بدأ تنظيم "أنصار بيت المقدس" بشمال سيناء في تكثيف من مجهوداته في الفترة الأخيرة للسطو على سيارات تابعة للحكومة، تحت تهديد السلاح لاستخدامها في عملياته الإرهابية, عن طريق تفخيخها بالمتفجرات, حتى لا تلفت أنظار قوات الجيش والشرطة أثناء شن أي عملية باستخدام تلك السيارات.
وأكدت مصادر أمنية بشمال سيناء أن تنظيم "بيت المقدس" تمكن خلال الأيام الأخيرة من السطو على 3 سيارات حكومية من بينهم سيارة تابعة لشركة الكهرباء, وأخرى نقل كبيرة تحمل الوقود تابعة لإحدى شركات توزيع البترول, وثالثة فنطاس مياه, بينما فشلت محاولة التنظيم مساء أمس الأربعاء في السطو المسلح على سيارة تابعة لوزارة الري بمركز بئر العبد.
وكشفت المصادر أنه صدرت نشرة خاصة بمواصفات وأرقام جميع السيارات الحكومية التي تمكن التنظيم من السطو عليها, وتم توزيعها على جميع المؤسسات والأكمنة الأمنية لاتخاذ الحظر والحيطة, لأنه من المتوقع أن يستخدم التنظيم تلك السيارات في أعماله الإرهابية بتفخيخها بالمتفجرات, مشيراً إلى أن التنظيم بدأ يلجأ للسطو على سيارات الحكومة, في ظل تدمير معظم سياراته خلال حملات الجيش الأخيرة, وتوقف وصول أي سيارات جديدة للتنظيم بسبب الحصار الأمني المحكم على البؤر الإرهابية بمحافظة شمال سيناء بالكامل.
يأتي ذلك فيما أفادت مصادر أمنية بشمال سيناء أن قوات الصاعقة مدعومة بعناصر من مكافحة الإرهاب والعمليات الخاصة شنت أمس الأربعاء حملة برية موسعة استهدفت بعض البؤر الإرهابية جنوب رفح والشيخ زويد, وتمكنت من القبض على خلية إرهابية شديدة الخطورة, تتكون من 8 عناصر إرهابية تنتمى لتنظيم "بيت المقدس" وتحفظت القوات على أسلحتهم الآلية.
وأكدت المصادر أن القوات قامت بتدمير مزرعتين للزيتون جنوب رفح, تستخدمهما عناصر الإرهاب كمأوى لهم ونقطة انطلاق لعملياتهم الإرهابية, فضلاً عن تدمير 6 بؤر إرهابية, عبارة عن منزل واحد و5 عشش, وحرق وتدمير سيارة و5 دراجات بخارية من دون لوحات معدنية تستخدم في شن العمليات الإرهابية.
بدء محاكمة 213 عنصراً من "بيت المقدس"
فيما بدأت محكمة جنايات القاهرة، اليوم الخميس، أولى جلسات محاكمة 213 متهماً ينتمون إلى تنظيم "أنصار بيت المقدس" المتطرف، بتهمة ارتكاب 54 جريمة، وهي اغتيالات لضباط شرطة، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية محمد إيراهيم، إضافة إلى تفجيرات استهدفت منشآت أمنية منها مباني مديريات أمن القاهرة والدقهلية وجنوب سيناء.
يذكر أن "أنصار تنظيم بيت المقدس" هي جماعة متطرفة تنشط في شبه جزيرة سيناء، إلا أنها تحاول مد نشاطها إلى داخل مصر من خلال التفجيرات المتفرقة. وقد أعلنت مؤخراً مبايعتها لتنظيم "داعش" الإرهابي.
وشكل استحداث القيادة الأمنية الموحدة لشرق القناة في تكثيف الجهود لتحجيم عمليات المتطرفين في سيناء، ما أسفر عنه تراجع ملحوظ في عمليات "بيت المقدس".
وكانت الحملات الأمنية التي تشنها قوات الأمن المصرية في شمال سيناء أسفرت عن مقتل أكثر من 10 أشخاص من التنظيم، إضافة إلى حرق وتدمير 20 منزلاً.
كما أسفرت الحملات في جنوب الشيخ زويد ورفح عن تدمير عدد من البؤر الإرهابية التي يستخدمها المتطرفون كمركز لهجماتهم، إضافة إلى ثلاث مزارع ومخزن وقود خاص بالمتطرفين.