عقّب مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين، اليوم الخميس، على تصريحات مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصهره جاريد كوشنر، حول رؤيته الجديدة المسجد الأقصى.
وصرّح كوشنير في الأيام الماضية، للصحفيين في لندن عبر الهاتف، أنّ المسلمين متحمسين، لأن بإمكانهم الآن الطيران من دبي إلى تل أبيب لزيارة المسجد الأقصى، لافتًا إلى قول الاحتلال الإسرائيلي إنّ ملك الأردن سيبقى راعيًا للمقدسات، وهذا شيء مفتوح الآن لكل المسلمين".
وقصد كوشنير في حديثه السابق، أنّ الاحتلال الإسرائيلي هو من يمنح الأردن حق الرعاية على المقدسات في القدس، ما أثار جدلًا فلسطينيًا وعربيًا واسعًا.
وأكّد مجلس الإفتاء على أنّ المسجد الأقصى المبارك للمسلمين وحدهم، لا يشاركهم فيه أحد، ويمكن زيارته لمن يأتي من البوابة الشرعية الفلسطينية، أو من خلال الحكومة الأردنية الشقيقة، التي هي صاحبة الوصاية على المقدسات الإسلامية في القدس، وليس من خلال التطبيع مع سلطات الاحتلال.
وقال المجلس في بيان صحفي: "إنّ المسجد الأقصى للأديان السماوية، ويحق لأتباع الديانات اليهودية والمسيحية والإسلامية، ممارسة كامل طقوسهم الدينية فيه، وفق تقسيم زماني ومكاني بينها".
وأشار في بيانه إلى ما جاء في الفتوى الصادرة عن المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، والخاصة بحكم زيارة الأراضي الفلسطينية والمسجد الأقصى المبارك، وهما يرزحان تحت الاحتلال الإسرائيلي، والتي اشترطت خلو أي زيارة فردية أو جماعية لفلسطين وقدسها من أي إجراء يصب في مصلحة تطبيع العلاقات مع الاحتلال.
وأضاف أنّ سلطات الاحتلال تقوم باعتداءات يومية على شعبنا الفلسطيني ومقدساته وأرضه، ومن ذلك هدم منازل المواطنين الفلسطينيين، وتشريدهم، في القدس وسائر الأراضي الفلسطينية، لصالح زيادة أعداد المستوطنين وتوسيع نطاق المستوطنات في الأراضي الفلسطينية.
وتابع أنّ صمود الشعب وإرادته القوية لن تفشلهما ممارسات الاحتلال الجائرة والعدوانية الهادفة لنزع حقنا في الحياة، والنيل من عزيمتنا، محذرًا من التبعات الخطيرة لذلك وانعكاساتها السلبية على الأمن الإقليمي.
أوضح أن سلطات الاحتلال تطبق إجراءات تدريجية للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، بصورة استفزازية تعبر عن أطماع ونوايا خبيثة، وتهدف إلى عرقلة إقامة دولة فلسطينية في المستقبل، محذرًا من تنفيذ الاحتلال لـ"صفقة القرن" بصمت، مستغلة الصمت الدولي، والهرولة العربية للتطبيع، وانتشار جائحة كورونا في المنطقة والعالم أجمع.
وحول اعتلاء مستوطنين متطرفين سطح المسجد الإبراهيمي، ورفع أعلام إسرائيلية ولافتات تحمل عبارات استفزازية على أسواره، أكّد المجلس على أنّ المسجد الإبراهيمي إسلامي، خاص بصلاة المسلمين وعباداتهم وحدهم.
وحمّل سلطات الاحتلال عواقب تدنيس هذا المسجد، والاعتداء على حق المسلمين فيه، وهي التي وضعت يدها على أجزاء واسعة منه عقب المذبحة المروعة التي حصلت فيه عام 1994م، منتهكةً بذلك القوانين والأعراف والشرائع السماوية التي حرمت المس بأماكن العبادة.
ودعا المجلس إلى الوقوف في وجه هذا العدوان بالوحدة ورص الصفوف ودعم جهود المصالحة، والوقوف صفًا واحدًا موحدًا في هذه اللحظات التاريخية المصيرية التي تواجه فيها القدس والشعب والقضية استهدافًا صعبًا وقاسيًا.
وبشأن الأسرى المضربين عز الطعام، حمَّل المجلس سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية كاملة عن حياتهم ، لافتَا إلى تعرضهم لأبشع أنواع التنكيل والقمع والاعتداء على حريتهم، بما يتعارض مع الشرائع السماوية والقوانين الدولية.
وفي ختام بيانه، أشاد المجلس بالمواقف العربية والإسلامية والدولية الرافضة للتطبيع وإنشاء علاقات مع الاحتلال الجاثم فوق الأراضي الفلسطينية منذ أكثر من سبعين عاما.