ذخائر الهجوم المباشر المشترك بوزن 1,000 رطل، وصاروخين من طراز AIM-120 (إيه آي إم-120. صاروخ جو-جو).

هل اقتربت نهاية عصر القوة الإسرائيلي؟

أن طائرة إف-22 تُسيَّر عن طريق القوات الجوية الأمريكية فقط، إذا بِيعت إلى تل أبيب، ويمكن لها دون شك الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في الشرق الأوسط. لكن ربما لا تحتاج إسرائيل إلى طائرات للحفاظ على تفوقها العسكري النوعي، فماذا عن الأسلحة الثقيلة المتقدمة مثل قنبلة GBU-57A / B Massive Ordnance Penetrator(جي بي يو-75 إيه/بي مخترق الذخائر الهائلة. قنبلة موجهة بدقة مقدارها 30 ألف رطل تستخدمها القوات الجوية الأمريكية)، أو قنبلة GBU-43/ B Massive Ordnance Air Blast ‏(MOAB) (جي بي يو-43/بي. قنبلة الانفجار الهوائي الهائل)؟

تُعد قنبلة الانفجار الهوائي الهائل، المعروفة بأم كل القنابل، أكبر قنبلة غير نووية في مخازن القوات الجوية الأمريكية، وقد استُخدمَت مرة واحدة فقط ضد الإرهابيين التابعين لـ«تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)»، وأُلقِيت على مجمع يقع في نفق عميق شرق مقاطعة ننكرهار في أفغانستان. وتُستخدَم كلتا القاذفتين المخترقتين للتحصينات من قِبل الولايات المتحدة فقط، وستزود إسرائيل بالقدرة على تدمير البنية التحتية الإيرانية في أعماق الأرض على نحو فعَّال.

أن بيع طائرة إف-35 للإمارات من شأنه أن يقلل من التفوق العسكري الإقليمي لإسرائيل، خاصة إذا حذت دول عربية أخرى حذوها. ولكن هناك عديد من الخيارات المتاحة، ومن المرجح أن يظهر المزيد من الخيارات بحيث يمكن لواشنطن أن تبيعه لإسرائيل للحفاظ على كيانها العسكري الشامل.

أنها ليست نهاية عصر القوة الإسرائيلي في سماء الشرق الأوسط.