دائما وابدا وعلى مدار سنين العمر ومراحله كان الجميع يزرع داخلنا أن إسرائيل هي عدو العرب جميعا, فقد تم جلبها لتسيطر على المنطقة ونهب خيراتها, ولقد صدقنا هذا وامنا به وكان واضح وضوح الشمس فإسرائيل المحتلة لها مع كل دولة في محيطها عداء بسبب مطامعها الاحتلالية ولتنفيذ مشاريعها بإقامة كيانها المزعوم, لقد استمر هذا العداء والصراع بينها وبين جميع من يحيط بها من الدول حتى وصل الأمر لقيام بعض الدول بإنهاء هذا الصراع وعقد اتفاقيات سلام مثل مصر والاردن والباقي يصارع دون جدوى ولكن يصارع.
لم يحتاج الشعب الفلسطيني ولا يزال من عمقه العربي سوى الدعم والمساندة في المحافل الدولية والبيت الجامع للعرب جامعة الدول العربية وبعد ذلك هو كفبل بالصمود والدفاع عن نفسه حيث اثبت ذلك من خلال صموده لأكثر من سبعون عاما وحتى ألان.
لعبة إسرائيل في المنطقة بذكاء وضمن خطط لتشغل هذه الدول المحيطة بها لتنفرد بتنفيذ مشروعها الاحتلالي بإقامة دولتها المزعومة لتنفرد دون تدخل بالشعب الفلسطيني وتهجيره وتنفيذ أبشع المجازر به.
أن الخطأ الذي ارتكبه العرب جميعا بما فيهم الفلسطينية هو انشغالهم في الحفاظ على كراسيهم ومحاربة كل من ينادي بالإصلاح والتجديد وبناء المجتمع ، وبالمقارنة مع عدونا الأول إسرائيل كانت تقوم بإرساء دعائم مجتمعها ودولتها المزعومة التي نراها اليوم إذا ما قارنا دولة احتلال مع دول تاريخية عربية نجد أن دولة الاحتلال كان لديها خطط لبناء دولتها الاحتلالية والدفاع عنها فنجد أن هناك قانون يحكم كل من يأتي ويصبح رئيس حكومة وهو بناء مؤسسات الدولة والدفاع عنها وكيف ينفذ ما افرزه مؤتمر بازل عام 1897 الذي نختصره بجملة واحدة هي " كيف يقوم اليهود بإقامة دولة على ارض فلسطين".
إذا نظرنا نظرة شمولية على الوطن العربي نجد أن الدول العربية لم تسعى كما سعى الاحتلال الإسرائيلي لبناء مؤسسات اقتصادية واجتماعية وثقافية وبحثية وعسكرية وهذا يشمل الفلسطينيون فقط ما نجده في الدول العربية الحفاظ على المنصب والتوريث لكرسي الحكم وهنا لا ننتقد نظام الحكم فاذا ما قارنا دول الاتحاد الأوروبي نجد أن جزء منها ممالك واذا ما اخذنا انجلترا بتاريخها الطويل مثالا فهي مملكة ولكن شتان بين هذا وذاك إذا أن الاوروبيون حافظوا على ممالكهم وتراثهم ونظام حكمهم ولكن اتفقوا على أن تكون الملكية دستورية أما في ممالكنا واماراتنا العربية فهي ممالك مطلقة تعمل على تولي الملك الحكم عن طريق الوراثة وهو الأمر الناهي وانشغاله بالحفاظ على كرسي المملكة وليس الاهتمام بالدولة ومؤسساتها من هنا جاء إدراك إسرائيل بضعف هذه الدول العربية وخوفها من الانقلاب عليها في ظل مطالبة الشعوب بالديمقراطية والحرية والحقوق الإنسانية.
مع انشغال العرب وخوفهم على عروشهم لم نرى منهم سوى الشجب والاستنكار ولم نرى دماء تسيل سوى الدماء الفلسطينية والقليل من الداعمين للقضية الفلسطينية شعوبا وليس حكومات وهذا يجعل الفلسطينيين وحدهم من يقاوم هذا المحتل إذا هو صراع فلسطينية إسرائيلي والتمسك بأنه صراع عربي إسرائيلي ما هو إلا كلام لا يقدم ولا يؤخر بل نجد من يقيم علاقات تجارية واقتصادية وثقافية ورياضية وأيضا دبلوماسية واخرها تطبيعيه وهناك من يرفض على استحياء.
دائما المقدمات تفضي إلى نتائج والنتائج واضحة وفي المحصلة ما حك جلدك إلا ظفرك.