بقلم: الباحث الاقتصادي صلاح حمدان

عنق الزجاجة

صلاح حمدان
حجم الخط

غزة - وكالة خبر

جراء اجتياح جائحة كورونا قطاع غزة المتهالك صحيآ وأقتصاديآ وسياسيآ ومنذ نحو ثلاثة أسابيع، تسود غزة حالة من التوتر الأمني والميداني، في أعقاب استمرار إطلاق البالونات الحارقة من القطاع ، مما تسبب باندلاع حرائق في بلدات إسرائيلية محاذية للقطاع حيث دارت المواجهة بإطلاق البالونات الحارقة تستهدف أراضي إسرائيلية محاذية للقطاع المحاصر.من أجل الضغط على إسرائيل والخروج من عنق الزجاجة والإتجاة الي إحراجها دوليآ ؛ في إطار الضغط على إسرائيل لتخفيف حصارها علي غزة , وناهيك عن فشل التوصل الي تهدئة للخروج غزة من عنق الزجاجة من خلال الوفدان اللذان زارا القطاع مؤخرآ في أغسطس/آب الجاري أحدهما أمني مصري، والآخر قطري، في إطار التوصل للتهدئة، استكمالا  للتفاهمات التي تم التوصل إليها نهاية 2018، برعاية مصرية وأممية وقطرية , ولعدم رغبة اسرائيل من الوصول لنقطة الصفر، وخوفها أن يتغيّر المزاج العام في الميدان، وقد ينجرف بطريقة متسارعة ويذهب نحو التدهور العام، مما قد يضعها لخوض مواجهة واسعة، خاصة في ظل التعقيدات التي يعيشها القطاع ومن الآثار السلبية  لفيروس كورونا , ومن منطلق الضغط على إسرائيل لإلزامها بتفاهمات التهدئة التي يقودها السفير القطري ، من خلال استخدام ورقة “جائحة كورونا بغزة ”. باعتبارها ورقة رابحة .

وبالنظر الي أزمة جائحة كورونا سواء في الجانب الإسرائيلي، أو التي أصابت القطاع مؤخرآ ، فلن تدفع الطرفين نحو مواجهة حتمية في ظل الظروف الصعبة التي تعاني منها إسرائيل والتي يعاني منها  قطاع غزة من جانب أخر في ظل سوء الأزمة الإنسانية والصحية بالقطاع. ولخروج إسرائيل من ظل الشماعة , فإن إسرائيل تخشي من إنتشار فيروس كورونا بالقطاع وتفشيه بصورة كبيرة، مما سيؤدي هذا الأمر الي إحراجها أمام المجتمع الدولي كونها تتحمل المسؤولية عما يحدث به نتيجة إجراءاتها فيما يخص الحصار ومنع أدخال المساعدات ومنع أدخال جميع أنواع البضائع للقطاع عبر معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد والخاضع لسيطرتها، باستثناء المواد الغذائية والطبية , وأغلاق البحر أمام الصيادين، ومنع توريد مواد البناء والوقود ما تسبب في توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة عن العمل ، وانقطاع الكهرباء لأكثر من 20 ساعة يوميا.

وعلي ما يبدو بعد أخفاق عدة محاولات للوصول الي تهدئة من خلال الوسيط القطري وجميعها باءت بالفشل الي أن ما حدث اليوم الأثنين 31/8/2020 من خلال المفاوضات بين الجانب الاسرائيلي والوسيط القطري ممثلة بالسفير القطري محمد العمادي قد توصلت الي أتفاق لخروج مبدأي من عنق الزجاجة لتقديم مساعدات لغزة لمكافحة فيروس كورونا من خلال تقديم رزمة من التسهيلات للقطاع، مقابل وقف إطلاق البالونات الحارقة والصواريخ ومن أجل احتوائها التصعيد في المرحلة الحالية .

حيث كشفت  القناة "13" العبرية مساء يوم الإثنين، أنّ الاحتلال قرر فتح معبري "كرم أبو سالم" وبيت حانون "إيرز"، ورفع القيود عن مساحة الصيد في بحر قطاع غزّة.

وأشارت القناة العبرية إلى أنّ القرار "الإسرائيلي" جاء عقب التوصل لاتفاق بين حركة حماس في قطاع غزّة و"إسرائيل"، بجهود قادها السفير القطري محمد العمادي.

