روحاني يتواصل مع أردوغان .. ووفد روسي كبير يزور دمشق.. هل تقف سورية أمام تحوّلٍ كبير؟

حجم الخط

بقلم بسام ابو شريف

 

من الواضح أن واشنطن وتل ابيب والرياض تعملان على استنزاف سوريا في كافة الميادين : عسكريا واجتماعيا واقتصاديا ، وواشنطن تقوم منذ فترة بنهب الثروات الطبيعية السورية والآن تصعد لاحراق المحاصيل ضمن حرب التجويع ، التي دشنها ترامب ” بقانون قيصر ” ، وبتدريب مرتزقة للقيام بعمليات استنزافية بشريا وزراعيا .

الجيش العربي السوري ، الذي حقق انتصارات وطهر مساحات واسعة من أرض سوريا الوطن لديه مهمات ثقيلة ومتنوعة أولها التصدي لاسرائيل ، وطرد جيوش الغزاة من الشمال والشرق السوريين ، وكما لاحظ الجميع فقد دفعت القوات الاميركية من منطقة التنف ومناطق تسيطر عليها قسد ( المتحالفة مع الغزاة الاميركيين وداعش ) ، دفعت المئات من مجرمي داعش للقيام بعملياتضد الجيش العربي السوري ، وضد الشعب السوري ، وكذلك قامت تركيا بادخال السلاح والذخائر للنصرة ، وغيرها .

كيف تواجه سوريا استمرار حرب الاستنزاف التي تشن ضدها ؟

لم تتطرق استانة لهذا الجانب ، بل أبقت الأمور الاستراتيجية ضمن العناوين العريضة من نوع الالتزام بوحدة الأراضي السورية ، والسيادة السورية على كل الأراضي السورية ، لكن الواضح للجميع وعلى رأسهم روسيا وسوريا أن تركيا لا تلتزم بذلك ، بل أدخلت أسلحة وجنودا مما حول نقاط المراقبة التركية في ادلب الى أحصنة طروادة ، وجسرلتسليح الارهابيين ، وضرب الجيش العربي السوري ، وتلعب قسد دور العميل للاميركيين وتتابع الخطوات لاتمام عملية انفصال واضحة ، ولاشك أن فرض مناهج تعليم مختلفة في الحسكة هذا الأسبوع ” بقوة السلاح ” ، هو مؤشر على ذلك ، وهي تلعب دور الجسر لتوغل داعش من سجونها باتجاهين : داخل سوريا ، ونحو العراق .

والوضع الاقتصادي في سوريا يئن من الحصار، ورسمت للمجموعات الارهابية خططا للتنفيذ تستهدف المواد الغذائية ، والمحصول الزراعي بالنيران لزيادة الاختناق الاقتصادي في سوريا

لاشك أن الوفد الروسي العام ، الذي أجرى مباحثات يوم أمس مع المسؤولين السوريين قد تطرق الى هذا الواقع الأليم ، ولاشك أن الرئيس روحاني بحث مع اردوغان التوغل التركي في سوريا ومساندة الارهاب ، لذلك اقتصر الكلام حول الاتفاق لمحاربة الارهاب ، لكن هذا وان كان جيدا ، ويصب بالاتجاه الصحيح لايكفي لتغيير الواقع المؤلم ، لذلك لابد من رسم استراتيجية عمل محشد شعبي سوري للتصدي في الميدان لهذه الأطراف التي تستنزف سوريا وتبقيها في حالة حرب خططت لها الادارة الاميركية منذ أن كانت هيلاري كلينتون وزيرة خارجية ، ولابد من رفع شعار أولوية تحرير النفط والغاز السوريين لأنهما مصدران مهمان للاقتصاد السوري ، ويجب ألا يسمح بعمليات السرقة والنهب  .

الحشد الشعبي السوري قادر على القيام بمهام كبيرة وأساسية ، سيكون الجيش الشعبي الذي يشرف عليه ضباط الجيش السوري ليقوم بالتالي : –

– حماية الأماكن المحررة مدنا وبلدات وقرى ومؤسسات وطرقا من أي محاولة تسلل الارهابيين مرة اخرى لهذه المناطق ، وسيحتاج هذا الى خطة عمل تفصيلية مرسومة على خرائط تلك المواقع .

– يقوم الجيش العربي السوري بتدريب فرق خاصة من هذا الحشد لتنفيذ عمليات هدفها : تحرير النفط وحماية الحدود السورية العراقية واخراج القوات المحتلة من الأراضي السورية

ولاشك أن الرياض تتدخل الآن بشكل مباشر، وأرسلت عسكريين ومالا وفيرا لتجنيد بعض القبائل التي حددت موقفا وطنيا رافضا للوجود الاميركي ، والرياض تراهن على العلاقات العشائرية التي تربط عشائر سوريا المنتشرة في الصحراء السورية ، وتربطها علاقات قربى مع بعض عشائر الجزيرة العربية ، ولابد من كسر مخطط بعض العملاء من قيادة قسد ، ومنع أي خطوات يمكن احتسابها لصالح مخطط الأعداء ، وسرقة النفط والمياه ، ولابد من انتهاج سياسة الدفاع الهجومي ضد قواعد تستخدم للتدريب ، وتزويد الذخائر والسلاح لقسد والارهابيين ، وأهم هذه القواعد هي قاعدة التنف التي يجب أن تصبح هدفا لفصائل مقاومة عربية تلتزم بتعليمات القيادة السورية .

حان وقت اطلاق المقاومة الشعبية ، التي يجب أن تعمل في ظل تنفيذ ما سبق أن قرر من تحرير ادلب .

*كاتب وسياسي فلسطيني .