"نحن أمام حل مؤقت"

محللون إسرائيليون يرجحون عودة التصعيد بين "إسرائيل" وحماس قريبًا

غزة تصعيد
حجم الخط

ترجمة - وكالة خبر

رجّح المحلل العسكري الإسرائيلي أمير بوخبوط، عودة التصعيد بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس في قطاع غزة قريبًا.

وقال بوخبوط في تقرير نشره موقع "واللا" العبري، اليوم السبت، إنه "بعد شهر من عودة ظهور البالونات وإطلاق الصواريخ في قطاع غزة، توصلت إسرائيل وحماس إلى اتفاق بشأن إنهاء جولة التصعيد، على الأقل في الوقت الحالي"، متسائلًا: "عما حقق الطرفان، وكيف أثر وباء كورونا على ميزان القوى، وما دلالات ذلك الاتفاق".

وأضاف: "حماس تعلن أنها حققت سلسلة إنجازات، عقب جولة تصعيد على طول حدود قطاع غزة قبل شهر، وبدأت بعودة تدريجية لتدفقات البالونات الحارقة بطريقة أدت لاندلاع حرائق واسعة النطاق في مستوطنات النقب، بعضها حمل عبوات ناسفة مرتجلة تسبب انفجارًا قويًا، وفي وقت لاحق، بدأ إطلاق الصواريخ على المستوطنات، بهدف رفع الحصار عن غزة".

وتابع: "هدف حماس التفصيلي شمل تحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين، وتعزيز مشاريع البنية التحتية، كالمياه والصرف الصحي والكهرباء، وزيادة عدد العمال المتجهين لإسرائيل، وزيادة ميزانية المساعدات القطرية، وتوسيع المساعدات الاقتصادية للأمم المتحدة".

وأشار إلى أن "إسرائيل تزعم أن المشاريع الكبيرة التي تريدها حماس، كمناطق التشغيل، وتصدير ودخول مختلف أنواع السلع، وتسريع إعادة تأهيل البنية التحتية، لن تتم دون حل لقضية الأسرى الإسرائيليين، مع العلم أن غزة تعاني أزمة اقتصادية حادة تفاقمت على خلفية أزمة كورونا، وتراجع التبرعات من مختلف أنحاء العالم".

وأردف: "نحن أمام حل مؤقت فقط، مما قد يؤدي مستقبلاً لخيبة أمل في الشارع الفلسطيني، وإحباط من استئناف جولة أخرى، ومن ثم ففي وضع لا توجد فيه استراتيجية إسرائيلية واضحة لما يجب فعله في قطاع غزة، فقد يفاجأ الجيش الإسرائيلي مرة أخرى بجولة أخرى من التصعيد".

من جانبه، قال المحلل العسكري رون بن يشاي: إن "التوصل لاتفاق حماس وإسرائيل لوقف تصعيد غزة مدعاة لمعرفة ميزان الربح والخسارة بينهما، صحيح أن الأموال القطرية دخلت غزة، وعادت الكهرباء من جديد، لكن الأسئلة المفتوحة تلمح إلى الجولة التالية، بعد أن أنهت إسرائيل هذه الجولة بسرعة، ودون تصعيد كبير يستلزم حملة جوية ثقيلة، وربما برية".

وأضاف بن يشاي، في مقالٍ نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، "خلال المفاوضات بوساطة مصرية وقطرية، لم تبذل إسرائيل جهداً جادًا لتحرير أسراها لدى حماس، وتركز التفاهم على إنهاء هذه الجولة، لأن الفرصة لم تكن مناسبة للضغط على حماس بشأن هذه القضية، تم ذكرها في أثناء المفاوضات، ولكن لم تتم مناقشتها بعمق، ولم تكن هناك نية للوصول لأي نتائج، لذلك لا نتوقع أي جديد بهذا الشأن في وقت قريب".

وأشار بن يشاي، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية، إلى أن "حماس لم تغادر خاوية الوفاض من هذه الجولة، لكنها على الأرجح لم تحصل على ما تريد، ولذلك منذ بداية جولة تصعيد البلالين، يبدو أن الطرفين أرادوا إنهاء الأزمة إذا حصلوا على الحد الأدنى من المطالب، لكن التهدئة كانت بطيئة ومضبوطة، وتتماشى مع المد المنخفض والعالي لعملية التفاوض".

وختم بالقول إن "الجيش تجنب بشكل صارم وقوع خسائر بغزة، كي لا يحدث تصعيد خارج السيطرة، وفي الوقت ذاته الحفاظ على قاعدة عدم ترك البالونات الحارقة دون ردود، ولكن بطريقة متناسبة لا تصعد الأمور، ولكن في غياب اتفاقية طويلة الأمد وشاملة، تلزم الطرفين، حماس وإسرائيل، فلن يكون هناك هدوء مطول، ولا حتى هدنة، لذا فإن الجولة التالية من البالونات هي مسألة وقت فقط".

وكان رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزّة السفير محمد العمادي، أعلن في 31 أغسطس 2020، عن نجاح الجهود الكبيرة والاتصالات التي أجراها مؤخراً من أجل التوصل لاتفاق تهدئة ووقف التصعيد في غزّة.

وقال العمادي في تصريحٍ له: "إنّ الاتصالات والمباحثات التي أجراها خلال الأيام الماضية أسفرت أخيراً عن التوصل لتفاهمات تثبيت الهدوء وعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل التصعيد، تمهيداً لتنفيذ عدد من المشاريع التي تخدم أهالي قطاع غزّة، وتُساهم في التخفيف من آثار الحصار المفروض عليهم منذ سنوات".