وكانت حركة "حماس" قد قالت في بيان صحفي مساء يوم الإثنين: "إنّه "بعد جولة حوارات واتصالات كان آخرها ما قام به الممثل القطري السفير محمد العمادي، فقد تم التوصل إلى تفاهم لاحتواء التصعيد، ووقف العدوان الصهيوني على شعبنا".

وأضافت: "وفي إطار هذه الجهود، سيتم الإعلان عن عدد من المشاريع التي تخدم أهلنا في قطاع غزة، وتساهم في التخفيف عنهم في ظل موجة كورونا التي حلت بقطاع غزة، فضلاً عن عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل التصعيد".

وتابعت: "وإذ تعبر قيادة الحركة عن شكرها وتقديرها للجهد والدعم القطري لشعبنا، وتدعو الله أن يحفظ شعبنا وأمتنا ووطننا من كل سوء، ومن الوباء والبلاء، ومن شر الأعداء".

فيما كشفت مصادر مُطّلعة لقناة "الميادين" أنّ بنود اتفاق التهدئة بين حركة حماس و"إسرائيل" تضمنت: "إمداد وتشغيل خط الكهرباء المعروف بـ "161" وزيادة كمية الكهرباء فيه، وإمداد محطة توليد الكهرباء بخط غاز من الاحتلال تدفع قطر ثمنه من المنحة القطرية".

وأردفت المصادر: "الاتفاق يشمل إدخال كل المستلزمات الطبية لمواجهة وباء كورونا، والبدء بتفيذ مشاريع استراتيجية كبيرة في المدن الصناعية بغزة لتخفيف البطالة في قطاع غزة".

ووفق المصادر فإنّ الاتفاق تضمن "إقامة مشاريع بنى تحتية، وزيادة المنحة القطرية، وفتح المعابر وإدخال الوقود، وتوسيع مساحة الصيد، وصرف المنحة القطرية خلال 48 ساعة".

وختاما : تري إسرائيل من خلال تقديم رزمة المساعدات من شأنها إعادة الأوضاع إلى الهدوء على حدود القطاع , ونذكر أن القطاع الصحي والاقتصادي في غزة يرثى له، بل إنه متهالك، فهو يعاني من نقص حاد في المستلزمات الطبية منذ 14 عاما بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة. كما أن المستشفيات في قطاع غزة ليست على مستوى عال واستعداد تام للتعامل مع عدد كبير من الحالات المصابة بفيروس كورونا , أن جائحة فيروس كورونا زادت العبء على القطاع الصحي في غزة بالإضافة إلى التحديات التي كان يواجها من نقص للأجهزة والأدوية والمستهلكات الطبية التي تصل إلى نسبة 50% وأن حوالي 69% يعانون من انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة، منهم 47% يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، 22% بشكل معتدل ناهيك عن زيادة نسبة الفقر والبطالة . 80% من السكان يعتمدون على المساعدات الغذائية.

ونطالب طرفي الانقسام الفلسطيني بضرورة توفر إرادة سياسية بحتة ،، ولذلك يجب ترتيب البيت الفلسطيني الفلسطيني من الداخل، وإعادة ترتيب قيادة موحدة لمنظمة التحرير الفلسطيني ، من خلال التوافق على صيغة مشتركة لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وخوض إنتخابات وطنية نزيهة ذات شفافية تخدم مصالح الشعب الفلسطيني ويحترم نتائجها للخروج من وحل التحديات الكبيرة التي تواجه القضية الفلسطينية وكسر العوامل المحلية والخارجية التي تعيق منذ زمن تحقيق المسار الفلسطيني .

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة صباح اليوم الاثنين، عن تسجيل 69 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" بالقطاع، خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وأوضحت الوزارة في ملخص التقرير اليومي لفيروس كورونا، أن الاجمالي التراكمي للمصابين منذ مارس الماضي بلغ 356 إصابة منها 280 حالة نشطة (243 من المجتمع و 37 من العائدين).

وأشارت إلى أن عدد حالات الوفاة بلغ 4 حالات، فيما بلغت إحصائية المتعافين من فيروس كورونا في قطاع غزة 72 حالة.

يُذكر أن الاحتلال يفرض حصارا كاملآ علي قطاع غزة منذ عام 2007 لمحاولة التصدي لحركة حماس، وأدي الحصار إلى تدهور الأوضاع بشكل كلي علي القطاع.