سقط القناع عن وجه نتنياهو

حجم الخط

بقلم: يوسي فيرتر


قبل يومين على عيد «يوم الغفران» والصلوات الجماعية استيقظ نتنياهو، أول من أمس، على عدد مخيف بلغ نحو سبعة آلاف مصاب بـ «كورونا». قفزة في الزيادة. وقرر فعل شيء: أن يغلق كل شيء، الآن.
لو أنه لم يكن متهما بالفساد الشديد المستشري في الجهاز القضائي؛ ولو أنه لم يكن زعيما يقسم الشعب، ويحرض فئة على أخرى، العلمانيين ضد المتدينين واليمينيين ضد اليساريين، لما كان أحد سيشكك في دوافعه. معظم الإسرائيليين كانوا سيحنون الرؤوس حتى لو أن المستوى المهني – الصحي والمستوى المهني – الاقتصادي يختلفان حول القرار الصعب ويقولون إنه لا حاجة إلى هذا التشديد الكبير. في نهاية المطاف، الموظفون يوصون والوزراء يبررون والرئيس يحسم.
ولكن ليس هذا هو الوضع. فدوافع نتنياهو غريبة وهي مكشوفة إلى درجة أن هذا محرج ومقلق. جلس وزراء كابينت «كورونا» ساعات طويلة جدا وناقشوا القيود، عمقها، وضرورتها.
وطوال الوقت حلقت في الفضاء مسألة التظاهرات، كلما طال النقاش اتضح للحضور إلى أي مدى يزعج هؤلاء راحة أبو يئير. بالمناسبة، الافتراض السائد في قيادة «الليكود» هو أنه أكثر مما هو قلق من بضعة آلاف من المتظاهرين الحازمين فإن من خرجوا عن أطوارهم حقا هم الساكنون الآخرون في المنزل، وكما هو معروف هم الذين يديرونه.
سقط القناع (الشفاف) عن وجه رئيس الحكومة أثناء النقاشات. كُشفت الحقيقة المجردة. من أجل إبعاد المثيرين للضجة عن محيط المنزل، هو مستعد ليلحق بالاقتصاد الجريح والنازف ضرراً تم تقديره من قبل وزارة المالية بنحو 35 مليار شيكل.
عندما يكون الخيار هو إغلاق جزئي «يتنفس» مع تظاهرات، أو إغلاق خانق وقاتل دون تظاهرات، لا يكون لديه تردد. ليس هذا فقط، بل هو أبدى نيته تقليص حق التظاهر إلى الحد الأدنى حتى بعد انتهاء الإغلاق الشامل.
بيانات وزارة الصحة، التي نشرت، أول من أمس، تسحب البساط من تحت الأكاذيب التي ينشرها نتنياهو ووزراؤه، والتي تقول إن التظاهرات في بلفور تؤدي إلى الإصابة المرتفعة بـ «كورونا». ربع الفحوصات الإيجابية هي في أوساط المجتمع الأصولي.
سواء بسببها (حفلات الزفاف) أو دونها (الاكتظاظ في المساكن)، حوالى 12 في المئة تم العثور عليهم في القرى العربية.  أقل من 10 في المئة في أوساط الجمهور العام. الأصوليون والعرب لا يتظاهرون. الدعاية الفعالة التي تطبخ في بلفور وتنشر من قبل مساعديه – في السياسة وفي وسائل الإعلام وفي الشبكات الاجتماعية – تؤدي إلى أنه طوال أسابيع يتركز الخطاب حول التظاهرات، مع أو دون صلة بالصلوات.
من المحظور أن تمنع الحكومة التظاهرات الموجهة ضدها. هذه ديكتاتورية. ولكن بالدرجة ذاتها من المسموح مطالبة المتظاهرين بأخذ راحة والتوقف لمدة ثلاثة أسابيع.
التضامن ليس كلمة فظة. مثال جيد حصلنا عليه، أول من أمس، من الحاخام دافيد يوسف، عضو مجلس حاخامات «شاس»، الذي توسل تقريبا إلى درجة البكاء من أجل إغلاق الكنس والصلاة في الخارج أو بمجموعات صغيرة.

عن «هآرتس»