أعلن مصدر سعودي أن مسؤولين سعوديين كباراً أبلغوا القادة الروس، الأحد، أن التدخل العسكري الروسي في سوريا ستكون له "عواقب وخيمة" وسيؤدي إلى تصعيد الحرب هناك ويدفع متطرفين من أنحاء العالم إلى المشاركة فيها.
وتشير الرسالة التي صاحبها تعهد بدعم جماعات المعارضة المعتدلة التي تحارب بشار الأسد حليف روسيا إلى تشكك السعودية في دوافع موسكو للمشاركة في الحرب التي بدأت قبل أربعة أعوام ونصف العام وقتل فيها نحو 250 ألف شخص وأسفرت عن تشريد نحو 11 مليون سوري.
وقال المصدر، اليوم (الاثنين): "التدخل الروسي في سوريا سيدخلهم في حرب طائفية"، مضيفاً أن المملكة "تحذر من العواقب الوخيمة للتدخل الروسي"، مضيفاً: "سيواصل السعوديون تعزيز ودعم المعارضة المعتدلة في سوريا".
وأضاف المصدر، أنه يتحدث استناداً إلى المواقف التي أوضحها ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير خلال الاجتماعات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، يوم الأحد، في منتجع سوتشي الروسي المطل على البحر الأسود.
وأغضب التدخل الروسي المملكة وغيرها من خصوم الأسد الذين يقولون إن الضربات الجوية الروسية تستهدف جماعات معارضة للأسد وليس تنظيم الدولة، وحسب مثلما تقول موسكو، فيما تشتبه دول الخليج العربية في أن الدافع الرئيسي للكرملين هو إنقاذ الأسد.
والسعودية، إلى جانب تركيا وقطر، داعم رئيسي للمعارضة التي تقاتل الأسد المدعوم من إيران ومن روسيا، إلا أن الرياض قلقة أيضاً من صعود جماعات جهادية كتنظيم الدولة بين المعارضة.
وأوضح المصدر السعودي، أنه "سيسهم التصعيد الأخير في اجتذاب متطرفين وجهاديين للحرب في سوريا"، مضيفاً أن "تصرفات الكرملين ستنفر المسلمين السنة العاديين في مختلف أنحاء العالم".
وأشار المصدر إلى أن "السعوديين حثوا روسيا على المساعدة في محاربة الإرهاب بسوريا من خلال الانضمام إلى التحالف الذي يحارب تنظيم الدولة الإسلامية ويضم أكثر من 20 دولة"، مؤكداً أن "الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يرحل في إطار عملية تم الاتفاق عليها خلال مؤتمر جنيف للسلام الذي انعقد في يونيو/ حزيران 2012 وحدد مساراً للسلام والانتقال السياسي".
ويدعو أحد العناصر الأساسية في الخطة لتشكيل حكومة سورية في المستقبل "بالتراضي" بين السلطة والمعارضة وهو موقف تقول واشنطن إنه يعني عدم إمكانية بقاء الأسد في الحكم.
وفي تصريحات للصحفيين، يوم الأحد، عن الضربات الروسية قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إنه عبر عن قلق المملكة من أن هذه العمليات يمكن أن تعتبر تحالفاً بين إيران وروسيا، مشيراً إلى أن روسيا ذكرت أن هدفها الرئيسي هو مكافحة الإرهاب.