اتفاق الهدوء بغزة في ميزان الربح والخسارة

حجم الخط

يديعوت – بقلم رون بن يشاي

فإن إسرائيل حققت ما أرادت ولكن ليس بالسرعة التي أرادتها”، مشيرًا إلى أنه “رغم الهجمات التي نفذت ضد غزة، استمر إطلاق البالونات وحتى إطلاق الصواريخ التي ألحت بعض الأضرار متوسطة الحجم، لكن الضرر الرئيس هو نفسي وعقلي بعد ارتفاع أعداد الإسرائيليين الذين يسكنون في غلاف غزة ويطلبون المساعدة النفسية .

إطلاق الصواريخ كان منخفضًا نسبيًا، ووصل إلى أكثر من 20 صاروخًا بقليل، وأصيب واحد فقط بجروح طفيفة في سديروت، في المقابل هاجم الجيش الإسرائيلي أيضًا أهدافًا مهمة وأحدث ضررًا خطيرًا نسبيًا في العتاد العسكري لحماس، ما سيضعف إلى حد ما قدرتها مع أي تصعيد أكثر حدة في المستقبل، يمكن أن يشمل إطلاق صواريخ بشكل دائم ومطول. خلال المفاوضات لم تبذل الجهات الإسرائيلية أي جهود من أجل جنودها والإسرائيليين المفقودين بغزة، وكان كل الحديث يرتكز على إنهاء الجولة باعتبار أنه لم تكن هناك فرصة مناسبة للضغط على حماس بشأن هذه القضية، رغم أنه تم الإشارة إليها لكن ليس بالعمق المطلوب، ولم تكن هناك نية للوصول إلى أي نتائج، لذلك من غير المتوقع حصول أي تقدم في هذا الشأن في أي وقت قريب.

وأكد المختص العسكري الأمني الإسرائيلي، “أن حماس لم تخرج من الجولة خالية الوفاض، لكنها لم تحصل على كل ما تريد”، مشيرًا إلى أنها “كانت طلبت مضاعفة عدد المستفيدين من المنحة القطرية من 100 إلى 200 ألف أسرة، ويبدو نجحت بذلك من خلال زيادة المساعدة الشهرية القطرية إلى 30 مليون دولار، بالإضافة إلى 10 ملايين دولار لمحطة وقود الكهرباء، ما سيحسن من جدول توزيع الكهرباء على السكان في القطاع”.

من غير الواضح حتى الآن فيما إذا قطر امتثلت لطلب حماس بأن تكون المنحة الشهرية لمدة عام على الأقل، رغم أنه كان من المفترض أن تنتهي هذا الشهر.

و لم يتضح بعد مصير المشاريع المدنية والاقتصادية والصحية التي تطالب حماس من إسرائيل ومصر وقطر بالسماح بتنفيذها،  إسرائيل قد تسمح بتنفيذ هذه المشاريع الممولة من قطر وتركيا والأميركيين، مثل المستشفى الأميركي الذي يجري إنشاؤه قرب حاجز إيرز.

إن إسرائيل أدخلت تسهيلاتها المعتادة مثل إغلاق المعابر وتوسيع مساحة الصيد، من أجل الضغط على حماس لوقف البالونات، وهذا حرم حماس من تسجيل أي انجاز، لذلك فإن الانجاز الذي حققته فقط هو زيادة المساعدات القطرية وضمان استمراريتها لستة أشهر أخرى، مع وعود إسرائيلية بالسماح باستمرار المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية.

أما بالنسبة إلى قضية إدخال عمال من غزة، بنحو 100 ألف عامل كما طلبت حماس، وهو الأمر الذي يعارضه الشاباك، مشيرًا إلى أن “هذه القضية لم تذكر في مطالب حماس خلال المفاوضات التي جرت عبر الوسطاء في ظل أزمة انتشار فيروس كورونا في غزة”.

ووفقًا للمختص الإسرائيلي، فإن حماس “طلبت من إسرائيل المساعدة بشأن محاربة كورونا، ووعدت إسرائيل بذلك قدر الإمكان، وستسمح لها بتلقي المساعدات بهذا الشأن من دول الخليج”.

و يبدو أن  الطرفين منذ بداية التصعيد كانا يرغبان في إنهاء الأزمة فقط مع الحد الأدنى من المطالب، لكن مفاوضات التهدئة كانت بطيئة ومضبوطة وتتماشى مع المد المنخفض والعالي لعملية التفاوض”.

و أن الجيش الإسرائيلي، كانت ردوده الأخيرة تتم بانتقاء وعناية، فعندما بدأت المفاوضات تتقدم اكتفى بإطلاق قذائف الدبابات على نقاط رصد حماس غير المأهولة على طول الحدود، ولم يلحق أضرارًا بأهداف مهمة في عمق القطاع، كما تجنب بشكل صارم وقوع خسائر في الأرواح حتى لا يحدث تصعيدًا خارج نطاق السيطرة .

و كان الجيش الإسرائيلي حريصًا على الحفاظ على قاعدة عدم ترك إطلاق البالونات الحارقة دون رد، من أجل التوضيح والاعتبار بأن ما يجري انتهاك للسيادة الإسرائيلية حتى لو تم ذلك عن طريق البالونات، فإنه سيؤدي إلى عقاب، ولكن بطريقة متناسبة تمنع التصعيد.
قواعد اللعبة كانت واضحة للجانبين، وزادت أزمة كورونا الحذر لدى الجانبين، والذين عانوا هم السكان في الجانبين.

“في غياب التوصل لاتفاق طويل الأمد وشامل، يلزم كلا الطرفين، لن يكون هناك هدوء مطول، ولن يكون هناك حتى هدنة، لذا فإن الجولة التالية من البالونات هي مسألة وقت فقط”.