إدانات واحتجاجات فلسطينية على توقيع اتفاقيات التطبيع في واشنطن

فلسطين
حجم الخط

عواصم - وكالة خبر

توالت الإدانات الفلسطينية بعد توقيع اتفاقيات التطبيع بين الإمارات العربية والمتحدة والبحرين و"إسرائيل" في البيت الأبيض بواشنطن تحت رعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأكد المجلس الوطني الفلسطيني، على أن اتفاقات التطبيع الإماراتية والبحرينية مع الاحتلال الإسرائيلي التي تم توقيعها اليوم، لا تمثل الموقف الشعبي العربي، خاصة في البحرين والإمارات، ولن تحقق الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة، وأن مفتاح الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط هو حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه.

وشدد المجلس الوطني، في بيان أصدره مساء الثلاثاء بعد توقيع اتفاقيتي التطبيع في واشنطن، برعاية أميركية، أن الدول العربية التي وقعت تلك الاتفاقات شرّعت بأن القدس عاصمة لإسرائيل بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، وصادقت على " صفقة القرن" الأميركية.

ودعا المجلس الوطني، أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجدهم إلى الانخراط في الفعاليات الشعبية التي دعت إليها القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية، رفضا واستنكارا لتوقيع تلك الاتفاقيات التطبيعية مع الاحتلال.

من جهتها، أكًّدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أنّ الإعلان الرسمي عن تطبيع العلاقات الإماراتية والبحرينية مع الاحتلال مساء الثلاثاء هو يوم أسود في تاريخ شعبنا وأمتنا العربية.

وأضاف بيان للجبهة، أن إعلان الاتفاق المذكور يوم سقوط لنظامي الإمارات والبحرين في وحل الخيانة، وسقوط الكثير من المفاهيم والمصطلحات سيكون لها نتائجها الخطيرة على الوضع العربي والقضية الفلسطينية.

وتابعت: "إنّ الإعلان الرسمي عن تطبيع العلاقات بين كلٍ من نظامي الإمارات والبحرين لم يجر تنفيذه بين ليلةٍ وضحاها بل تم الإعداد والتهيئة والتخطيط له عبر سنوات لتحقيق أهداف استراتيجية كبرى تسعى الإدارة الامريكية ولا زالت لتحقيقها منها محاولة اسقاط كل أسس ومفاهيم القومية والقضية الفلسطينية من الذاكرة والعقل العربي لخلق واقعٍ عربي جديد يتيح للإدارة الأمريكية السيطرة المباشرة على منابع النفط والاحتياطي، ولتقوية موقع الكيان الصهيوني اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا وأمنيًا، وتهديد البلدان والقوى المناهضة للمخططات الأمريكية ما يضع أمتنا العربية أمام اختبارٍ حقيقي لوقف حالة الانحدار وأيّة محاولات جديدة لتقطيع أوصالها".

وأردفت: "إنّ التوقيع الرسمي على اتفاقيات سلام بين نظامي الإمارات والبحرين مع الكيان الصهيوني محاولة من الإدارة الأمريكية لتعبيد الطريق أمام عملية تطبيع عربية رسمية وشاملة مع "إسرائيل" وإزالة كل العوائق التي تقف في وجه هذا المخطط، وإزاحة أهم العقبات الأساسية في وجه التطبيع والتعايش مع "إسرائيل" على طريق تصفية القضية الفلسطينية، وإسقاط أي فكرٍ مقاوم، لتكريس الهيمنة الأمريكية وتقوية النفوذ والتواجد الصهيوني في المنطقة".

بدوره، قال أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، إن توقيع الاتفاقية بين الإمارات والبحرين واسرائيل برعاية أميركية في البيت الأبيض "عار"، وإن فلسطين ستسقط الصفقة والعار والتاريخ سيحاكمهم المتخاذلين.

وأضاف، خلال مقابلة على تلفزيون فلسطين، "لم يكن أحد يصدق أن يقف زعيم عربي أمام نتنياهو ولا يذكر القدس، مخاطبا الموقعين على الاتفاق بالقول: "أنتم مثار احتقار لكل عربي يعرف مكانة فلسطين وأهميتها للاستقرار في المنطقة".

وأشاد برد فعل الشارع العربي والعالمي الرافض للتطبيع، داعياً الشعوب العربية إلى أن تنتفض وترفض التطبيع.

ولفت إلى أن الغياب الدولي عن الحضور لتوقيع الاتفاقية بين البحرين والإمارات و"إسرائيل" برعاية أميركية دليل على إيمان العالم بضرورة حل الصراع وفق الشرعية الدولية.

من جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أمين عام جبهة النضال الشعبي، أحمد مجدلاني، إن قوى اليمين المتطرف في إسرائيل انقضت على مشروع السلام والحل التاريخي الذي وقعه رابين وكان ذلك باغتياله.

وأضاف في تصريح صحفي، إن فشل إدارة ترمب في تمرير صفقة القرن من قبل شعبنا وقيادته، دفعها للتعويض عن ذلك بعقد اتفاقات إذعان مع بعض الدول العربية للإيهام بأنه من الممكن تحقيق سلام في الشرق الاوسط دون الفلسطينيين ودون الانسحاب وإنهاء الاحتلال.

وتابع: إن "جوهر الصراع في المنطقة هو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فلا أمن ولا سلام ولا استقرار دون الانسحاب من الأرض المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967".

وفي لبنان، نظمت قيادة الفصائل الفلسطينية في لبنان، مسيرات وتظاهرات غاضبة في كافة المخيمات الفلسطينية، تنديداً ورفضاً لاتفاقيات التطبيع في واشنطن بين الإمارات والبحرين ودولة الاحتلال الإسرائيلي.

ففي مخيم الرشيدية، وبدعوة من القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية الفلسطينية، وبحضور قيادة الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية، وأعضاء من قيادة حركة فتح إقليم لبنان، انطلقت مسيرة جماهيرية موحدة حاشدة تحت راية علم  فلسطين من أمام مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني رفضا واستنكارا لهرولة بعض الدول العربية للتطبيع مع دولة الاحتلال قبل إقرار الحقوق الوطنية الفلسطينية، بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها.

ثم جابت المسيرة طرقات مخيم الرشيدية تعبيرا عن غضب المشاركين فيها ورفضهم لكافة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، من "صفقة القرن" وخطة الضم والتوسع واتفاقيات التطبيع، وتمسكا بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثِّلاً شرعيًّا ووحيدًا للشعب الفلسطيني، والقيادة الوطنية الموحدة التي انبثقت عن لقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية.

كما نظمت مسيرات حاشدة في مخيمات البص وشاتيلا وبرج البراجنة وعين الحلوة والبداوي والجليل.

وفي السياق، نظم أبناء الجالية الفلسطينية والعربية ونشطاء من حركة المقاطعة BDS الثلاثاء وقفة احتجاجية جماهيرية حاشدة أمام مكتب الجامعة العربية في برلين، رفضًا للتطبيع العربي مع "إسرائيل".

ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ويافطات منددة بصفقة القرن الأمريكية ومشروع الضم الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية والالتفاف على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

كما ندد المشاركون بهرولة بعض الأنظمة العربية الرسمية نحو التطبيع مع الاحتلال، كما حصل في الاتفاق الثلاثي بين دولة الامارات ومملكة البحرين مع دولة الاحتلال.

وقد تم تسليم مذكرة احتجاج موجهه لأمين عام الجامعة العربية تعبيرا عن الاحتجاج والاستنكار لموجة التطبيع والصمت العربي.