خلال ترأسه اجتماع الأمناء العامين

الرئيس للفصائل: كل المصاعب تهون أمام عزيمتنا الوطنية المتمسكة بثوابتنا وحقوقنا

الرئيس عباس
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

قال الرئيس محمود عباس، إنّ حقوق أهالي الشهداء والأسرى والجرحى خطوط حمراء سيتم المحافظة عليها مهما بلغ الثمن ومهما عظمت التضحيات، مُؤكّداً على أنّ اجتماع اليوم انطلق على قلب رجل واحد للتعاون والتكاتف في القيام بواجبنا الوطني الجامع.

جاء ذلك خلال ترأسه مساء يوم الخميس، اجتماعًا للأمناء العامين لكافة الفصائل الفلسطينية، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله والعاصمة اللبنانية بيروت عبر تقنية الفيديوكونفرس.

كما وجّه التحية للأمناء العامين الذين تعذر حضورهم وهم: "نايف حواتمة وأحمد جبريل وأحمد سعدات"، مُشيرًا إلى أنّ اللقاء يأتي في مرحلة شديدة الخطورة تواجه فيها قضيتنا مؤامرات شتى أبرزها ما يسمى بـ"صفقة العصر".

وأضاف: "قضيتنا تُواجه اليوم مشاريع التطبيع المنحرفة"، مُردفاً: "آخر الخناجر المسمومة كان الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي بإعلانٍ أمريكي.

وتابع: "اجتماع اليوم جاء لأننا شعب واحد، وقضيته واحدة، تجمعنا فلسطين والقدس، وقرارنا الوطني حق خالص لنا وحدنا، ولا يمكن أن نقبل بأن يتحدث أحد باسمنا ولم نفوض أحدًا بذلك".

وأردف: "منذ 1917 خرجوا علينا بوعد بلفور وهو إنتاج بريطاني أمريكي، لكنّنا لم ولن نفوض أحدًا للحديث باسم قضيتنا".

وفيما يتعلق بمشاريع الضم، شدّد الرئيس على أنّ شعبنا أوقف مشروع الضم وما يسمى بـ"صفقة العصر"، مُستدركاً: "لا يُحملنا أحد جميلًا في ذلك".

واستطرد: "قلنا إنه لو نفذ الاحتلال قرار الضم ولو على شبر من أرضنا فستتحمل حكومة الاحتلال مسؤولية ذلك"، مُتابعًا: "لم نتراجع عن موقفنا الرافض لمخطط الضم وسنبقى متمسكين به".

وأوضح أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحتجز أموال الشعب الفلسطيني وتسرق جزءًا منها، مُؤكّداً على رفض استلام الأموال وفق الاتفاقيات السابقة التي تحللنا منها ودول عربية لم تفِ بالتزاماتها معنا.

ولفت إلى أنّ الإدارة الأمريكية منعت الدول من تقديم قروض لنا مقابل أموالنا المحتجزة، مُردفاً: "لكننا لن ننهار".

كما تحدث انتشار فيروس "كورونا"، بالقول: "واثق من أننا سنتجاوز جائحة كورونا وقررنا إيفاد وفد وزاري إلى غزة مع 20 شاحنة من الأدوية".

وفيما يتعلق بـ"صفقة القرن"، قال: "قلنا لكل الوسطاء إننا لن نتفاوض على صفقة القرن ولا على مشروع الضم"، مُعلناً الاستعداد لعقد مؤتمر دولي للسلام تحت مظلة الأمم المتحدة وتكون مفاوضات جادة على أساس القرارات الدولية.

وشدّد على عدم القبول بالولايات المتحدة وسيطًا وحيدًا للمفاوضات، متحديًا قبول أي إنسان في العالم أن تكون دولته على شاكلة ما طرح في "صفقة العصر"، ورفض الجلوس على طاولة مفاوضات تحتوي على "صفقة القرن".

وأضاف: "لن نحيد عن ثوابتنا الوطنية وفق ما جاء في قرارات المجلس الوطني الفلسطيني واستقلال 88"، مُتابعاً: "لا نختلف مع حركة حماس، وعند قضيتنا كلنا نحمي الوطن وإن كنا نختلف".

وقال: "تم الانضمام للأمم المتحدة ولعشرات المنظمات الدولية بما فيها الجنائية الدولية، وأصبحنا دولة معترف بها من 148 دولة"، مُوضحًا أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يريد الالتزام إلا بما يريده لذلك هو يهاجم الجنائية الدولية والمنظمات الأممية.

وتابع: "لدينا دولة سياسية وإدارية رغم محاولات أمريكا منعنا أن نكون عضوًا في الأمم المتحدة، وقالوا لنا علنًا أنه في حال أصبحنا عضوًا في الأمم المتحدة سنكون تخطينا الخطوط الحمراء، لذلك أصبحنا دولة مراقب".

وأضاف: "لم يعد ينقص دولتنا سوى تحرير أرضنا من الاحتلال الإسرائيلي"، مُتابعًا: "أقرينا قوانين لمحاربة الفوضى.. الاحتلال يسعى لإشاعة الفوضى كما يعمل على إشاعتها في أوساط أبناء شعبنا في الداخل".

وبيّن أنّه سيتم تشكيل لجنة متابعة نتوافق عليها جميعا وتقدم توصياتها في جلسة المجلس المركزي وتشكل اللجنة من جميع الفصائل دون استثناء والشخصيات الوطنية، داعيًا لحوار وطني شامل وأدعو حركتي فتح وحماس في الشروع بحوار لإنهاء الانقسام.

واستطرد: "لن نخرج من بلدنا كما فُعل بنا في الـ48 والـ67، مُردفاً: "قاعدين على قلب المليح والعاطل".

وشدّد على أنّه سيتم مواصلة العمل من أجل تحقيق الوحدة والشراكة الوطنية في أقرب وقت ممكن، داعيًا الجميع للتوافق على تشكيل قيادة وطنية تقود فعاليات المقاومة لوضع الخطة والأنظمة لتقود المقاومة الشعبية.

وقال: "سنعقد جلسة للمجلس المركزي في أقرب وقت ممكن وحتى ذلك الوقت يجب أن نتفق على تحقيق المصالحة والشراكة وفق إطار زمني محدد بمشاركة الجميع بدون استثناء، وتشكيل لجنة متابعة نتوافق عليها جميعًا وتقدم توصياتها للجنة المجلس المركزي المرتقبة وتشكل هذه اللجنة من جميع الفصائل".

وفي ختام خطابه دعا الرئيس إلى حوارٍ وطني شامل، مطالبًا فتح وحماس بالذات إلى الشروع في حوار لإقرار آليات إنهاء الانقسام، فنحن دولة واحدة وشعب واحد ونظام سياسي واحد.

وكان الرئيس محمود عباس قد قرر قبيل بدء المؤتمر، نقل جلسات اجتماع الأمناء العامين للفصائل على الهواء مباشرة، لينعقد هذا الاجتماع العام والمفصلي أمام أبناء شعبنا الفلسطيني في كل مكان.