كشفت مصادر مصرية مطلعة، أن مسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية قرروا إرجاء زيارة إلى قطاع غزة، بهدف الوساطة بين الفصائل الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، لمدة أسبوع، تحسبًا لاتجاه الأوضاع العسكرية إلى التصعيد في القترة المقبلة.
جاء القرار، عقب إعلان مكتب رئيس حركة حماس يحيى السنوار، مساء أمس الإثنين، التوصل إلى تفاهم لاحتواء التصعيد في قطاع غزة بعد اتصالات عدة، كان آخرها تحرك رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، السفير محمد العمادي.
وأفادت المصادر، بأن الجولة المقبلة للوفد المصري ستخصص للبحث عن النقاط الخاصة بمشاريع البنية التحتية في القطاع، والتي تمسك الجانب الإسرائيلي بإجراء نقاش موسع حولها.
وأشارت إلى أن مصر أدت دوراً مساعداً في التوصل إلى التفاهم حول التهدئة لكن الحسم كان بيد دولة قطر، خصوصاً بعد أن أعلنت عن تقديم منحة إضافية لقطاع غزة من أجل مواجهة كورونا وموافقة إسرائيل على ذلك.
وأوضحت أن الوفد الأمني المصري الذي يضم مسؤول الملف الفلسطيني بالجهاز، اللواء أحمد عبد الخالق، كان سيخصص جولته للبحث عن الوصول إلى نقطة التقاء يمكن معها وقف التصعيد في غزة، ومنع اندلاع مواجهة عسكرية جديدة، في ظل وضْع كافة الأطراف أياديهم على الزناد استعداداً لقرار اندلاع الحرب.
وأشارت المصادر إلى أن المسؤولين في القاهرة كانوا فتحوا خط اتصال مع الجانب الإسرائيلي، في محاولة لإقناعهم بتمرير بعض التسهيلات الاقتصادية، بالإضافة لمساعدات متعلقة بمكافحة فيروس كورونا، لتسهيل مهمتهم في إقناع حركة "حماس" بالتهدئة ووقف التصعيد على السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة ووقف إطلاق البالونات الحارقة.
وهو ما أصر الجانب الإسرائيلي أولاً على رفضه، متمسكاً بسياسة الهدوء مقابل الهدوء، قبل أن يعود ويُبدي استعداده لتقديم الدعم للقطاع بشأن وسائل مكافحة كورونا. لكن "حماس" رفضت، مؤكدة أن الأوضاع في القطاع لم تعد تحتمل التأخر في تنفيذ التفاهمات السابقة ضمن الوساطة المصرية، خصوصاً في ظل حالة الإغلاق، وحظر التجول بسبب فيروس كورونا وتردّي الوضع الاقتصادي ووصوله إلى معدلات غير مسبوقة.
وكانت المصادر المصرية نفسها قد أوضحت أن الطرفين كانا على أهبة الاستعداد لإطلاق إشارة البدء لمعركة موسعة، مضيفة أن المسؤولين المصريين أبلغوا نظراءهم الإسرائيليين أن الفصائل، وفي مقدمتها حركة "حماس"، لم يعد لديها الكثير لتخسره في هذه الأثناء. وهو ما يعني أن اندلاع معركة سيكون بمثابة طوق نجاة لها أمام الشارع الفلسطيني، وسيكون من الصعب وقف تلك المعركة بشكل سريع.