زار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، اليوم السبت، منطقة مرج الزهور جنوب لبنان، بعد 27 عامًا من تواجده في المنطقة ذاتها، إبان إبعاد سلطات الاحتلال له ولما يزيد عن 400 من قادة وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يزور فيها هنية مرج الزهور منذ استطاع المبعدون إجبار الاحتلال على إعادتهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة بعدما مكثوا لأكثر من 12 شهرا على الحدود في هذه المنطقة.
واستذكر هنية ذكريات الإبعاد، حيث استطاع المبعدون العيش في هذه المنطقة الجبلية التي قال إنها جبال نحبها وتحبنا، لأن على وقعها صنعت الانتصارات، وكتبت صفحات المجد والعودة إلى فلسطين في خيام منعزلة، وجسدوا معاني النضال والثبات الفلسطيني، فضلا عن ضربهم النموذج في الأخوة الصادقة والإيثار.
واعتبر هذا الإبعاد بمثابة مرحلة فارقة جسدت تحولا استراتيجيا في مسيرة حركة حماس والشعب الفلسطيني، ووضعت الأسس للعلاقة مع محور المقاومة وعدد من دول المنطقة.
وأشار إلى أنه لا يمكن أن ينسى الترحاب من سكان المنطقة ومساندتهم بما يمتلكون من بساطة العيش للمبعدين، ووقوف لبنان وشعبها وقيادتها ومقاومتها إلى جانب موقف المبعدين وصمودهم وتعزيز عناصر الصمود لهم.
وقال: "إن تاريخا مشتركا بين حركة حماس ولبنان كتب في هذه المنطقة"، مستذكرا في الوقت نفسه العديد من الشهداء والقادة الذين رافقهم في رحلة الإبعاد، ومنهم الدكتور عبد العزيز الرنتيسي أسد فلسطين، والشهيد جمال منصور، وجمال سليم، والشيخ حامد البيتاوي، والشيخ أبو حسن شمعة، والشيخ عبد الفتاح دخان.
وأضاف أن الارتباط التاريخي الذي تجسد في الإبعاد والمشاعر التي عبر عنها الشعب الفلسطيني في المخيمات والشعب اللبناني في اللقاءات وفي استقباله اليوم في مرج الزهور تؤكد أنه ارتباط مقدس بين شعبين وحد بينهما الدم ومعاني الأخوة الصادقة، وهذه العلاقة التاريخية ستستمر وتتنامى بإذن الله.